كوفيد -19 ومنحنى الإصابات
إيمان العادلى
تعرف ايه عن المنحنى؟
السؤال اللي هايجنن الناس، ازاي المنحنى هاينزل؟ ازاي بتقولوا المنحنى ينزل ماهي الارقام بتزيد؟ ازاي اصلا انتشار الوباء يقل من غير اجراءات؟
بص ياسيدي، كل وباء له منحنى انتشار جاي من نموذج وبائي
النماذج الوبائية هي مجموعة حسابات تساعدنا على التنبؤ بانتشار وباء ما، في المستقبل القريب Nowcasting او المستقبل البعيد Forecasting، وهي مش اختراع جديد، دي حاجة بدأناها من ١٦٦٢ واستخدمناها اول مرة للتنبؤ بانتشار الجدري. واتطورت لحد ما وصلنا لنماذج متقدمة زي نموذج الSIR في ١٩٢٧.
فا اللي عايز اقوله، انه التنبؤ بانتشار وباء هو مش شعوذة، ده علم قديم
وطبقا للنماذج الوبائية فإن انتشار اي مرض معدي يحدث بصورة “منحنى طبيعي” اللي هو منحنى الجرس. فكل وباء يبدأ بانتشار خفيف يتزايد الى ان يصل الى الذروة وبعدها يبدأ الانتشار في التناقص، بإجراءات من غير إجراءات، بوعي من غير وعي. كل وباء لازم يمر بالتلات مراحل دول:
مرحلة تصاعد انتشار R0>1
و مرحلة الذروة و الثبات R0=1
و مرحلة ضعف إنتشار R0<1
طب يبقى ايه اهمية الوعي، و الاجراءات الحكومية، و التباعد الاجتماعي، و حظر التجول؟
اهميتهم انهم بيعملوا “تسطيح المنحنى”، فاكرين الكلمة دي اللي دايما بنسمع عنها ومش فاهمينها اوي. انا نفسي اخدت وقت طويل ادرسها و استوعبها.
تسطيح المنحنى يعني “تقليل قوة الذروة”، و “تأخير الذروة” معا. ويتم ذلك بواسطة الاجراءات الحكومية و زيادة الوعي و الكلام الجميل ده كله.
الدول اللي مابتاخدش اي اجراءات خالص، خالص، زي ايران و ايطاليا في الاول، عارفين بيحصللهم ايه؟
بتجيلهم الذروة بسرعة، و بتبقى عالية اعلى من امكانياتهم، فا الناس تموت في الشوارع، بكثرة. زي مشهد جمع الجثث الايطالية في شاحنات، وبعدين يبدأ الانتشار يهدى و الموجة تخلص سريعا.
انجلترا بقى وقفت في نص الطريق،
الانجليز خاطبوا الشعب بصراحة، و قالولهم دلوقتي قدامنا اختيارين،
يانسيب البلد مفتوحة و نوصل للذروة بسرعة فا الموجة تخلص بسرعة، يا اما ناخد اجراءات احترازية، فا الذروة تتأخر خالص، بس هاتيجي ذروة ضعيفة.
الحكومة شرحت الخيارين للعامة، لكن قرروا اعتماد الخيار الاول، ثم في النهاية تراجعوا و قرروا اتخاذ اجراءات احترازية لإضعاف و تأخير الذروة قدر الامكان، لكنهم قالوا انه هايكون طريق طويل (زي اللي احنا فيه في مصر)
طب نيجي لمصر،
تخيل لو لم يتم غلق الطيران ووقف الانشطة الدراسية والرياضية و الترفيهية و الدينية. كنا هانيجي على نص ابريل مثلا، يبقى عندنا ذروة مبكرة ب ٣٠٠٠ حالة كل يوم، وكمان شهرين كده على ١ يونيو نعلن صفر حالات
المميزات: كنا هانخلص الموجة بدري بدري،
العيوب: ان كان هايبقى عندنا في كل بيت شهداء زي اللي طالعين من حرب.
فا تخيل يامؤمن ان الاجراءات اللي اتاخدت في مصر، رغم اننا لم نلتزم بها بصرامة، الا انها ساهمت في مرور ١٤ اسبوع بأقل الخساير، وهو أمر لو تعلمون عظيم، فقط في الاسبوع الاخير من مايو بدأنا نرى استغاثات لمرضى يحتاجون العلاج.
