العاصمة

قانون الاختلاف بقلم أ.كرادرة أحلام

0

 

إن مفهوم الاختلاف يتجلى في كونه مبدأ تتباين فيه وجهات النظر ،بين شخصين أو أكثر مما ينتج عنه عناد يضفي للتضارب واحتدام الصراع والتزاع .
قد يؤدي الاختلاف أحيانا لافساد العلاقات ، حتى بين الأحباب والأصدقاء لكنها قاعدة مفصولة على جذورها فالخلاف بحق لايفسد للود قضية.
الاختلاف رحمة وضعها الله بين البشر نتيجة ظروف وأسباب تجعل الانسان مع أخيه الانسان يتبادلان الأفكار لعوامل نفسية واجتماعية وبيولوجية وحتى سياسية.
الاختلاف وارد منذ ان خلق الله البشرية جمعاء، اختلف الملائكة فيمن قتل مائة نفس بين ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، اختلف الأنبياء ونموذجهم البارز موسى وهارون عليه السلام ، حينما ذهب موسى لميقات ربه، فقد عبد بنو إسرائيل العجل ونهاهم نبي الله هارون عن ذلك أشد النهي ،وبين لهم ان هذا العجل جعله الله فتنة بينهم ولما رجع موسى الى قومه وقد اخبره ربه أنهم فتنوا بالعجل قام على أخيه غضبان أسفا وأخذ برأسه يجره إليه من شدة الغضب خوفا من ان يكون قد قصر في نهيهم .
واختلف الصحابة رضوان الله عليهم، في العديد من المسائل، لكن ليس في اصول الدين بل في أمور فرعية وجوانب تفصيلية ، فبعد استرجاع رسول الله صلى الله عليه وسلم للخندق قام بنوا قريظة بنقض العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم وجاءوا المسلمين من فوقهم فرد الله كيدهم في نحورهم ولما رجع الصحابة من الخندق قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم “لايصلين احد العصر الا في بني قريظة”
فبعضهم صلى في الطريق حين حانت الصلاة وبعضهم صلاها حتى غربت الشمس في المكان الذي نص عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فكان خلاف بين مدرستين النصية والمقاصدية
دب الاختلاف في أفضل القرون بين أئمة المذاهب الأربعة رحمهم الله
اذن فلابد من الاختلاف وان اختلفت درجته وتباينت حدته وتعددت مظاهره ،لكن بدون تعصب يفضي للتنافر والتقاطع والتدابر
أ.أحلام كرادرة

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار