كنوز سودانية

:

بقلم أم عمار الكهالي

 

في كل تجربة نخوضها، هناك حكايات تُكتب في زوايا الذاكرة، وأشخاص يتركون بصمة لا تُمحى. كانت تجربتي مع مجموعة من السودانيين واحدة من تلك الحكايات التي تستحق التوقف عندها وتأملها بحب وإعجاب..

 

حينما تلتقي بهم، تلمح في وجوههم دفء الطيبة الذي لا يمكن تجاهله. لكن وراء هذا الود البسيط، تجد عمق فكري مذهل، هم ليسوا مجرد مستمعين للأحداث من حولهم؛ بل محللون بارعون للسياسة، قادرون على قراءة الواقع بمنطقية تدهشك وتُثير فيك الإعجاب.

 

في جلساتهم، لا تسمع أحاديث سطحية أو مجرد استعراض للآراء، بل تجد عقولا تحمل حكمة السنين ومعرفة تغوص في عمق الأمور لتفكك تعقيداتها بحنكة مذهلة. تساؤلاتهم ذكية، ونقاشاتهم بناءة، وكأنهم يملكون مفاتيح فهم العالم بطريقة مختلفة.

 

لكن الأروع من ذلك كله، هو توازنهم الفريد بين الفكر والعاطفة. فهم إلى جانب ذكائهم الحاد وعقولهم الجبارة، يحملون قلوبًا لا تعرف سوى الود والطيبة..

 

كانت هذه التجربة درسًا لي؛ بأن الثراء الحقيقي ليس في المال أو المناصب، بل في العقول النيّرة والقلوب الصافية. السودانيون الذين تعاملت معهم كانوا تجسيدًا لهذا الثراء، كنوزًا فكرية وإنسانية أضاءت طريقي وأضافت لتجربتي المهنية والشخصية معنى أعمق.

 

فلهم مني كل الامتنان والتقدير، ومع هذا المقال أبعث لهم تحية احترام ومحبة، تقديرًا لما تركوه من أثر جميل في داخلي.

اترك رد

آخر الأخبار