ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة
اسلام محمد
اشتهر بين الناس أن قراءة سورة الكهف لها فضيلة إذا قُرأت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة كما ورد فى بعض طرق الحديث، وهذا حديث ضعيف علته الاضطراب فهو مضطرب سنداً ومتناً وهو لا يصح مرفوعا عن النبى صلى الله عليه وسلم، وقد يحتج البعض بأن من رواة الحديث سفيان الثورى وشعبة بن حجاج وكلاهما ثقة .. إلخ، : الإشكال فى المسألة يقع فى تخصيص يوم الجمعة أو ليلة الجمعة بالذات لقراءة سورة الكهف دون أيام الأسبوع ، فإنه لم يصح إطلاقاً ذكر ليلة الجمعة أو يوم الجمعة فى الحديث ، حيث أن هذا الحديث قد رواه ( أبو هاشم الرماني ) عن ( أبى مجلز لاحق بن حُميد ) عن ( قيس بن عُبادة ) عن ( أبى سعيد الخدري ) وهذا هو الإسناد الثابت والمتفق للحديث ، ولكن بدايةً من الرواة الذين بعد ( أبى هاشم الرمانى ) فقد حدث خلاف فى الإسناد حيث أننا نجد أن هذا الحديث قد رواه عن أبي هاشم خمسة رجال هم : ( سفيان الثورى )و ( شعبة بن حجاج )و ( هُشيم بن بشير )و ( قيس بن الربيع )و ( الوليد بن مروان )، فأما بالنسبة لسفيان و هشيم بن بشير و شعبة بن حجاج فقد اختلف الرواة عنهم وقفاً ورفعاً، وأما بالنسبةِ لقيس بن الربيع والوليد بن مروان فقد نجا كلاهما من الوقف والرفع ولكـن قيس ( ضعيف )و الوليد ( مجهول )، إذن نُسقط هذان الراويان و ننظر فى الثلاثه الباقين ( الثورى وشعبة وهشيم ) فنجد أن الحاصل هو أن الذين رووا هذا الحديث بالوقف أقوى بكثير من الذين رووه بالرفع، إضافةً إلى أن لفظ الحديث الصحيح ” الموقوف ” هو { من قرأ سورة الكهف _وفى بعض الروايات _كما أُنزلت ، كان له نور من مُقامه إلى البيت العتيق } ، وفى اللفظ الآخر { كان له نور من مقامه إلى مكه } فهذا هو اللفظ الصحيح موقوفاً، وبالطبع فإن الموقوف له حكم المرفوع، يعنى فى الأشياء الغيبية التى ليس فيها للرأى مجال ويخبر بها الصحابى فهى تأخذ حكم المرفوع، حيثُ أن العلماء يقولون أنه من الصعب جداً لأحد الصحابة أن يجعل ثواباً لعملٍ من الأعمال وهو غيب إلا ولا بُد أنه تلقاه من النبى “صلى الله عليه وسلم” إذ لا يُعقل أن يكون قالها من عند نفسه، وحاشاهم فالصحابة كلهم عدول وأُمناء فى النقل، فهذا الحديث [أقصد بذلك الروايه الصحيحة] وإن كان موقوفاً على أبى سعيد الخدرى إلا أن له حكم المرفوع أى أنه تلقاه من النبى “صلى الله عليه وسلم”، ولكن لم يرد فيه ذكرُ يوم الجمعة أصلاً، والرواية التى ورد فيها ذكرُ الجمعة كما قلنا هى روايةٌ شاذة عند العلماء وضعيفه لا يصح رفعها للنبى “صلى الله عليه وسلم”، فنكون بهذا أثبتنا فضلاً لقراءة السوره دون تخصيص يومٍ من الأيام.