تسطيح المنحنى يقلل الوفيات، الا انه يؤخر الخلاص، عملية طويلة، و مملة، و صعبة، بس ضرورية
احنا نتمنى الذروة تيجي النهاردة قبل بكرة، لكن لازم نفهم ان كل تأخير للذروة هو تقليل للذروة. يمكننا تلخيص عملية تسطيح المنحنى بالمثل الشعبي، كل تأخيرة فيها خيرة.
نرجع للاحصاء بقى و سؤال مهم جدا،
انتوا عارفين لما بنقول تسطيح المنحنى ده احنا نقصد منحنى ايه؟
– ممكن حد يفتكر انه منحنى الحالات الاجمالية. بس ده مستحيل ينزل، و ده يفسر ان في ناس كانت هاتتجنن هوا ازاي انتوا بتقولوا المنحنى ينزل ياجدعان هوا في اجماليا بتقل؟ كلامهم سليم لكنهم كانو فاهمين الموضوع غلط
– ييجي حد تاني يقول ده منحنى عدد الحالات اليومية، برضه غلط. لإن عدد الحالات اليومية لا تقيس قدرة النظام الصحي
– الحقيقة اننا لما بنقول تسطيح المنحنى نحن نعني منحنى الactive cases. منحنى الحالات المحجوزة في الحجر الصحي او العزل المنزلي اللي قيد العلاج حاليا. الحالات دي بتزيد و بتقل، وعددها بيعرفنا هل احنا كسرنا سقف النظام الصحي ولا لسه.
علشان كده مصر طلعت كل الحالات الخفيفة من المستشفيات و نقلتهم مدن جامعية و دور شباب، عشان ال active cases ماتعملش انهيار للنظام الصحي. ونفضي المستشفيات
وبالمناسبة، الوضع اللي احنا فيه النهاردة، مش ان مفيش سراير، لا هوا مفيش دكاترة. ده مش هجوم عليهم والله هما على راسي، انا بس بقول معلومة الدكاترة والتمريض نفسهم عارفينها كويس ان عددهم قليل جدا على كل الحالات اللي بتيجي الاستقبال.
وفعليا يمكن يكون ده سبب من اسباب تأخر شفاء الحالات في مصر، يعني الامارات عندها ٣٠ الف حالة اكتر من ١٦ الف تعافوا خلاص. مصر عندها ٢٠ الف حالة ٥٣٠٠ بس اللي خرجوا من المستشفيات، الباقي هايخفوا برضه، كده كده ٩٥٪ من الناس بتخف، بس هما بقالهم كتيييير اوي بيتعالجوا. و ده سبب تاني للضغط على المستشفيات
وعشان كده، هانبدأ نشوف مبادرات حكومية كبيرة الفترة الجاية تطلب متطوعين من اللي لسه بيدرسوا واللي طلعوا على المعاش وحتى اللي مش دكاترة اصلا انهم يتطوعوا للمساعدة. زي ما امريكا من شهرين فتحت الباب لأي حد مقدم فيزا على مهن طبية هاناخدهم كلهم.
في النهاية حابب ألخص النقط اللي ناقشناها
كل وباء هايمر بفترة انتشار ثم ذروة/ثبات ثم اضمحلال، من غير علاج، من غير مصل، من غير تطعيم، من غير اجراءات حتى ولا وعي. دي دورة حياة اي وباء.
العلاج و التطعيم بيقلل الوفيات وبيقصر مدة الموجة
الاجراءات الاحترازية بتقلل الوفيات بس تطول مدة الموجة
من غير علاج ولا اجراءات بتيجي ذروة سريعة تموتنا كلنا ونخلص، و ده ماحصلش في مصر الحمدلله مما يؤكد ان الاجراءات المصرية رغم عدم التزامنا بها، عملت تأثير وانقذت حياتنا لبعض الوقت
اتعلمنا كمان ان تأخير الذروة بيضعفها
وانه المنحنى يقصد بيه منحنى الactive cases
ولسه هانتعلم حاجات كتير في التجربة الجديدة علينا دي
اشرح لكم بقى الصورتين .. الاولى بتوضح المنحنى فى حالة اتخاذ اجراءات احترازية والمنحنى فى حلة عدم اتخاذها . الثانية برضه بتوضح الفرق فى الحالتين فى اثره على تحمل الطاقة الاستيعابية للنظام الصحى .