لصوص التاريخ إيمان العادلى
تقول الرواية الرسمية الغربية للتاريخ إن العالم خارج حدود أوربا كان عماءا يسكنه المتوحشون
حتى أنطلق الإنسان
الغربي المتحضر فقام بنشر الحضارة كي تصبح خرافة تحضير العالم المتوحش على
يد الرجل الغربي الأبيض مبررا
للاستعمار و نهب الثروات لكن أسوأ ما يمكن أن يتعرض له شعب هو أن يتبنى رواية العدو عن نفسه هل خطر لك يوم
أن الواقع يختلف تماما عما درسناه في كتب التاريخ المدرسية التي تقول إن العرب عرفوا المطبعة بفضل الحملة
الفرنسية على مصر ( 1798 – 1801 م ) حيث أستقر في وعي الكثير من العرب تلك العبارة ذات الوقع الهائل على
النفس التي تقول ( قد أستيقظ العرب على مدافع نابليون ) كانت صورة الحملة الفرنسية في الكتاب المدرسي
وردية للغاية فالمدافع أيقظت النائمين من السبات و الغزاة
جلبوا معهم المطبعة و العلماء!! و كأن كاتب المنهاج المدرسي و بنبؤة مستقبلية كان يجهزنا نفسياً لنتقبل الحملة
الأمريكية الراهنة على العرب و التي ستجعل بدورها
العرب يتعرفون على الديمقراطية و الحكم الرشيد و تمكين المرأة بمعني اخر خلق أجيال قابلة للأستعمار والأستحمار
لكن الواقع خلاف ذلك كانت أول مطبعة في حلب سنة عام 1706م و قد سبقت مطبعة نابليون التي جاءت مع المدافع
( 1798 – 1801 م ) بحوالي قرن كامل من الزمنو مع
هذا يصر كُتاب التاريخ الرسمي العرب على بدء تاريخ المطبعة معها
أما حكاية فك رموز اللغة الهيروغليفية على يد شامبليون فهو أمر بحاجة إلى إعادة نظر أيضاً فقد توصل باحث
سورى يدعى يحيى ميرعلم وعالم مصري بجامعة لندن هو
عكاشة الدالى على أن العالم العربى أبو بكر أحمد بن على قيس بن المختار المعروف بابن وحشية النبطى
الذى يرجح العلماء ولادته فى القرن الرابع الهجرى تمكن من
فك رموز الهيروغليفية قبل شامبليون بنحو ألف عام وأنه نشر كشفه التاريخى فى كتاب تم نسخه عام 241 هجرية (861 ميلادية) بعنوان “شوق المستهام فى معرفة
رموز الأقلام تخيّلوا كيف أنّ ذلك العمل على الأبجدية المصرية القديمة المعقدة لم يكن مسغبة ومشقة فحسب،بل كان شوقاً…وكان المشتاق مستهاماً في أستقصاء
رموز الأقلام
و بهذا فانه يجزم بصفة قاطعة أنّ العالم الاسلامي كان يفهم تماماً ما تقوله النصوص الهيروغليفية
وقد كان المستشرق النمساوى جوزيف همر أول غربي كشف عن كتاب “شوق المستهام” وقام بترجمته للانجليزية و طبعه فى لندن عام 1806م أي قبل 16 سنة من
نجاح شامبليون في قراءة حجر رشيد مما يرجح ان شامبليون قد قرأ مخطوط العالم أبن وحشية النبطى .
اما حكاية كتاب “وصف مصر”الذي ألفه علماء الحملة الفرنسية فوصف كل ذرة غبار في مصر فالمعرفة التي حفل بها هذا الكتاب هي من نوع المعرفة القاتلة فهذا الكتاب
قد ترك مصر مكشوفة بالكامل أمام الغزاة فلم يترك شيئاً مخبوءاً في مصر مما قد يساعدها على مقاومة الغزاة القادمين من الشمال و مقاومهم لقد تمت تعرية مصر بالكامل
المصدر : أشواق المستهام صبحي حديدي