العاصمة

كلمة الهلالى الشربينى بمنتدى تحدياث الثقافه القانونيه في الوطن العربي

0

متابعة على صبرى

جاءت كلمة الدكتور الهلالى الشربينى وزير التعليم السابق بعنوان التطرف والعنف وتحقيق الأمن الفكرى

فى مؤسسات التعليم قبل الجامعى بالوطن العربى
فى افتتاح
منتدى تحدياث الثقافه القانونيه في الوطن العربي (الإرٍهاب، الشائعات، تزييف الوعي ،التشكيك فى الثوابت )
المنعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة
في الفترة من 14-16 ديسمبر 2019
– المنصة الكريمة
– الحضور الكريم

السلام عليكم ورحة الله وبركاته

​​بداية أود أن أعبر عن خالص شكرى لرئيس وأعضاء مجلس إدارة منتدى تحدياث الثقافة القانونية في

الوطن العربي على إقامة هذا المؤتمر المهم ، الذى يتناول موضوعًا غاية فى الأهمية ألا وهو: (الإرٍهاب –

الشائعات – تزييف الوعي – التشكيك في الثوابت)، وهو موضوع بالطبع ذو محاور تتعلق بكل مناحى الحياة ،ومن ثم فإننى أود أن أوجه كلمة إلى هذا الجمع المتميز الكريم من العلماء الأجلاء والباحثين النابهين حول:(( التطرف والعنف وتحقيق الأمن الفكرى فى مؤسسات التعليم قبل الجامعى بالوطن العربى ))

السيدات والسادة الكرام
​​نحن نعيش اليوم فى عالم ديناميكى متغير لا شئ فيه ثابت أو دائم ، عالم تسوده من ناحية ثورة تكنولجية ومعلوماتية غير مسبوقة،ومن ناحية أخرى آزمات طاحنة وتحديات متنوعة: تعليمية، وبيئية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وعسكرية ، ويمكن حصر بعض التحديات والأزمات التى فرضها النظام العالمى الجديد فى القرن الحالى والتى تركت وما زالت تترك انعكاسات جد خطيرة على كل المؤسسات فى العالم العربى ، على النحوالتالى :
– تطور علمى وتكنولوجى هائل استفاد منه الإرهاب كما استفادت منه الأنظمة السياسية
– إنتاج رأسمالى ضخم، وترسخ لمفهوم العولمة بآلياتها المختلفة.
– إستحواذ أكثر من دولة غير عربية فى النطاق الإقليمى للدول العربية على أفضل المختبرات، والعلماء، وتحقيق تقدم علمى وتكنولوجى كبير ، يتم توظيفه فى كثير من الأحيان لخدمة أفراد وجماعات بشكل صار يهدد أمن المنطقة بأثرها
– عدم قدرة الدول العربية على مواكبة ما يحدث فى العالم بصفة عامة ، وما يحدث فى دول الجوار غير العربية بصفة خاصة من تطورات علمية وبحثية غاية فى الأهمية .

الحضور الكريم
إن ظاهرة التطرف والعنف تعد من الظواهر القديمة قدم البشرية ؛ حيث شهدت البشرية على مدار تاريخها الطويل أحداثًا كثيرة تميزت بالتطرف والعنف ، لكن

هذه الظاهرة بدأت تنتشر في معظم المجتمعات مع نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالى .

