كشف أثري هام في منطقة الوادي المقدس بالجيبال الغربى بأبيدوس بسوهاج
سوهاج-عبدالمنعم عبدالرزاق
كشف فريق بعثة المسح الأثري العاملة بمنطقة الهضبة الصحراوية غرب منطقة – أبیدوس بمركز البلينا بسوهاج عن كشف اثرى هام لمجموعة من الفتحات الموجودة على مستوى مرتفع من بمنطقة – الوادى المقدس بالجبانة الملكية – بواجهة الجبل ترجع إلى العصر البطلمي، ويرجح أن لها أهمية دينية كبيرة.
وأكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن هذة الفتحات تقع في منطقة الوادي المقدس جنوب الجبانة الملكية بأم القعاب لافتا انه تمت المعاينة الدقيقة للموقع وتبين أنها مداخل تقود إلى غرف مقطوعة في الصخر، لا يزيد ارتفاعها عن 1.20 مترا، وتتنوع بين غرفة واحدة وغرفتين أو ثلاثة ومجموعة أخرى تتكون من خمس غرف متصلين ببعضهما البعض من خلال فتحات ضيقة مقطوعة عبر الجدران الصخرية الفاصلة بينها.
واضاف محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا ورئيس البعثة، ان المعاينة كشفت ان الغرف غير مزخرفة؛ وتقع فوق آبار رأسية عميقة مرتبطة بأنفاق مياه طبیعیة، ويحتوي معظمها على كسر فخار ونیشات ومصاطب وعدد من الدوائر الغائرة أو الأحواض المقطوعة في الأرضية، بالإضافة إلى عدد من الثقوب الصغيرة في الجدران أسفل السقف مباشرة، وفجوات قرب فتحات المدخل، والتي من المرجح انها كانت تستخدم كمقابض للأيدي أو لربط الحبال.
اشارالى ان البعثة عثرت أيضاً على غرفة بها نقوش – جرافيتي – لاسم يقرأ – خو-سو-ن- حور- ، وأمه – آمون إیردس – وجدته – نس-حور-.
وأوضح ان الفخار المنتشر على سطح الوادي الواقع إلى الجنوب من المقابر الملكية بأم الجعاب يشير إلى الدولة الحدیثة والعصر المتأخر، بینما بینت ھذه الكسر وجودًا ظاھراً وقویا لإستخدام المكان في فترة العصر البطلمي خاصة القرنین الثاني والأول قبل الميلاد، وكذلك فترة العصر الرومانى المتأخر؛ ولكن بشكل أقل شیوعا وإنتشارا بالمكان.
واضاف انه من بين تلك الكسرات؛ واحدة ترجع للعصر المتأخر تمثل حافة لإناء من فترة العصر المتأخر، كان في الأصل ینتمى لجرة ذات رقبة طویلة وبدن كروي الشكل، مصنوعة من طمیة الواحات ومستوردة إلى أبیدوس خلال تلك الفترة. وأخرى ترجع للعصر البطلمي وهي تمثل الجزء العلوي لسلطانیة من فترة العصر الـبطلمي، وتتمیز بأخدود یطوق الإناء أسفل الحافه، وھذه السلطانیة مصنوعة من عجینة محلیة الصنع من طمیه نیلیة المنشأ.
واشار الى إن تلك الغرف ليست مقابر إذ لا يوجد ما یشیر إلى استخدام أي منها للدفن؛ ووجودها داخل الوادي المقدس جنوب الجبانة الملكية بأم القعاب الذي اعتقد المصري القديم انه الطريق إلى العالم الآخر، وعلى مستوى مرتفع داخل الجبل يصعب الوصول إليه يدل على أن لها أهمية دينية كبيرة.
كان فريق بعثة المسح الأثري يقوم بتسجيل وتوثيق الأنشطة البشرية في الهضبة الصحراوية غرب أبیدوس، اعتبارا من عصور ما قبل التاريخ حتى بداية الفترات الحديثة، وذلك على مساحة بطول حوالي ٨ كيلو مترات من -هرم السنكي -جنوبا حتى -محاجر السلماني- شمالا.