العاصمة

لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ

0


كتبت/ ريم ناصر

الرجال مواقف , ولا يدعى الرجل رجلاً ولا يحسب على ابناء
جنسه من الرجال إلا بشهادة الناس في حقه , بتدينه ,
بأخلاقه , بمجمل أعماله وتصرفاته , وحكمته ورزانته في القول والفعل , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

(خير الناس من طال عمره وحسُن عمله ) صدق رسول الله .

هكذا يكون الحكم على الرجال , وقديماً قالوا في الأمثال عن (اللسان ) وفائدته للإنسان , ليس صحياً كعضو
بالجسد , بل في الكلام وتعاطيه مع الحياه ومفرداتها بأن
يكون حلو أو مُر , فالكلمة نور , وبعض الكلمات قبور (لسانك حصُانك ان صُنته صانك وان هنُته هانك واهدر مقامك )

وأي ان كانت الإغراءات ماديه أو عينيه , فلا تغير أو تبُدل المبادئ أو تترُك تأثيراً في الرجل الحقيقي , لكن هناك
بشر ضعُاف النفوس ،عبيداً للشهرة والمال يحبونه حباً جماً
, ويضعونه فوق رؤوسهم , وقد قالها حُكمائنا وأجمعوا عليها من قديم الأزل ( اذا كان الكلام من فضه , فالسكوت
من دهب ) كناية لما للكلام من وزن وثقل و خطورة منُقطعة
النظير , اذا نطق بها اللسان بدون وعي أو حكمة أو رزانه ، ولقد قال رسولنا الكريم في حقه (من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت)

ولكن أن تأتي هذه السقطة من رجل بلغ من العمر ارذله

ليسخر من شاب مصري وطنه الذي ينتمي إليه (مصر أم الدنيا) أمام العالم اجمع في مباراة كرة قدم السوبر
المصري السعودي والتي فاز بها نادي الزمالك على شقيقه
الهلال السعودي والتي بثت هوائياً على شاشات التلفاز , في مقابل حفنة ريالات وبعض الهدايا من الاشقاء
السعوديين والتي منَ الله عليهم بنعمة وافرة من المال ( وربنا
يزيدهم) في مقولة سوقية بذيئة , لا تعبر عن شيء سوى أننا وضعنا أناس في قدرٌ لا يستحقونه ليضعونا دون
قدر , كنا نعتبرهم القدوة والمثل فخدعنا فيهم , وعلى رأي
الأغنية الشهيرة للفنان / حسين الجسمي ( ياما البدل بتداري , سلطة ومحدش داري – عيني على أهل كايرو )

لا يصح يا كابتن مدحت شلبي / يا جنرال التعليق أن تسخر من ابن بلدك المصري الذي فاز بجائزة سحب السيارة على تذاكر المباراة بقولك (اهو ده جي بتوك توك , و
هيروح بعربية )هل قيادة التوك توك- عمل غير شريف لا يجوز للناس أن تمتهنه ، لماذا تحقر من هذه المهنة والعاملين بها،

لا يحق لأي شخص أي ان كانت كينونته أن يحتقر غيره بالقول أو بالفعل (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) أو أن يجعله مثاراً للسخرية أو الضحك , مهما كانت رثاثة
حالته , أو لضيق ذات يده .

ماهي اللطافة و الظرافة وخفة الدم في ذلك بأن تظهرنا متسولين على الملأ!!!

عيب عليك , لقد خسرت كثيراً من جماهيريتك، وبدأ رصيدك ينفذ ، و يا ليت تحترم سنك واطلالتك الاعلامية في برنامجك الرياضي الموقوف بسبب النفاق والرياء والمهادنة ,
واتاحة الفرصة لبعض ضيوفك الأعزاء بألقاء الألفاظ البذيئة والمنافية للآداب في حوارهم معك لتشنف أسماعنا وتخترق حرمات بيوتنا ليستمع إليها أبنائنا ، حقيقة لامجال
للدهشة أو التعجب ، فالعلم يرفع بيوتاً لا عماد لها ، والجهل يهدم بيوت العز والكرم ،هل هذا هو ما تعلمونه للأجيال القادمة ؟

قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ ) صدق الله العظيم .

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار