كان رادو ومحمد الفاتح صديقين عزيزين وكلما اشتدت صداقتهما قوة..اشتدت عداوتهما مع دراكولا
حيث إن دراكولا و محمد الفاتح لم يكونا يطيقان بعضهما منذ الصغر رغم أنه قد فُرِضَ عليهما أن يعيشا طفولتهما معاً..وأن يتدرّبا ويتعلّما معاً…ولم يكن هذا غريب أبداً فأحدهما كان فارس حقيقي وكان الآخر شيطان حقيقي
وذات يوم من أيام التدريبات علي الرماية بالسهم علي لوحة دائرية كان الثلاثة رادو ودراكولا ومحمد الفاتح في الموقع وقام رادو بضرب سهمه فأصاب منتصف الدائرة ببراعة كعادته وكذلك محمد الفاتح …وحان دور دراكولا في الرماية
صوَّب دراكولا سهمه ناحية اللوحة الدائرية..ثم حوَّل قوسه فجأة ناحية رادو ومحمد الفاتح ونظر لهما بغِل..لكنه حوَّله في الثانية الأخيرة إلى اللوحة..وأصاب سهمه منتصف الهدف بالضبط…لقد كان دراكولا يتمنى لو أن هذه اللوحة هي قلب محمد الفاتح أو ربما قلب رادو
وبعد مرور حوالي (6) سنوات كبر الثلاثة صبية وأصبحوا شباب يافعين وكانوا يتسابقون على جيادهم العربية الأصيلة بكل قوة.. وبالطبع تغير شكلهم في تلك المرحلة
لقد كان رادو يتخذ شكل مميز جداً حيث كان ذو شعر ذهبي فاتح جداً وحريرياً طويلاً ينحدر إلى أسفل كتفيه لم تمتلكه أجمل فتيات إدرنه..ووجهه الوسيم وصوته الرجولي المميز
بينما كان دراكولا ذا شعر أسود مُجعد ينحدر إلى أسفل منكبيه أيضاً..لكن كان له شارب كبير (يقف عليه الصقر كما يقولون) وعينان حادتان كأنهما عينا الصقر الذي كان سيقف على شاربه..
أما محمد بن مراد أو ما يعرف بمحمد الفاتح فقد كان ذا لحية صغيرة مُدببة وشعر بني وأنف طويل وعينين تُشعان ذكاء وفروسية
وفجأة حدث شئ حرّك أمور كثيرة !!!!
لقد تُوفى دراكول فجأة في والاكيا.. إثر مؤامرة دبرها له البويار..وهي كلمة تطلق على طبقة النبلاء في والاكيا..وحدث ذلك في أشد فترات الدولة العثمانية انشغالاً حيث كان يتم الاستعداد والتخطيط لفتح أكثر المدن حصانة في ذلك الوقت..القسطنطينية
واعتنق رادو الإسلام….أما دراكولا فقد بقى على دينه..ثم قرر السلطان محمد الفاتح أن يرسل دراكولا إلى والاكيا ليصير حاكما لها خلفاً لأبيه دراكول.. وليكن كما كان أبوه تابع للسلطان العثماني ومؤتمِر بأمره
أما رادو فقد اختار البقاء في إدرنة ليكون له شرف المشاركة في الفتح الكبير للقسطنطينية ….ولنترك رادو ومحمد قليلاً ولنذهب إلي ذلك الغريب الأطوار دراكولا
أعد دراكولا وليمة عظيمة في والاكيا والضيوف فيها هم أكابر البويار.. والذين أكلوا حتى ثملوا وخرج الطعام من أنوفهم
وبعد انتهاء الوليمة العظيمة تلك سألهم دراكولا بهدوء : قولوا لي أيها النبلاء العظام..كم حاكم حكم والاكيا علي مر تاريخها؟
….فقال بعضهم (10)حكام..وقال بعضهم (12) حاكم.. بل (13) حاكم ربما
وفجأة صاح دراكولا بثورة شيطانية : هذا لأنكم خونة فأنتم تأكلون لحم الحاكم قبل أن يتم سنتين من حكمه..وإني أتساءل كم سنة قررتم أن تمنحوني أيها البويار ؟!!