العاصمة

للزكاة فضائل مهمة وآثار اجتماعيَّة

0
بقلم / محمــــــد الدكــــــرورى
إن فضل الزكاه عظيم ففى الزكاه اخلاقيات
عظيمه يتحلى بها العبد ويتقرب بها الى الله وقد عرفنا الله عز وجل ان الزكاه هى طريق الفلاح
فقال ( قد أفلح من زكاها ) وللزكاة فضائل مهمة، وآثار اجتماعيَّة، ومنافع دينيَّة، تُلَخِّصُ هدفَ
الإسلام في إرساء قواعد البِرِّ، والتعاوُن المبني على أُسُسٍ شرعيَّة، ولذلك كانت من أهم وصايا
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، حن ابْتَعَثَهُم للبلاغ، وبيان الإسلام، فعنِ ابن عباس –
رضي الله عنهما – أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَعَثَ معاذًا إلى اليَمَن، فقال:(إنك تأتي قومًا
أهل كتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وأنِّي رسول الله، فإنْ هم أطاعوا لذلك، فأَعْلِمهم أن
الله افْتَرَضَ عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله افترض
عليهم صدقة في أموالهم، تُؤْخَذ مِن أغنيائِهم، وتُرَدُّ على فُقَرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك، فإِيَّاكَ وكرائم
أموالهم، واتَّقِ دعوة المظلوم، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب) رواه التِّرمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وقد جَعَلَها الله تعالى طُهْرَة للمال، ولِنَفْس الغَنِي والفقير على السَّوَاء؛ حيث قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ
أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ فهي تُطَهِّر
نُفُوس الأغنياء منَ الكِبْر والبَطَر؛ لِعِلْمه أن المال مال الله تعالى وتُطَهِّر كذلك نفوس الفقراء
باجْتِثاث أُصُول الحقد على مالكي الأموال؛ بسبب الفاقَة والحِرْمان.
ومِن فَضْل الزَّكاة كذلك؛ أنها تملأُ جوانح النفس بالشعور بمعنى الأُخُوة؛ كما قال الله تعالى: ﴿ فَإِنْ
تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ هذا هو منطوق الآية، ومِن مَفْهُومها أيضًا
أنَّ المُفْسدين، وتاركي الصلاة، ومانِعي الزَّكاة لا أُخُوَّة لهم في دين الله – تعالى.
والزَّكاة تُدْخِلُ مُنفقها جنات الخُلُود، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ أعرابيًّا أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: دلّني على عمل إذا عملته دخلتُ الجنة، قال: (تعبد الله ولا تُشْرِك به شيئًا،
وتقيم الصلاة المكتوبة، وتُؤدِّي الزكاة المَفْرُوضة، وتَصُوم رمضان) قال: والذي نفسي بِيَده، لا أزيد
على هذا، فلمَّا وَلَّى قال: (مَن سَرَّه أنْ ينظرَ إلى رجلٍ من أهل الجنة، فَلْيَنْظُر إلى هذا) صحيح البخاري)
وقد وَعَدَ اللهُ أهلَ الزكاة بِإِحْراز الفَلاَح والنجاح في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ
فَاعِلُونَ ﴾ ثمَّ أَرْدَفَ على ذلك مجموعة من صفات الفلاح، وَوَعَدَهُم وِراثة الفِرْدَوس الأَعْلَى، فقال
سبحانه: ﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ وإذا كانتِ الصلاةُ
أهم أركان الإسلام، وعموده الثاني، فإنَّ الزَّكاة تأتي في الأهميَّة بعدها؛ بل إنَّ القرآن الكريم غالبًا
ما يذكرهما معًا، يقول الله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ﴾ وقد تَكَرَّرَ ذلك في القرآن
الكريم أكثر من اثنتين وثمانين مرَّة، وقد يأتي التعبير القرآني بالإنفاق أيضًا، وذلك في مثل قوله
تعالى: ﴿ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ
رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾
فاللهم طهر قلوبنا وزكى نفوسنا ….

اترك رد

آخر الأخبار