وها هي ايام الخيرات والنفحات تمضي وتنتهي ولاكن لم تنتهي الطاعة والعبادة
لله عز وجل فالظاعة والعبادة ليست قاصرة على زمن معين بل هي مستمرة
باستمرار حيات الإنسان قال تعالى وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ قال السعدي في تفسيرة أي: استمر في جميع الأوقات على
التقرب إلى الله بأنواع العبادات، فامتثل صلى الله عليه وسلم أمر ربه، فلم يزل
دائبا في العبادة، حتى أتاه اليقين من ربه صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا.
وقال الله تعالى فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب قال الطبري في تفسيرة إن
الله تعالى ذكره، أمر نبيه أن يجعل فراغه من كلّ ما كان به مشتغلا من أمر دنياه
وآخرته، مما أدّى له الشغل به، وأمره بالشغل به إلى النصب في عبادته،
والاشتغال فيما قرّبه إليه، ومسألته حاجاته، ولم يخصص بذلك حالا
من أحوال فراغه دون حال، فسواء كلّ أحوال فراغه، من صلاة كان فراغه،
أو جهاد، أو أمر دنيا كان به مشتغلا لعموم الشرط في ذلك، من غير خصوص حال
فراغ، دون حال أخرى. وقال السعدي في تفسيرة أي: إذا تفرغت من أشغالك، ولم
يبق في قلبك ما يعوقه، فاجتهد في العبادة والدعاء. وجاء في تفسير
ابي كثير أي : إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها وقطعت علائقها ، فانصب في
العبادة ، وقم إليها نشيطا فارغ البال ، وأخلص لربك النية والرغبة . ومن هذا
القبيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته : ” لا صلاة بحضرة طعام ، ولا وهو يدافعه الأخبثان
“وقوله صلى الله عليه وسلم : ” إذا أقيمت الصلاة وحضر العشاء ، فابدءوا بالعشاء ” .
قال مجاهد في هذه الآية : إذا فرغت من
أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة ، فانصب لربك . وفي رواية عنه : إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك ، وعن ابن مسعود : إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام ا
. وعن ابن عياض نحوه . وفي رواية عن ابن مسعود : ( فانصب وإلى ربك فارغب ) بعد فراغك من الصلاة وأنت جالس .
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( فإذا فرغت فانصب ) يعني : في الدعاء .
وقال زيد بن أسلم والضحاك
: ( فإذا فرغت )أي : من الجهاد ( فانصب ) أي : في العبادة .
والمداومه على العمل الصالح من احب
الأعمال إلى الله تعالى عن عائشة – رضي الله عنها – قالت: سئل النبي – صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ( أدومها وإن قل. وقال: اكلفوا من
الأعمال ما تطيقون ) رواه البخاري واذا كان المسلم كنت كتب الله في هذا العام حج بيت الله الحرام فليس ذلك يعني أن ا
تنتهي ولا طاعة بعد الحج فيتكاسل كلا بل إن لدية الكثر من الأعمال الصالح التي يتقرب بها لله عز وجل مثلا الإكثار من
العبادة والطاعة والنوافل والصلاة والصيام وكثرة الذكر لله تعالى وحده إلى غير ذلك من الأمور التي تقربة إلى الله تعالى عَنْ
وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :”إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ؛ فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ”( أحمد والحاكم والطبراني والترمذي واللفظ له وقال: هذا حديث حسن صحيح).
فإذا كنتم تريدون الموت على طاعة فالزموها ؛ وإن كرهتم الموت على معصية فاتركوها ؛ والأمر بالعمل وليس بالتمني ؛ فكلنا نتمنى ؛ والعاملون قلة ؛ ونسأل الله أن نكون من القليل كما قال تعالى: { اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ } (سبأ: 13).
لقد عاد الحاج من حجه مغفور له ذنبة مشكورا له سعيه مأجورة على عمله فليحذر كل الحذر من ثناء ومدح الناس فيه فليس الحج لقب او للمافخره والمباهاة بين الناس فيجب على الحاج ان يتحلى بالتواضع فالحج فريضة عظيمه عظيمة الأجر فمن أداها وتحمل مشقتها ونعكس أثرها في حياه تواضع لله تعالى وحده واخلص وصدقت نيته إلى ودفعته إلى طاعة آخرة وعبادة اسمى فلا يزال يرتقي من عبادة إلى عبادة ومن طاعة إلى طاعة حتى يصل إلى درجة الإحسان وهذا من علامات قبول الطاعة ولقد ذكر الله تعالى أن أهل الإيمان الذين يسارعون في الخيرات يقفون مقام الخائفين من عدم قبول العمل قال الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ قال ابن كثير اي هم مع احسانهم وايمانهم وعملهم الصالح مشفقون من الله خائفين منه وجلون من تبدل حالهم وعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ سورة المؤمنون آية 60 ، أَهُوَ الَّذِي يَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ ؟ وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ سَابِقٍ ، أَهُوَ الرَّجُلُ يَزْنِي وَيَسْرِقُ وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يَخَافُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ؟ قَالَ : لا ، وَفِي رِوَايَةِ وَكِيعٍ ، لا