والتطرف بصفة عامة يعد سلوك أحادى لا يعترف بالآخر كقيمة مماثلة ، بل ويستبعده كقيمة تستحق الحياة ، أو حتى التقدير أو الإحترام. ويتمثل التطرف الفكرى في المغالاة ، والتعصب لتوجه معين، أو لمعتقد دون غيره ، حتى ولو كان هذا التوجه أو ذلك المعتقد خاطئًا .
والتطرف هنا لا يكون منفصلاً عن السياق الاجتماعى أو بعيدًا عن السياق الثقافى العام وما يعتريهما من تفاعلات ، بل إنه يكون بالضرورة من النتائج المباشرة أو الضمنية لتلك التفاعلات.
ويعد العنف بمثابة لغة التخاطب الأخيرة مع الآخر بعد أن تترسخ لدى الشخص قناعة بعجزه فى إقناع الآخر بمطالبة عبر الحوار العادي ، وقد يتحول التطرف إلى والعنف إلى إرهاب أو ترهيب من خلال العدوان غير المبرر على الآخر؛ فالمتطرف الغاضب يرفض النقد ولا يعترف بمنطق العقل.
والإرهاب هو الاستخدام أو التهديد بالاستخدام غير القانونى المتعمد للقوة ضد الأفراد أو المجتمعات أو الحكومات بقصد تحقيق أهداف دينية أو سياسية، وعلى ذلك فالإرهاب يمثل نوعًا من العنف الموجه نحو خلق مناخ من الخوف والفزع والرعب لترويع القيادات وتوجيه الحكومات .
وعلى الرغم من أن هناك شبه إجماع من أعضاء المجتمع الدولى على تعريف الإرهاب إلا أنهم لم يتفقوا يومًا على تعريف محدد للإرهابى أو للمنظمات والجماعات الإرهابية؛ حيث إنهم جميعًا ينطلقون من مبدأ واحد يتمثل فى أن الشخص أو المنظمة الذى تراه أنت على أنه إرهابى ، قد أراه أنا على أنه يناضل من أجل الحرية وتحقيق العدالة الإنسانية .

الحضور المميز الكريم
إن السؤال الذى يطرح نفسه هنا : لماذا لم نستطع بعد كل هذه السنوات من النضال والتضحيات أن ندحر الإرهاب ونحقق عليه نصرًا نهائيًا وأبديًا؟
وهنا يجب أن نفرق بين نمطين من الإرهاب الأول يتمثل فى إرهاب محلى محدود فى إمكاناته كذلك الذى عانت منه مصر فى تسعينيات القرن الماضى واستطاعت أنت تقهره بل وتدحره إلى غير رجعة، أما النمط الآخر فيتمثل فى إرهاب مدعوم من دول وأجهزة مخابرات تقدم له دعم معلوماتى ولوجيستى وعسكرى هائل ومتطور يمكنه من الصمود بغرض تحقيق أهداف سياسية معينة
وفى ضوء ما تقدم نجد أنه على الرغم من امتلاكنا لكل عناصر القوة من جنود وقيادات وطنية لديهم جميعًا للوطن كامل الولاء والانتماء، إلا أننا أيضًا نعيش فى عصر تسوده ثورة تكنولوجية رقمية، وأخرى معلوماتية، وثالثة فى التقنيات والاتصالات ورابعة فى الريبوت والذكاء الإصطناعى ، و قد استفاد الجميع من مستحدثات هذه الثورات وبات لديهم القدرة على التأثير والتأثير المضاد ، ومن ثم صار من الصعب السيطرة على الأفكار ، و القناعات ، و التوجهات .
و لكى نحقق النصر فى معركة الإرهاب لابد لنا من تحقيق الإختراق الفكرى والإعلامى لعناصر الفكر الإرهابى، والتعرف على استراتيجية التنظيمات الإرهابية ومنصاتها الإعلامية .

السيدات والسادة الكرام
كما ذكرت فى بداية كلمتى، لقد شهدت المجتمعات البشرية على مدار تاريخها الطويل أحداثًا كثيرة تميزت بالتطرف والعنف، وإذا عددنا حالات العنف التى تم ممارستها ضد كثير من الشعوب نجد أنها كثيرة وفظيعة ؛حيث تميز التاريخ الاستعمارى بالعنف والقسوة حتى أن المستعمرين فى مرحلة ما كانوا يجعلون من التعذيب والقتل وسيلة للتسلية ، كما كانت الحروب التي يقتل فيها الملايين أمرًا متكرر الحدوث, مثال ذلك حرب الثلاثين عامًا التي قتل فيها ما يزيد ع

اترك رد

آخر الأخبار