أخبار عاجلة

مجتمعاتنا و نحت الأصنام البشرية  للدكتور حسن عبد العال

 

 متابعه احمد عبد الحميد.
مجتمعاتنا مسكونة بنحت الأصنام البشرية ، فرجل السياسة او الدين أو العلم
سرعان مايتحول فى الوجدان الشعبى إلى أسطورة خارقة للطبيعة البشرية
، فهو المعلم وهو الملهم وهو رسول الله وهديته الذى ابتعثه الله لإنقاذ
المجتمع والعالم من وهدة السقوط ، وهو النعمة المسداة بعد طول
معاناة ، وهو ليس بشرا كالبشر ، فقد صاحبت ميلاده المعجزات ،
وتجلت فى وفاته الآيات ، وهو من تعجز عقول الناس عن إدراك حكمته
، وتعمى بصائرهم عن علامات تأييد السماء له . . إلى غير ذلك مما تلحقه الأساطير بأصحابها ،
ونتيجة لهذا يصاب رجل السياسة أو الدين أو العلم بجنون العظمة ، ويصدق أنه أضحى أسطورة بالفعل ، وأنه ” الرجل الضرورة “
الذى جاء مع القدر ، يحمل رسالة انقاذ وخلاص لا يستطيع أى من البشر غيره حملها . ومن ثم فمخطىء من يعارض قوله ومجرم
من يسفه فعله ، أو يفكر فى دخول حلبة المنافسة معه . وما على الناس إلا أن تلتقط من فمه الحكمة ، ومن فعله الصواب
والرشد ” ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد ” . ويصدق فى نفسه إنه حالة استثنائية فى الوجود ليس
كحال الناس التى تخطىء وتصيب ، فهو لايضل أبدا سواء الطريق .
ولكن رغم خطورة صناعة ونحت الناس للأصنام البشرية ، فى مجالات الأنشطة البشرية وعلى صعد الحياة
المختلفة فإن أخطر الأصنام البشرية ، هى التى تولد فى حقل الفكر ، فحين يتحول المفكر إلى صنم ،
وقتئذ يكف العقل عن التفكير ، وتتنافس الأجهزة الأيديولوجية فى مجتمعاتنا على تكديس الألقاب السياسية والدينية ، بل حتى ” الأكاديمية الزائفة ” له . وهذا التنافس من كافة الأجهزة الأيديولوجية ينشد الاستحواذ على أنظمة انتاج المعنى ، وبالتالى الهيمنة على السلطة ، ذلك أن كل من يحتكر انظمة انتاج المعنى يحتكر السلطة . . السلطة بالمعنى العام وليس السياسى وحدة .

عن admins

شاهد أيضاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  معلش المشكلة طويلة شوية لكني مشتت والله ومش عارف اعمل ايه ومحتاج افضفض..

  انا مغترب من ٥ شهور تقريبا،عمري ٣٤ سنة وأعزب ابويا وأمي متوفيين، القصة إن …

اترك رد

آخر الأخبار