العاصمة

ماذا يقول الله تعالى في كتابه العزيز عن الكلام الفاحش البذيء؟

0

 

كتب: محمد جلاب

يواصل المستشار هشام فاروق عضو شرف نقابة القراء ورئيس محكمة استئناف الإسكندرية حديثه عن الكلام البذيء الفاحش على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت ، فيقول:

يقول الله عز وجل:”وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ”(إبراهيم-26)

والكلمة الخبيثة هي بالجملة كل كلمة لا يرضاها رب العزة تبارك وتعالى. ولاحظوا المقابلة بين تلك الآية والآيتين السابقتين لها:”أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ”(إبراهيم-24؛25) ثم لاحظوا ارتباطها بالآية اللاحقة لها:”يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ”(إبراهيم-27)

لكأن الكلمة الطيبة التي يقولها العبد في الدنيا تكون سببا في تثبيت الله له بالقول الثابت في الحياة الدنيا (خاصة عند الموت) وفي الآخرة (خاصة عند سؤال الملكين في القبر). هل تدرون ما هو القول الثابت؟ إنه قول لا إله إلا الله! إنه شهادة التوحيد! هذا القول الذي لا يزول بزوال الدنيا ولا السماوات ولا الأرض!

أما من يقول الكلام الخبيث فإنه يكون من الظالمين الذين توعدهم رب العزة سبحانه بأن يضلهم عن قول لا إله إلا الله ساعة احتضارهم في آخر لحظاتهم في الدنيا مرتحلين عنها ؛ وعند سؤال الملكين لهم في القبر في أولى مراحل الآخرة ؛ فلا يستطيعون النطق به! ووالله ما لأحد من مهرب من النار ولا جواز على الصراط بدون هذا القول الثابت! فاللهم سلم سلم…

ويقول عز من قائل:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”(الحجرات-11)

ينهى رب العزة تبارك وتعالى عن أن يسخر مسلم من آخر ؛ وعن الغمز واللمز وعن التنابز بالألقاب ووصف ذلك كله بالفسوق بعد الإيمان ؛ وذم هذا الاسم ووصف المستحق له بأنه فاسق ظالم مالم يتب إلى الله ويرجع عن غيه!

فهل يحب من يقولون الكلام الخبيث الرذيل وينطقون بهتائك اللسان أن يضعوا أنفسهم تحت هذا الوعيد الشديد؟! فليختر كل امرئ لنفسه!

اترك رد

آخر الأخبار