محمد ربيع يكتب .. كلهم ذئاب ..!!
الذئاب هي الذئاب ..؟!
لا يوجد ذئب طيب وآخر غير طيب ..كل الذئاب طابعها الشر والعدوان والغدر ..كل الذئاب تعيش بأنيابها القوية وأظافرها الحادة ، والذئب الذي يفقد أنيابه يموت وتأكل جثته الذئاب الأخرى .. مجتمع الذئاب سواء كانوا من الحيوانات أو البشر مجتمع تحكمه قواعد وقوانين صارمة شديدة القسوة من يهملها لحظة واحدة تكون هي لحظة النهاية بالنسبة له ، يحدث هذا تلك الأيام وأمام أعيننا حيث يقتل الأخ أخاه ويقتل الزوج حماه ويعاشر ابنته بعد الجنازة وربما قبلها ويطعن الصديق صديقه من الخلف لسبب تافه ، منذ نعومة اظفارنا ونحن نسمع عن الصداقة وقوتها والأخوة وصدقها والحب وعذريته يا لها من كلمات جميلة تذهل السامعين لكن للأسف كله حلم صعب المنال ما تلبث أن تصحو منه على طعنات غادرة أو كذبة لا تلبث إلا ان تذهب إدراج الرياح فتصلك الطعنات ممن كان يحمي ظهرك ويحرسه ممن كان في يوم يدعي الصداقة والأخوة.
مجتمع الذئاب مجتمع لا يعرف الرحمة أو التسامح ولا يعترف بالعدل بل هو شديد الحرص علي قوته وسطوته وجبروته وأيضا شدة القسوة والظلم والضلال لأن هذه الأشياء هي سر البقاء والتواجد والاستمرارية وهذا هو حال مجتمع المنتفعين ومقبلي الأيادي والمتسولين والمتصدرين المشهد الأسود الآن ، همْ عددٌ قليل ونزْر يسير، لهم قلوبٌ أشدُّ قساوةً من الحجارة، استحكم بهم الداء، وتمكَّن منهم بعد أن قضَى على مناعتِهم الطبيعيَّة، وكذا المكتسبة، فابتلعتْ خلايا الشرِّ خلايا الخير ابتلاعًا، فحارَ في الأمْر الأطبَّاءُ والعُقلاء الألبَّاء ، الحسدُ والشحناء والبغضاء، والجهل والأنانية والكراهية، والنِّفاق والفسوق والشقاق – كلها أعراضٌ أصابتهم فكِدتَ لا تجد قلبًا سليمًا، ولا عقلاً مستقيمًا منهم.
كلهم ذئاب ولا فرق بين ذئب وآخر فإذا كان احدهم أنيابه قصيرة كانت مخالبه طويلة ، والأخر إذا كانت مخالبه قصيرة كانت أنيابه طويلة تحكمهم المطامع والمصالح والعمل علي التهام الشرفاء لإزاحتهم من أمامهم ، لا تصدقوا أنهم أبرياء كما يدعون وأنهم أصحاب فضيلة وخبرة وعلم وتجارب وأيادي بيضاء وقلوب نظيفة لان حقيقتهم الغدر والخيانة والضرب تحت الحزام وهو جزء أصيل من تكوينهم شأنهم شأن قبائل الهكسوس في الزمن الغابر .
والمتابع المدقق لمثل هؤلاء الذئاب يعرف تاريخهم وأسلوبهم القذر وأنهم أشد الناس حقارة ، يرسمون الخطط والمؤامرات وجلسات النميمة من اجل الوصول لأهدافهم القذرة باي طريق كان .
عجبتُ من أمر بعضهم عجبًا، يَبتسِم في وجه غيرِه ضاحكًا، ويرافقه مرافقةً ويُخالِطه مخالطةً، ويشاركه قرابة، ويكنُّ له حقدًا غزيرًا، لا يُظهر من شرِّه إلا ما ظهَر مِن ملامحه، واستقراء ذلك ليس لكلِّ الناس، فالقادرون على القِراءة نفر قليلٌ، فتقاسيم الوجوه حروفٌ لا تُدرس في المدارس!
وهكذا والذئاب تمرح وتجد نفسها من فصيلة أخري واقوي عندما تجد المراعي أمامها خالية من الرعاة والحراس وتجد أمامها الصيد الوفير وتصدق نفسها.
وإذا أردنا تغيير هذا المجتمع فعلينا أن نغير أنفسنا ونبحث عن قوتنا المفقودة وقدراتنا المهدرة فالذئاب لا تهاجم وهناك الراعي الذي يحمل عصاه ، ولكن الرعاة عندنا يفضلون النوم تحت ظل الشجر .. فلماذا لا تمرح الذئاب.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.