العاصمة

مشاعر إيمان العادلى

0

مع الوقت ستدرك كم ظَلَمتَ نفسك و لم تنتبه 

عن المشاعر التي وضعتها في غير موضعها وكم كنتَ مسرفًا في إلقاء الاحكام على الناس جزافًا
كم كنت تلومُ من لا يُقدّر قيمتك وأنت من أخفيتَها بالأصل
ستعلم أنَّ أغلب الذي كنت تبحث عنه كان أمامك وما ألهاكَ إلا هواكَ أن تراه
كلُّ وقتٍ مرَّ ولم يزد فيكَ شيئًا فقد قتلك حيًا
وكلُّ دقيقة انتظارٍ لم تبنِ بها نفسك فقد هدمتَ بعضًا منها وأغلبُّ مشاعرك سرابٌ ما لم تكن في موضعٍ يليقُ بها
كلُّ حبٍ ظننتَ أنَّك وقعتَ به فقد وقعت فعلًا إلا إن كانَ رزق ربّك أصاب به قلبك فذاكَ لا وقوعٌ فيه ولا ألتواء
ذاكَ أرتقاء

ستُدرك أن القراءة لم تُكن يومًا على كتابٍ وحرف
هناك وجوهٌ و لحظاتٌ ومواقفٌ و صدورٌ وقلوبٌ تُقرأ
وكم من نفسٍ دواؤها الاهتمام .
وأغلب لحظات الصّمت لم تكن صمتًا وأيامُ الطفولة لم تكن ماضيًا يئن بل طفلٌ فيكَ ما زال يَحِن .
وأنَّ رغبتك الشديدة في الكتابة هيَ أمتلاءٌ فيكَ ما عادَ يُطاق
وأنَّ كل حرفٍ يخرجُ منكَ هو انتصارٌ بعد صراع
وكلُّ مرةٍ يخذلك القلم يهدمُك الألم ستعلم أنَّ الحُبَّ ضالّةٌ ظلمتها
والحكمة ضالةٌ أهملتها
والشَّغف فارغٌ ما لم تشعر به
كلُّ الكلمات تفاصيلٌ لا تنتهي
والأسماء رمزُ تعريف المشاعر بحسب حامليها
والأماكنُ زجاجةُ عطرٍ لا تشتهي الانتهاء
و كلُّ قديمٍ كان أجمل
والروحُ تميلُ لما فيها

تخيّل معي
لو أنّك حُبست نفسك في غرفتك ذاتها عدّة أيام
في اليوم الأول ستبقى تصرُخ وتكلُم الحائط و تلعن حظّك
في اليوم الثاني ستكون أقل من ذي قبل ولكنك بعدها ستبدأ تُلاحظ تتنتبه
ترى تفاصيل الغرفة أوضح
ستُدرك كميّة الأشياء التي لم تنتبه لها وتدرك قيمتها
سترى أنّك أهملت ألف شيءٍ بلا شيء ستعلم حينها أنَّ مشكلتك في الاعتياد
فـ ليست المشكلة بالفراغ بل في الأعتياد عليه
و للقلب عينٌ ترى الجمال أوضح
فـ انتبه

ستندم على كل لحظة لم تَرَ فيها نفسك
وكل فرصةٍ قلت لها (لا) خوفًا وضعفًا لا ثقةً وقوة
ستندم على كل صلاةٍ لم تُعيد روحك وكلّ لحظةٍ لم تتكئ فيها على أخاك
وكل مرةٍ لم تُكن فيها سندًا لـ أحد ستلعن لحظات الخذلان وأعظم الدّرجات سوءًا أن تخذل نفسك
ستفرحُ لكل هدفٍ حققته وأنجاز قمت به
وكل بسمةٍ زرعتها وكل حُبٍ أثمر
ستتعلَّم أن التخلّي قوّة وأن التمسُّك ثبات
والفارق هنا أن تتخلّى عمّا يُبعدكُ عنك وتتمسَّك بـ ما تحضن فيه نفسك
ستعلمُ أنَّ أجمل اللحظات هي أبسطها وأروع الكلمات أصدقها وأجملُ عناقٍ حين يسجُدُ كلّك لله
وأول مرةٍ من كل شيءٍ لا تُنسى
ستعلم أنَّ أشد اللحظات هي بدايات البناء
وأنَ الآلام أول طريق القوة
وأنَ الثقوب نايٌ يعزف لحنَ قوتك
سترى أنك مليءٌ بـ الامتنان
مليءٌ بـ لحظات السّتر مليءٌ بـ حُبّ الله فـ ما أسند ظهرك مثل الله أحد

سترى أن أغلب خوفك كان وهمًا وجُلُّ ضعفك كان منكَ
وأنّك أخطأت حينَ أجّلتَ وسوَّفتَ ولم تقُم
و لم ترَ الفكرَ واقعًا تحياه متى تراه ؟
سترى أنَّ الحياة تفاصيلٌ صغيرةٌ تبنى المعاني
وفقدان المعنى حرمانُك الأعظم
أن لا تجد في أي شيءٍ شيء
تمسّك فقط بمن يؤمن بك
بمن يرى الحياة فيك
بمن يطبع قبلةً على جبينك حين يخذلك الجميع
بمن يحضن قلبك ويرى فيكَ العالم أجمع
و اكتب كل حرفٍ فيكَ لم يخرج منك بعد
فرّغ قلبك واملأ قلوب العالمين
إزرع عقلًا وأحصُد فكرًا وخيرُ البناء بناءُ إنسان
و لا تَمُت قبل أن يتوقف النّبضُ فيك

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار