العاصمة

محاضرة للخبير الاعلامى معتز صلاح الدين عن دور الاعلام فى التنميه المعاصره

0
صور
فاطمه ابو العلا
قام معتز صلاح الدين الخبير والمستشار الاعلامى
بجامعة الدول العربية ورئيس شبكة
إعلام المرأه العربية بالقاء حول محاضرة فى مركز التدريب بأكاديمية السادات للعلوم الاداريه تحت
عنوان دور الاعلام فى التنميه المعاصره. ….فى بداية المحاضرة تحدث الدكتور محمد صالح مدير
مركز التدريب بالاكاديمية الذى رحب بالحاضرين وبالمحاضر وأكد أن الإعلام تعاظم دوره كثيرا فى
السنوات الاخيرة وأصبح مؤثرا فى كافة مناحي الحياة كما أكد أهمية دور الإعلام في كافة
المجالات وبعد ذلك بدأ الخبير والمستشار الاعلامى معتز صلاح الدين فى القاء المحاضرة
وعقب ذلك دار حوار موسع مع الحاضرين وفيما يلى نص المحاضرة التى ألقاها
معتز صلاح الدين حول دور الإعلام في التنمية المعاصرة ….

اصبح فى السنوات الاخيرة لوسائل الإعلام والاتصال أدوارا رئيسية في العملية الإخبارية

والتعليمية والتوعوية وغيرها من ادوار الاعلام المختلفه حيث اصبحت بلا منازع الوسيلة الأولى
التي تجاوزت الحدود بفعل التطور التكنولوجي الحديث، وبفعل انتشار تكنولوجيا المعلومات
والاتصال واصبح العالم كله قرية واحدة لا حدود لها
إن إنتاج المعلومات ونشرها واستخدامها في ظل العولمة الإعلامية وعولمة المعلومة اصبحت من
بين أهم نتائج التقدم التكنولوجي الذي أنتج مجتمعات المعرفة، وقدَّم مساهمات معرفية في
شتى المجالات، سواء تعلق الأمر بالعلوم الإنسانية أم الاجتماعية، بحيث صار الاهتمام بالتنمية مطلبا
مُلحّا وتسليط الضوء إعلاميا على القضايا التنموية أكثر إلحاحا
مفهوم التنمية المعاصره :
لقد تطور مفهموم التنمية ليصبح مفهوما يشمل
جميع مناحي الحياة فالتنمية المعاصرة والحقيقية هي التنمية الشاملة أو الشمولية، وهذه بعض
التعاريف بهذا المعنى:
“لا يمكن حصر التنمية في الحدود الضيقة للنمو
الاقتصادي بل لابد من تبني مفهوم موسع للتنمية يستوعب أبعادا اجتماعية وسياسية وتكنولوجية
وبيئية إلى جانب البعد الاقتصادي. فالتنمية هي عملية تحرر إنساني تشمل تحرير الفرد من الفقر
بصفة عامه . كما تشمل تحرير المجتمع من ذل الاعتماد على الخارج وتخليصه من قيود التبعية
بكل ما تحمله من استغلال وتقييد للإرادة الوطنية وهشاشة أمام الصدمات الخارجية”
كما يستخدم مصطلح التنمية الحديث ليشير إلى عمليات التغيير الإيجابي في المجتمع، ويستند إلى
خطط وبرامج علمية معدة ومدروسة للوصول إلى الأهداف المرجوة.. وطبيعة عملية التنمية تتضمن
جانبين:
أولا: الجانب الاقتصادي: وذلك بمعنى أن برامج
التنمية يجب أن تهدف إلى تحسين الظروف المادية والاقتصادية من أجل رفع مستوى معيشة
الأفراد. أي أن هذا الجانب يعنى أول ما يعنى ببرامج التنمية الاقتصادية..
ثانيا: الجانب الاجتماعي: ويهتم هذا الجانب بتحسين الأحوال الاجتماعية وتنمية القدرات
البشرية، وهو في ذلك يؤمن بأن تحسين المستوى الاجتماعي من النواحي الصحية والتعليمية
والسياسية سوف يرفع بالتالي من وعي الجماهير إلى المستوى الذي يجعلهم قادرين على المساهمة
في عملية تنمية المجتمع الشاملة”
– تعتبر التنمية اليوم نتاج عوامل وعناصر متعددة.
فهي عبارة عن سلسلة من عمليات التعبئة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لجميع مؤهلات
الدولة أو الجهة أو الجماعة المحلية بغية تحقيق عدد من الأهداف تتعلق بتحسين ظروف عيش السكان” (
ومع المفهوم الجديد للتنمية هناك تطورٌ ملحوظ أيضا لوسائل الإعلام والاتصال، جعل من العملية
التواصلية أمرا ملموسا نظرا للتطور التكنولوجي الذي ساعد على إيصال المعلومة، الأمر الذي جعل
من الإعلام ضرورة مجتمعية تساهم هي الأخرى في العملية التنموية
إن العالم اليوم بانفتاحه وبارتباط وسائل اتصاله بعضها البعض، لم يعد في منأى عن ضرورة السعي
وراء تحقيق تنمية لشعوب لاتزال في عداد التخلف، بعيدة عن تحقق كرامة الإنسان في
العيش الكريم، مُبتعدة عن تحقيق الرقي والازدهار بسنوات ضوئية.. وبالتالي، فإن الاهتمام بالتنمية
بتسخير جميع أدوات الاتصال الجماهيرية المرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والاتصال، لَمِن شأنها
أن تساهم على الأقل في التوعية وفي خلق ديناميكية جديدة أكثر إيجابية للنهوض بمستوى
عيش الفرد والجماعة…
قراءة فى حجم وسائل الاعلام العربية:
شهدت وسائل الاعلام ومن بينها بعض وسائل التواصل الاجتماعى تزايدا كبيرا فى السنوات
الاخيرة ويتواكب ذلك مع دراسات عالمية متعددة تكشف ان 70%من قرارات الافراد وتصرفاتهم
تعود الى التأثر بوسائل الاعلام وفى المنطقة العربية وصل عدد القنوات الفضائية العربية الى
1230 قناة فضائية وعدد المواقع الالكترونية الى 5200 موقع اعلامى بالاضافة الى 5050 جريدة
ومجلة سواء يومية او اسبوعية او شهرية او فصلية
وقد تواكب مع ذلك تزايد الجمهور المتلقى الى اعداد كبيرة بذلت جهدا من اجل الحصول على
ارقام لهذا الجمهور وتوصلت الى ان عدد مشاهدى القنوات الفضائية العربية يصل الى 220 مليون
متلقى منهم حوالى 50 مليون مشاهد مصرى يتابعون الفضائيات بشكل منتظم او شبه منتظم
وفى نفس الوقت فان وسائل التواصل الاجتماعى شهدت تطورات مذهله فى حجم جمهورها وفى
دراسة حديثة لى ” فى شهر فبراير 2018″ تحت عنوان مواقع التواصل الاجتماعى وتأثيرها فى
الوطن العربى منشورة بجريدة السياسة الكويتية بتاريخ 15 فبراير 2018 تضمنت الدراسة ان
السنوات الاخيرة شهدت تزايدا كبيرا فى حجم وتأثير مواقع التواصل الاجتماعى عالميا وبالطبع
عربيا حيث اصبح دورها مؤثرا وحيويا ليس فقط فى ايصال المعلومة بل التأثير على آراء وافكار
الافراد والمجتمعات وبل وقرارات الاشخاص الخاصة وفى القضايا العامه
وقد حرصت أن تتضمن الدراسه العديد من الاحصائيات ان هناك اكثر من 2 مليار يستخدمون
الفيس بوك عالميا .. اما عدد مستخدمى الفيس بوك فى العالم العربى فانه يصل عددهم الى 158
مليون شخص على مستوى العالم العربى يستخدمون الفيس بوك بشكل مستمر ومنتظم
23% منهم فى مصر و13% منهم فى السعوديه و12% منهم فى الجزائر و10% فى العراق و9%
من المغرب و6% منهم فى الامارات و27% فى باقى الدول العربية
كما يبلغ عدد مستخدمى تويتر عالميا 317 مليون منهم 13 مليون فى العالم العربى و19% من
مستخدمى تويتر عربيا فى السعودية و18% فى مصر و9% فى الجزائر و5% فى الكويت و4% فى
العراق كما ان عدد مستخدمى انستجرام عالميا 300 مليون منهم 7 مليون و100 الف فى الوطن
العربى منهم 2 مليون و100 الف فى السعودية ومليون و200 الف فى الامارات و 800 الف فى
مصر و360 الفا فى الكويت وبذلك يصبح عدد المستخدمين العرب للفيس بوك وتويتر وانستجرام
بشكل منتظم اكثر من 178 مليون مستخدم بالاضافة الى وجود اكثر من مليار و100 مليون
مستخدم فى اليوتيوب عالميا
وازاء هذا الحجم الكبير من وسائل الاعلام العربية
فانه
أمام الاعلام تحديات وجب علينا جميعا العمل على
تخطيها من أجل مجتمع واع
بمسؤولياته، مجتمع يتمتع بحرية التعبير، يتداولُ
المعلومات والأفكار والمعارف بكل حرية.. مُجتمع له حقوق وعليه واجبات، مُندمج في العمل من
أجل تنمية مستدامة خصوصا أن العالم النامي الآن يعرف صعوبات كبيرة وتحديات ذات بُعد
تنموي بالدرجة الأولى، وللإعلام دورُه الرئيسى في توعية الإنسان بضرورة التعاون مع أخيه الإنسان
أولا، ثم العمل على إبراز كل القضايا التنموية التي بإمكانها الارتقاء بواقع المجتمع، وذلك لِما لوسائل
الإعلام من قدرة على استنهاض الطاقات البشرية من أجل توجيه مجتمعاتهم نحو الأفضل نحو واقع
يجعل من المرء المُهمّش إنسانا كريما في عيشه.
ان الإعلام بات يشكل دورا محوريا في قضايا
التنمية، بل أضحى ضرورة أساسية في التقدم المنشود من خلال إقرار البرامج ذات الصلة
بالتنمية المستدامة. وبهذا الارتباط الوثيق للإعلام بالقضايا التنموية وأصبح اهتمام الدول ملحوظا
بالإعلام التنموي حيث حظي بعناية أكثر من الجهات المسؤولة لما يكتسيه من ضرورة في
المساهمة بالنهوض التنموي للمجتمعات.. الجميع الآن يعترف بأن وسائل الإعلام تساهم بشكل كبير
في إنجاح العملية التنموية، وجميع الخطط السياسية والاجتماعية والاقتصادية أصبحت
تستحضر الجانب التنموي في جُل المشاريع المـُبرمجة محليا ودوليا، سواء كان ذلك عن طريق
مؤسسات محلية وطنية أو دولية أُممية… لم يعُد الإعلام تلك الوسيلة التي تتابع الأخبار وتُنجز
التقارير الإخبارية فحسب، ومع ظهور الإعلام الجديد، المتمثل أساسا في الإعلام الرقمي اصبح
دور الإعلام أقوى.
.ويمكن ان نلخص ادوار الاعلام تجاه التنميه
المعاصره
إعلام هادف: يجب ان يسعى الاعلام الى تحقيق أهداف المجتمع الأساسية ومصالحه الجوهرية من
خلال قيامه بتهيئة الاجواء المناسبة لغرض انجاح الخطط التنموية و تعزيز قدرات الجمهور من أجل
المشاركة الإيجابية في عملية التنمية والقضايا التي تهم المجتمع الذي يعيشون فيه.
اعلام مبرمج ومخطط: يرتبط بخطط التنميه ومصالح المجتمع.
اعلام شامل ومتكامل: فهو إعلام شامل يرتبط بنواحٍ اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية
تربوية، ويسعى إلى اقناع الرأي العام بضرورة التغيير الإجتماعي لتحقيق أهداف التنمية.
إعلام متعدد الأبعاد: حيث تتعدد ابعاده لتشمل الابعاد الصحيه والإقتصاديه والإجتماعيه
والسياسية.
إعلام واقعي: يجب ان يكون إعلاماً واقعياً في
أسلوب معالجته لمسائل المجتمع وطرحها وان يعبر عن هموم الناس وتطلعاتها وقابلاً لمسايرة
القضايا المستجدة، يستند إلى الوضوح في التعامل مع الجمهور والثقة المتبادلة.
اعلام حديث ومتطور ومتفتح:حيث يستخدم أساليب مشوقه حديثه، ويستفيد من خبرات
وتجارب الدول والمجتمعات الأخرى
توصيات اخيرة : وفى نهاية هذه المحاضرة رأيت
ان تتضمن توصيات اخيرة وهى :
1- ضرورة دراسة دور الإعلام في أحداث التنمية وتطوير الفكر الاستثماري بين مؤسسات الإعلام
والهيئات الوطنية والإعلام الخاص مع امداد وسائل الاعلام بقاعدة بيانات متكاملة تتضمن قواعد بيانات “للقوي البشرية، وتخصصاتها،
والموارد، ومناطق انتشارها، وآليات الوصول إليها، وطرحها للمستثمرين عبر الانترنت” وامداد وسائل
الاعلام بالمعلومات الصحيحة والدقيقة خاصة ان بعض التغطيات الاعلامنية السلبية قد تؤثر سلبا
على الاستثمار
2- يجب ان لا يقتصر دور الإعلام علي كونه ناقلا للأحداث والمشروعات التنموية ولكن يجب أن
يكون محفزا للتنمية ومشاركا فعالياتها، وعدم التركيز علي الأحداث الفردية السلبية وطرحها علي
أنها أحداث عامة مثل التركيز علي “حوادث الإرهاب”، مما يجعل المستثمرين يهجرون
الاستثمار بهذه المناطق، وعدم قصر التنمية علي المجال الاقتصادي ولكن يجب أن تتجه صوب
التنمية الشاملة، والتأكيد علي شفافية انتقال المعلومات ومعالجة الأحداث والتعامل معها وقت
حدوثها مع التنسيق والتكامل بين أجهزة الإعلام المختلفة الحكومية والخاصة والقومية فيما يخص
التركيز علي التنمية.
3- على اجهزة الدولة إعادة ترميم صورة مصر
التنموية الخاصة بنبذ الروتين وتقديم تسهيلات للمستثمرين وتسويقها إعلاميا.
4- ضرورة الاستفادة من مواقع التواصل
الاجتماعي المختلفة، وان تركز الأعمال الدرامية علي الأمن والأمان بمصر وتصوير المناطق الجمالية والسياحية وعدم التركيز علي
العشوائيات، وتسويق الأعمال التنموية التي يتم إنشاؤها بمصر وعمل برامج ثابتة تتناول الأعمال
التي تم تنفيذها وتلك التي يجري الإعداد لها وإفادة المجتمع منها، وعمل أفلام تسجيلية
للمناطق القابلة لتصبح مشروعات تنموية وتقديم التسهيلات من الدولة للمستثمرين وإجراءات
الاستثمار في مصر حتى ينعكس ذلك على ما يقوم الاعلام بعرضه .

اترك رد

آخر الأخبار