قرأتى فى خلق أدم
إيمان العادلى
القرآن يقول أن الله خلق بشر من طين ثم في
مرحلة لاحقة سوّاه و نفخ فيه من الروح و هذه الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في منتصف الليل
{إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له
ساجدين}…[72,71:38].
يجب أن تبحث في دلالات حرف “إذا”؟
فحرف “إذا” يدلّ على أمر مستقبل حتمي الوقوع و ليس على أمر إحتمالي.
مثل:
{إذا وقعت الواقعة}
{إذا جاء وعد الله}
{إذا جاء نصر الله و الفتح}
يعني أن الواقعة سوف تقع حتما و نصر الله و وعده آتيان لا محالة في المستقبل.
و أن الله “يقول” للملائكة أن العملية سوف تتم على ثلاثة مراحل كما يلي:
1- سوف يخلق بشر من طين و الآية لا تقول أنه سيخلق تمثال أجوف من طين نتيجة الخرافة التوراتية التي تعشعشت حتى النخاع في أذهان الناس .
الناس فهمت قوله تعالى: {إني خالق بشر من طين} على أنها مرادفة لقوله : “إني خالق من الطين كهيئة البشر”.
و لو نزعنا الموروث الخرافي
فهذا الكائن البشري المخلوق من طين هو كائن حيّ لا محالة يأكل و يشرب و يدبّ في الأرض و
يصطاد و يسفك الدماء و يتكاثر حتى قبل نفخ الروح فيه شئت أم أبيت.
2- مرحلة التسوية: {إذا سويته}.
هذه مرحلة لاحقة حيث تغيّر شكل هذا المخلوق البشري و الذي أعود و أذكّرك أنه كان عبارة عن
دابّة حيّة و ليس تمثال فأصبحت بنيته الجسمانية أقرب إلي ما هي عليه الآن و هذا حصل عبر تطوّر
أستمر مئات الآلاف من السنين و هذا التطوّر – أو بالأصح “أطوارا” – يقرّه القرآن شاء أبو هريرة أم أبى.
3- مرحلة ثالثة: {و نفخت فيه من روحي}.
و هذا هو اللغز الذي لم يستطع العلماء فكّه ثمة قفزة نوعية حصلت لهذا المخلوق فأصبح آدمي
نتيجة نفخة الروح .
فأصبح هذا المخلوق بشراً إنسانيا بعد أن كان بشراً
همجياً و أصبح مهيّأ لكي يتلقّى الرسالات السماوية و يكون خليفة في الأرض.
و السؤال: خليفة لمن؟
فمن يقول بان آدم هو خليفة الله في الأرض فهذا الكلام هو منتهى الكفر.
الجنس البشري الآدمي (بعد نفخ الروح الإلهية) أصبح خليفة للجنس البشري الهمجي الذي كان
موجود قبله على الأرض و الذي قدّر التدبير الإلهي فنائه تدريجياً من على سطح الكوكب.
لاحظنا كم هي بسيطة الفكرة و دون تعقيد عندما تدع القرآن يتكلم بنفسه عن الحقيقة من دون ليّ أعناق آياته؟
و بالتالي فالروح لا علاقة له بالحياة و الموت إطلاقا، بل هو – و في سياق قصّة الخلق تحديداً –
سرّ الأنسانية أي القفزة التي أرتقت بالجنس الهمجي إلى الجنس الآدمي
الخلاصة هي أن أكبر علماء الأنثروبولوجيا لم يتوصلوا إلى مثل هذه النتائج العلمية المذهلة