العاصمة

لعل الخير يكمن في الشر

0

 

بقلم /داليا السيد العربى
الشرقية

‏ﺗﺰﻭﺝ ﻭﻛﺸﻒ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﺳﻮﺩﺍﺀ ، ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻓﻬﺠﺮﻫﺎ ﻓﻰ ﻟﻴﻠﺔ
‏ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﻥ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﻠﻤﺎ ﺍﺳﺘﺸﻌﺮﺕ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺫﻟﻚ ﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻴﻪ
‏ﻭﻗﺎﻟﺖ له : ﻳﺎ ﻣﺎﻟﻚ ” ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮ” .
‏ﻓﺪﺧﻞ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺗﻢ ﺯﻭﺍﺟﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮ ﻓﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﻌﺪﻡ ﺭﺿﺎﻩ ﻋﻦ
‏ﺷﻜﻠﻬﺎ ﻓﻬﺠﺮﻫﺎ ﻣﺮﺓ ﺛﺎﻧﻴﻪ.
‏ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻫﺠﺮﻫﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣآ . ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺭﻯ
‏أﻥ أﻣﺮﺍﺗﻪ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻨﻪ .
‏ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣآ ﺭﺟﻊ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻪ ﺣﻴﺚ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻴﺘﻪ ﻭأراﺩ أن ﻳﺼلي .
‏ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﺴﻤﻊ ﺍﻣﺎﻡ ﻳﻠﻘﻰ ﺩﺭﺱ ﻓﺠﻠﺲ ﻓﺴﻤﻊ ، ﻓﺄﻋﺠﺐ ﻭﺍﻧﺒﻬﺮ ﺑﻪ
‏ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻦ ﺍﺳﻤﻪ ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﻫﻮ ” ﺍﻻﻣﺎﻡ ﺍﻧﺲ ” ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻦ ﻫﻮ ؟
‏ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ ﺍﺑﻦ ﺭﺟﻞ ﻫﺠﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣنذ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣآ ﺍﺳﻤﻪ ” ﻣﺎﻟﻚ ” ﻓﺬﻫﺐ ﺍﻟﻴﻪ ﻭﻗﺎﻝ
‏ﻟﻪ ﺳﻮﻑ ﺍﺫﻫﺐ ﻣﻌﻚ ﺍﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻚ ﻭﻟﻜﻨﻰ ﺳﺄﻗﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻗﻞ ﻷﻣﻚ ﺭﺟﻞ
‏ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ : ” ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻰ ﺍﻟﺸﺮ ” .
‏ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻭﻗﺎﻝ ﻷﻣﻪ
‏ﻗﺎﻟﺖ ﺍﺳﺮﻉ ﻭﺍﻓﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺍﻧﻪ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﺍﺗﻰ ﺑﻌﺪ ﻏﻴﺎﺏ .
‏ﻟﻢ ﺗﻘﻞ ﻟﻪ ﺍﻧﻪ ﻫﺠﺮﻧﺎ ﻭﺫﻫﺐ
‏ﻟﻢ ﺗﺬﻛﺮ ﺍﺑﺎﻩ ﻃﻮﻝ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴﻮﺀ
‏ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺣﺎرآ
‏ﻭﻛﺎﻥ ﺍﺑﻨﻪ ﻫﻮ ” ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ” ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺧﺎﺩﻡ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
‏ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭ راﻭﻱ أﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻔﺨﺮ ﺑﺬﻟﻚ .
‏ﺷﻜﺮﺍ ﻟﻚ ﻳﺎ ﺃﻡ ﺃﻧﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﺭﺱ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ : ” لعل الخير يكمن في الشر ” .
‏ﻓﻲ ﺃﺣﻴﺎﻥ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻧﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﺍﻻﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺄﺗﻮﻥ ﻋﻠﻰ
‏ﻣﺎﺗﺸﺘﻬﻲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﺗﻐﻴﺐ ﻋﻨﺎ ﻣﻘﻮﻟﺔ :

‏” ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﺬﻟﻚ ﺧﻴﺮﺍ ”
‏ﻻ ﻳﺆﺧﺮ ﺍﻟﻠﻪ شئ ﺇﻻ ﻟﺨﻴﺮ
‏ﻭﻻﻳﺤﺮﻣﻚ ﺃﻣﺮآ ﺇﻻ ﻟﺨﻴﺮ
‏ﻭﻻ ﻳﺒﻜﻴﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻻ ﻟﺨﻴﺮ
‏ﻭﻻ ﻳﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻼﺀ ﺇﻻ ﻟﺨﻴﺮ
‏وﻟﺬﺍ ﻻﺗﺤﺰﻥ – ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺧﻴﺮ

اترك رد

آخر الأخبار