مدير مؤسسة الطاقة الحيوية إطلاق 122 وحدة بيوجاز جديدة بـ3 محافظات قريبا
إيمى عاطف
قال المدير التنفيذي لمؤسسة الطاقة الحيوية بوزارة البيئة المهندس وائل رضوان، إن المؤسسة أنشأت 1900 وحدة بيوجاز تنتج 2.137 مليون متر مكعب يوميًا، وتنتشر في 19 محافظة، خاصة في المناطق الزراعية بوادي النيل، حيث تتوفر المخلفات العضوية اللازمة لإنتاج الغاز الحيوي.
وأضاف رضوان، أنه جار حاليًا العمل على إنشاء 122 وحدة بيوجاز جديدة موزعة على مراكز وقرى محافظات «أسيوط، البحيرة، بني سويف»، مؤكدًا أن الوحدة المنزلية الصغيرة تكلف 30 ألف جنيه، بينما الوحدات المتوسطة فتتراوح تكلفتها بين 3 و10 ملاين جنيه، حسب التكنولوجيا المستخدمة وحجم الإنتاج اليومي.
وأوضح أن مصر تنتج 60 مليون طن من روث الحيوانات سنويًا، وقيمتها الإجمالية تتجاوز المليارات، مشيرًا إلى أنه تم تنفيذ وحدة مجمعة كنموذج أول بمحافظة الدقهلية لإنتاج الغاز الحيوي من قش الأرز وتوزيعه عبر شبكة للمنازل، ونعمل حاليًا على إنشاء وحدات مركزية بالتعاون مع بعض الجهات.
وأشار إلى أن المخلفات العضوية في مصر كثيرة ومتنوعة، وإذا ركزنا على المخلفات الزراعية فقط، فهي تتجاوز 75 مليون طن، مؤكدًا أن مصر تُنتج حوالي 60 مليون طن من روث الحيوانات سنويًا، أما بالنسبة لقيمتها الإجمالية، فإنها تتخطى المليارات.
وعن كيفية إنتاج البيوجاز، أكد أن الوحدة تتكون من ثلاث أجزاء: وحدة التغذية، المخمر الرئيسي، ووحدة الإزاحة، ويتم معالجة المخلفات الزراعية أو الحيوانية داخل المخمر في غياب الأكسجين، ما ينتج عنه غاز الميثان «البيوجاز» والسماد الحيوي، ومن ثم يتم نقل الغاز عبر أنابيب للاستخدام المنزلي أو لتوليد الكهرباء في المحطات الكبرى.
ونوه بأن مشروعات البيوجاز تواجه عدة عوائق، أبرزها نقص الخبرات الفنية وضعف وعي المستفيدين بجدوى هذه التقنيات، كما أن جودة المواد الخام تشكل تحديًا بسبب احتوائها على شوائب غير قابلة للتحلل، بينما التحديات اللوجستية فتتمثل في تكاليف نقل المخلفات من أماكن الإنتاج إلى مواقع المعالجة، وهي من أكبر العقبات التي نعمل على التغلب عليها.
وأكد أن العمر الافتراضي لوحدة البيوجاز يتراوح بين 15 و20 عامًا، ويعتمد على الصيانة الدورية، وعلى سبيل المثال لدينا نموذج لذلك وهي وحدات محطة الصرف الصحي بالجبل الأصفر تعمل منذ الثمانينيات، لافتًا إلى أن البيوجاز يُنتج من موارد متجددة، كما أن المحتوى الحراري للبيوجاز يعادل 70% من الغاز الطبيعي.
وأردف أنه لدينا مصانع تنتج الغاز الحيوي من المخلفات الزراعية بقدرة إنتاج تتراوح بين 300 و500 متر مكعب يوميًا، علاوة أنه تم إنشاء عدد يقارب نصف الواحدات من قبل أفراد أو شركات بمجهودات ذاتية.
وأشار إلى أن وزارة البيئة، برئاسة الدكتورة ياسمين فؤاد، تعمل على تعزيز التنمية المستدامة في الريف المصري من خلال مشروع الوقود الحيوي الذي تنفذه مؤسسة الطاقة الحيوية للتنمية المستدامة، مؤكدًا أن المشروع يهدف إلى تحسين جودة الحياة في القرى عبر استغلال المخلفات العضوية بشكل مستدام، ويعد نموذجًا للاقتصاد الدوار الذي يربط بين جهود المجتمع المدني، القطاع الخاص، والمواطنين، مع دعم المؤسسات التعليمية لنشر الوعي البيئي.
وعن كيفية تمويل إنشاء وحدات البيوجاز، قال إن إنشاء الوحدات يتم من خلال متبرعين ومؤسسات تنموية أو شركات القطاع الخاص، ولا تتحمل الحكومة أعباء مالية، ويتحمل المستفيد فقط حوالي 10% من تكلفة الوحدة، ويشارك عادةً بجهوده في الإنشاء.
وحول المساعدات التي تقدمها وزارة البيئة للمشروع، أكد أن وزارة البيئة تقدم دعمًا مؤسسيًا وتساهم في توعية المواطنين بالتكنولوجيا عبر مكاتبها في المحافظات، لافتًا إلى أن المشروع يسهم في استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام من خلال إنتاج الغاز والسماد الحيوي من المخلفات الزراعية والحيوانية، ويتم إعادة استخدام العناصر المفيدة في المخلفات، مما يعزز مفهوم الاقتصاد الدوار ويعود بالنفع على الأرض والبشر.
وتابع أن حجم إنتاج الوحدة المنزلية من البيوجازتنتج 3 أمتار مكعبة يوميًا، أي ما يعادل استهلاك أسرتين لأنبوبة بوتاجاز شهريًا، مشيرًا إلى أننا نتوسع بشكل كبير لتغطية المزيد من القرى والمناطق الزراعية في المستقبل، كونه نموذجًا مثاليًا للتنمية المستدامة ويعزز دور الاقتصاد الدوار.