إيمان العادلى
أعلموا أن الأصل في الجن أنهم مستترون عن الإنس ولهذا سُمُّوا (جنا) لأن المادة اللغوية (جن) الجيم والنون تدل على أصل واحد وهو السَّتْر و التستُّر ( كما قال ابن فارس في مقاييس اللغة مادة جن ) فالجن سموا بذلك لأنهم مستترون عن الإنس والجنين سمي بذلك لأنه مستتر في بطن أمه والجنة لأنها مستترة بالأشجار والمجنون لأن عقله مستتر وهكذا في جميع الاشتقاق
ثبت في السنة الصحيحة أن الحمار يرى الشيطان فيكون سببا من أسباب نهيقه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
( إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكًا ، وَإِذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الْحِمَارِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ، فَإِنَّهُ رَأَى شَيْطَانًا ) رواه البخاري (3303) ومسلم (2729)
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلَابِ وَنَهِيقَ الْحُمُرِ بِاللَّيْلِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ ، فَإِنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لَا تَرَوْنَ )
رواه أبو داود (5103)، وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود “.
كم سمعنا هذا الحديث ولم نقف عنده
و لم نتوقع انه يحمل في طياته اكتشافا علميا أبهر العالم عند أكتشافه
وفي هذه الأحاديث دلالة صريحة على أن من الحيوانات ما يرى الشيطان – الذي هو من جنس الجن – رؤية حقيقية تفزعه ولا مانع من سماعها أصوات الجن والشياطين أيضا
” ورؤية الحيوان لما لا نرى ليس غريباً فقد تحقق العلماء من قدرة بعض الأحياء على رؤية ما لا نراه
و الله جل جلاله خلق الإنسان وغيره من سائر المخلوقات وكل خلق يختلف عن الخلق الآخر في مصدره ولو كانوا يجتمعون في الصفات كالأيدي والأرجل وغيرها من الأجزاء ولكن جعل الله لكل مخلوق قدرات تختلف عن الآخر فلو أخذنا مثلاِ جهاز البصر فإن منهم من يستطيع أن يراك ولا تستطيع أن تراه كالملائكة والشياطين ومنهم وأنت تراه يستطيع أن يرى شيئا لا تستطيع أن تراه كبعض الحيوانات لأن الله سبحانه وتعالى أعطاه ميزات في جهازها البصري ليست موجودة في جهازنا البصري وبه تستطيع رؤية الطاقات الكهرومغناطيسية المنعكسة من الأشياء ولله في ذلك حكمة
ويجب أن يعرف الجميع بأن الفضاء من حولنا يمتلئ بهذه الطاقات ومنها ما هو مرئي ومنها ما هو غير مرئي وقدرة الإنسان على أستغلال هذه الطاقات يعتمد على شيئين الأول طبيعي وهو يتمثل بالعين والتي حدودها فقط في أستشعار الطاقة الموجودة في النطاق المرئي والثاني صناعي ويتمثل بالأجهزة المصنعة الحساسة أجهزة الاستشعار وبها تقاس الطاقة التي لا تستطيع العين رؤيتها
هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة أقول كما قال أبوبكر الصديق لقد صدق «فوالله انه ليخبرني ان الخبر ليأتيه من الله من السماء إلى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه»
ومن هذا الحديث يتضح لنا
أن قدره الجهاز البصري للإنسان محدودة
وتختلف عن القدرة البصرية للحمير .
والتي بدورها تختلف في قدرتها عن القدرة البصرية للديكه
وبالتالي فإن قدره البصر لدى الانسان محدود لا ترى ما تحت الاشعه الحمراء
ولا ما فوق الاشعه البنفسجية
لكن قدره الديكه والحمير تتعدى ذلك
والسؤال هنا
كيف يرى الحمار والديك الجن والملائكة ؟
أن الحمير ترى الأشعة الحمراء والشيطان وهو من الجان خلق من نار أي من الاشعه تحت لحمراء .
لذلك ترى الحمير الجن ولا ترى الملائكة
أما الديكة فترى الأشعة البنفسجية والملائكة مخلوقة من نور أي من الأشعة البنفسجية
لذلك تراها الديكة
وهذا يفسر لنا لماذا تهرب الشياطين عند ذكر الله
والسبب هو لأن الملائكة تحضر إلى المكان الذي يذكر فيه الله فتهرب الشياطين فالملائكة بما أنهم مخلوقون من نور وهذا النور هو الأشعة فوق البنفسجية والشياطين وهم من الجان مخلوقون من النار أي من الأشعة تحت الحمراء وهذا يفسر قوله إذا حضرت الملائكة ذهبت الشياطين وانه لا تجتمع الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية
فالجهاز البصري لدى الإنسان خلقه الله في اتقان لا مثيل له وسبحان من اتقن وأبدع في الخلق
أما الطاقة التي يرى فيها الملائكة والشياطين لا تدركها أبصارنا ولم تكتشف إلى يومنا هذا وحتى لو أجتمع العلماء لدراسة الجهاز البصري للديكة والحمير فإن النتائج حتماً ستكون غير مجدية إلا بإذن من الله سبحانه وتعالى كيف لا وهو الذي أرسى تلك الثوابت والتي لا يستطيع الإنسان أن يتعداها إلا بإذنه جل جلاله لو تعداها الإنسان لنعت بالجنون والملائكة والشياطين لا أحد يستطيع إثبات رؤيتهم إلا ما ثبت عن الأنبياء عليهم السلام ومنهم الرسول صلى الله عليه وسلم حينما رأى جبريل عليه السلام على خلقته التي خلقه الله تعالى عليها له ستمائة جناح قد سد الأفق وكما أسلفت في القول ان الملائكة مخلوقون من نور وهذا النور لا تستطيع الأبصار الآدمية إدراكه لعدم قدرتها في تحسس الموجات المنعكسة من أجسامهم وكذلك الشياطين
وفي خاتمة هذا المقال أقول ان الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بنعمة تحديد البصر وذلك في حدود النطاق المرئي ولو أن البشر عندهم القدرة على رؤية كل شيء من حولهم لأصابهم الذعر من الأشكال التي قد يرونها من شياطين ومن جن وغيرهم من مخلوقات الله التي لا تعد ولا تحصى
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.