مدينة الحمامات حاضنة الفل والياسمين
هنا نابل/ الجمهورية التونسيةالمتابعة بقلم : لطفي عبد الواحد.
الصور الفوتوغرافية المعز غني
تعيش الحمامات إحدى أجمل مناطق الوطن القبلي والبلاد التونسية على وقع فصل الصيف رغم تراجع الحركة ونقص توافد السياح بسبب انتشار مرض الكورونا في العالم حمانا الله وكل البشرية من اخطاره. وللصيف في الحمامات بريق خاص وطعم متميز لطبيعة ساحرة تعتبر الزهور وخاصة زهور الفل والياسمين بما تبعثه من شذى طيب مكونا رئيسيا من مكوناتها ولعل مازاد افتتاح الموسم الصيفي جمالا خاصا مبادرة جمعية صيانة المدينة بمعاضدة عدد من جمعيات المجتمع المدني بتنظيم يوم احتفالي كبير بالفل والياسمين كمقدمة لبعث مهرجان خاص بإمكانه ان يتحول في السنوات القادمةإلى احتفالية عالمية وكنت قد تحدثت عن هذا اليوم الطريف اللطيف في مقال سابق.. ونظرا للتفاعل الجميل مع برنامج اليوم الاحتفالي المذكور رأيت ان أعود للحديث عن حضور الزهور في الشعر قديما وحديثا من خلال قصيدتين لشاعر بقي الكثيرون لايعرفون عنه انه شاعر في حياته وحتى بعد مماته إلى أن قررت عائلته وبإشراف احد أبنائه اصدار ديوانه بعنوان “قصائد على ضفاف آمال ضائعة” وهذا الشاعر هو المربى المرحوم محمد شعبان أصيل مدينة دار شعبان الفهري من ولاية نابل وأب الصديق العزيز فيصل شعبان الاعلامي الرياضي المثقف في إحدى القنوات الرياضية العربية. القصيدتان الطريفتان اللتان أشرت اليهما خصصهما الشاعر للحديث عن زهور الفل ومما لاشك فيه ان الشاعر كان عاشقا للفل وكان من المعجبين برؤيته وبباعته في جهة نابل وتحديدا في الحمامات. القصيدة الأولى بعنوان “مشموم الفل” والقصيدة الثانية في نفس السياق بعنوان “غادة الفل” وهما قصيدتان رأيت من المناسب نشر واحدة منهما ليطلع عليها احباء الشعر وعشاق الفل بمناسبة الاحتفال بهذه الزهرة اللطيفة برائحتها الطيبة ورمزيتها ولتكون لاحقا محور دراسة صغيرة عن شكلها ومضمونها.
والقصيدة التي اخترتها عنوانها “غادة الفل” كتبها الشاعر سنة 1974 وتقع في الصفحة عدد 57 من ديوانه المنشور في سنة 2019 ونظرا لكون القصيدة قد نشرت واضحة بخط يده وحرصا على ضمان تمكن كل القراء من قراءتها اعيد كتابتها بحروف الطباعة راجيا ان تجد حسن التقبل والإعجاب..
قصيدة : غادة الفل..
يولد المشموم حرا في حقول البرتقال
من شعاع المقل الدعج ومن خصب الخيال
هو من ترصيع أيد حذقت شد العقال
فإذا المشموم يغريك بقد واعتدال
غادة الفل مشاميمك من طرز الخيال
هل تخافين عليها رمش أهداب ثقال
أو تخافين عليها لفح أنفاس علال
أم تخافين عليها من ضياء وظلال
في مشاميمك تختال سواني البرتقال
وبها تزهو بطاح في العشايا والليال
وأريج منعش يعبق في دنيا الجمال
يملأ الأجواء بالنشوة والسحر الحلال
كل يوم اقتني المشموم منك في ابتهال
أنتشي باللثمات في انبهار ووصال
والشذى الفواح يسري في انسياب وانثيال
والمشاميم فتون لنساء ورجال
غادة الفل اسهري حرصا عليها من نكال
واحفظيها في عيون وادفعي سوء المآل
من صبايا من حسان بقدود في اعتدال
زينت اعناقها اطواق فل في المجال
وبلادي موطن للفل مفقود المثال
فهو روض الأنس والحب ومحراب الجمال
الشاعر محمد شعبان
الديوان : قصائد على ضفاف
آمال ضائعة- طبعة 2019
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.