كورونا بين الجنة والنار
طارق الدسوقى
هل من الحقيقى نستطيع ان نقتنع بان كورونا امتحان ولا فكرة من خيال اولاد العم سام والشرق الاسيوى
السرعة التي انتشر فيها المرض متهمين العولمة التي سهلت الانتقال وحولت العالم إلى قريةٍ صغيرة، على أنها أسهمت في جعل الوباء عالمياً
كتيرا يتردد بأن امريكا والصين سبب الوباء تمهيدا لنهاية العالم وسيطرة اولاد العام سام على الكوكب
الاولى صاحبة الفكرة وبناء مصنع فى الشرق الاوسط وبسبب ما ..
انقلب السحر على الساحر وانتشر والوباء ضرب كل الانحاء من مشارق الارض الى مغاربها
واكدوا هؤلاء ارائهم بناءا على ما نشر عبر وسائل الاعلام المختلفة والتى اثارت الجدل الكبير وخصوصا بعدما توعدت امريكا عقاب الصين واتهامها بالتسبب فى هذا الوباء والذى ضرب الاقتصاد الامريكى خاصة والاقتصاد العالمى عامة ومما ترتب عليه من مقاطعة أمريكا لمنظمة الصحة العالمية لأتهامها بالتواطؤ مع الصين فى الصمت على كورونا
كما دارَ الحديث عن أنّ الإرهاق والكساد المحتمل أن يصيبا الاقتصاد العالمي هذا العام وربما لأكثر من عام يقودان إلى ضرورة مراجعة النظام الرأسمالي القائم حتى إنّ كثيرين نادوا بعودةِ الاشتراكية بعدما ذكّرهم الفيروس باشتراكيته؛ لأنه غزا دون تمييز.
فكانت الاراء هنا مختلفة ومتشابكة حول من هو المتسبب ومن المسئول والجميع اجتمع فى نهاية الامر وخصوصا بعد بلوغ الوباء ذروته وامتد الى شهور بأن المسألة فى النهاية هو وباء تسبب فيه شخص ما او كيان ما بإرادة الله فى النهاية
وما يحدث على كوكب الاض خاصة كله بمشيئة الله
ولا راد لقضاءه
وهنا نستطيع وأن نؤكد بالمنطق من اراد شيئا ان يكون هو الوحيد الذى يستطيع منعه او القضاء عليه
ومن المهم هنا بأن نأخذ بالاسباب وان نترك قصة الاصابة من عدمها على من بيده كل شىء
وهذا التوكل على الله بعد اتخاذ الاجراءات الاحترازية والاخذ بالاسباب ليس تواكلا ولكنه الاستعانة بالله والرضاء بقضاءه
ونستطيع وان نقول بأن من استشهد من المصابين نحتسبه عند الله من الشهداء
وأيضآ علينا إن ندرك إن الفيروس جند من جنود الله ولكن لابد لنا
أن نقف ضد هذا الوباء لهزيمته بتكاتفنا والتمسك بالارشادات العالمية والتى تؤكد عليها الدولة عن طريق الحفاظ على المسافة المسموحة وارتداء الكمامات وان نجعلها جزء لايتجزء من اهتمامتنا اليومية للحفاظ على حياتنا وحياة الاهل والاحبه
ان الدولة تسعى بكل جهدها ولم تبخل فى المساعدة للحد من تفشى الاصابة سواء من خلال الالتزام بالاجراءات العالمية وتنفيذها فى كل شبر بالدولة او تقديم المساعدة للعديد من الفئات المتضررة او تقديم الخدمات الحياتية ودعم كل المؤسسات سواء من خلال زيادة الموازنة للدولة وضخها فى كل المؤسسات التى تساعد المواطن فى ظل الازمة فى حدود الامكانيات المتاحة لدولة او عن طريق تخفيف عدد الموظفين فى جميع الهيئات والمؤسسات بطريقة تناسب القرارات الاحترازية وعدم التكدس للحافظ على حياتنا جميعا
وكلنا نعيش حالة جديدة على الكثيرين خلال هذا القرن بوباء قاتل وشرس التهم الكوكب
ومن هنا بدأت الحكومة فى اصدار قوانين وارشادات للتعايش مع كورونا الوباء المستجد وحديث القرن
حتى تستمر الحياة بالشكل الجديد وبحياة مختلفة عن السابق
فمن توفى نحتسبه من الشهداء ومن لم يصبه ينتبه كورونا بين الجنة والنار…. فانظر وتذكر اين انت ؟
ونختتم مقالنا بكلام الله تعالى
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34].