مسيحية تقوم بدور المسحراتي وتشارك في إعداد الإفطار للصائمين خلال شهر رمضان بدهب
إيمى عاطف
اعتادت كاتي ظريف، مدربة غوص شهيرة في مدينة دهب بمحافظة جنوب سيناء، مسيحية، صاحبة الـ44 عامًا، على نشر البهجة ومشاركة أهالي مدينتها الأجواء الرمضانية، على مدار 3 أعوام على التوالي.
وتقوم كاتي بدور المسحراتي، وإعداد وجبات الإفطار والسحور، إضافة إلى توزيع العصائر والتمر على المواطنين في الشوارع مع آذان المغرب.
وقالت كاتي، إن أهالي مدينة دهب بشكل خاص، وجميع مدن جنوب سيناء بشكل عام، يفتقدون الأجواء الرمضانية والتي تتمثل في المسحراتي، لذا فكرت في نشر الأجواء المبهجة في العام الأول، من خلال إحياء تراث المسحراتي الذي اعتاد المصريون عليه خلال شهر رمضان.
وارتدت كاتي جلبابا أبيض، وضعت عليه الصليب، والسبحة في يدها، وجابت بالطبلة شوارع المدينة تنادي أصدقائها بأسمائهم وتردد العبارات التي يقولها المسحراتي مثل “اصحي يا نايم”.
وأكدت ظريف، أن الفكرة قوبلت باستحسان من أهالي المدينة من مختلف الأعمار، وشعرت أنها أدخلت البهجة على قلوبهم.
وأوضحت كاتي في تصريح لها، اليوم الثلاثاء، أن للعام الثاني طلب منها المواطنون أن تؤدي عمل المسحراتي مرة أخرى، وعلى الفور قامت بتلبية رغباتهم مع توفير “قدرة الفول”، لتوزيع وجبات السحور التي تمثلت في الفول المصري، وجبن، وبيض، وزبادي بأسعار رمزية.
وأشارت إلى أن أجواء رمضان هذا العام تضمنت شخصية المسحراتي، وتوزيع وجبات السحور، بجانب توزيع العصائر والتمر والمياه على المارة في الشوارع خلال آذان المغرب، خاصة على الطرق الرئيسية، مؤكدة أن هذه الأعمال البسيطة تؤكد روح الألفة والتسامح التي يعيشها المصريون بمختلف أطيافهم على مر العصور.
ولفتت كاتي ظريف، إلى أن الأطفال غير البالغين يطلبون منها القيام بمثل هذه الأعمال كل عام، كونها تضفي روحا من البهجة والسعادة وتحيي العادات والتقاليد التي توارثها المصريون، مؤكدة أنها تحرص على التواجد أمام المساجد خلال تجولها شوارع المدينة لإيقاظ المواطنين لتناول السحور، دون أن يعترضها أحد، بل يحرص الجميع على التقاط الصور التذكارية معها، وهذا يؤكد التآخي والمحبة بين مسلمي ومسيحي مصر.