كتب اسلام محمد
لقد اختار الله تعالى اللغة العربية للقران الكريم وأصبحت لهذه اللغة مكانتها العالية في القلوب لأنها هي اللغة السامية وهي اللغة للعالمية، ولغة القرآن الكريم الذي لا يُمكن فهمه إلا من خلال فهم اللغة العربية، وقد احتوت على مفرداتٍ في شتّى المجالات مهما كانت اختلافاتها؛ فهي لغة تخاطب المشاعر والأحاسيس من خلال شعرها ونثرها وأدبها، بأساليبٍ مختلفة ومتعدّدة.
واليوم عزيز القارئ نعيش مع بعض معانيها
[ من شبَّ على شيء شاب عليه ]
ما أجمل دقة العبارة
وما أجمل تمثيل ابن أبي يزيد البسطامي لها : كما ذكر ذلك ابن القيم
•قامَ أبو يزيد البسطامي يتهجد في الليل ، فرأى ابنه الصغير إلى جواره ، فأشفق عليه لصغره وشدة البرد ومشقة السهر ..
فقال له : ارقد يا بُنيّ فأمامك ليلٌ طويل !
فقال له الولد : فما بالك أنت قمت ؟!
قال : يا بني إنه قد طَلَب مني أن أقوم له ..
قال الغلام الفطِن :
إني قد حفظت في ما أنزله تعالى في كتابه : { إنَّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك } .
فمن هؤلاء الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه و سلم ؟!
قال الأب : إنهم أصحابه .
فقال الغلام : فلا تحرمني من شرف صحبتك في طاعة الله !
فبلغت الدهشة أباه فقال : يا بني أنت لازلت طفلاً لم تبلغ الحلم بعد !
فقال الغلام : يا أبت إني أرى أمي تبدأ بصغار قطع الحطب لتشعل كبارها ، فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الكبار إن نحن أهملنا في طاعته !
فانتفض أبوه و قال : قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك .
وينشأُ ناشئ الفتيانِ فينا على ما كانَ عوّدهُ أبوهُ !
فلا تهملوا البذر لتجنوا أطيب الثمر “.
أعيدوا قراءتها .. ففيها ما يُغني عن كثير من الكُتب والدروس والمحاضرات والدورات ..
الصبر على الطاعة أعلى مقاماً من الصبر على البلاء لأن الصبر على الطاعة صبر اختيار والصبر على البلاء صبر اضطرار.