العاصمة

قصة قصيرة                          الرسالة الأخيرة   

0

بقلم الشاعرة / هنا السباعي

رن الهاتف راحت تلقي نظرة باهتة علي شاشته التي امتلئ بنورها انوار الاتصال ..

 

كادت تغمض اجفانها من شدة الضوء الذي راح يطارد لحظها في استماتة متكررة وإصرار…لم تبال تلك الضوء المنبعث من الشاشة ..

فقد ألقت الهاتف علي وضع الانقلاب حتي لا تلح الأضواء عليها في الرد علي الاتصال ..

 

صار الهاتف يبعث أضواء خافتة متلاحقة لم تلبس ان تختفي …ثم تعود تكرر برقتها في تصميم مطبق ، وهي تنظر إلي الهاتف

 

في استعلاء وكأنما تحدث نفسها في كبرياء صامت ..

 

ونظرات عيناها معلقة بسقف الحجرة ..مع أخذ انفاس طويلة ،

 

راحت ترتكن الي وسادتها في راحة غامرة ،،ربما لم تستشعرها منذ زمن طويل ، وكأنما تحدث خاطرها بأنها قد ثأرت لنفسها وكبريائها أخيرا ، ربما تغفر لها السنوات ما اقترفته إيذاء تلك الروح الشفيفة ..

 

ربما تنسي الأمسيات وتبدأ نهارات ستجعل منها عمرا جديد ..

 

استدارت وتمالكت الهاتف وراحت تبحث عن صفحة التواصل عبر الواتساب الخاصة بذلك المتصل العنيد ..

 

وقد احضرت كوب المشروب المفضل بيسارها ..والهاتف يشغل الكف اليمني ، بعد أن خفتت ضوء الحجرة كما تفضل هذه الأجواء…

 

وراحت تكتب رسالة ……

 

قالت فيها …

 

منذ أن كنت طفلة

تكون بمشاعري فكر ان ابتعد عن كل ما يؤدي الي متاعبي حتي وان كانت الذ المأكولات التي أحبها

لانها تسببت في تعبي

هكذا انت ..

.أراني اليوم اكرهك وابتعد علي قدر ما تسببت لي من متاعب وهدم وكسور ..

 

ستظل انت الحفرة العميقة التي أتجنب المرور حولها مهما كان الدرب مشوق …

 

سيظل ذاك الطريق يذكرني بكل ما لحق بي من كسور ..

 

وكل ما أتاني من تشوة يعوق أقدامي ان تتحرك نحو أهدافها لتصل من خلال طريقك المغلق بالحفر التي عطلت قافلتي وانهكت الرواكب ..

 

سأظل أتذكر كل لحظات حماساتي التي اخمدتها عسراتي بفضل حفرات دربك.

 

سأظل أتذكر كل ابتساماتي التي قبرت بقلب حفرات دربك ..

 

سأظل أتذكر كل دمعاتي التي ايقظتها كسوري الما بفضل حفرات دربك ..

 

سأظل ابتعد وابتعد حتي يختفي طيف أحلامي وكل أمنياتي

 

التي ظننت أنني سأصل إليها خلال دربك ..

 

سأظل أتذكر خطأي الوحيد الذي ساق أقدامي للمرور بدربك ..

 

.فكم كنت بارع حينما نثرت الورود تخفي الحفر .

 

.وكم كنت بارع حينما أتقنت النداء حتي اركض اقطف ورودك

 

.وكم كنت بارع حينما نثرت العطر لاظن ان حدائقك فواحة ..

 

وهكذا انا أمر بدربك لاسقط بحفر تكسوها ورود رديئة

 

صناعتها عتيقة تشيب كلما استحدثت بها الطريقة ،

 

ولكني ما علمت انها عجفاء معيضة الاحينما لامست اناملي أطرافها …التي تشبه ملامس كفوف الحنوط والموتي ..

 

سأظل اذكر دائما ….انك الحفرة التي شوهت دربي وهشمت أقدامي..

 

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار