هو “عبد الرحمن بن ابي بكر” نعم هو ابن اول المؤمنين الصديق ثاني إثنين إذ هما في الغار ،و برغم أن
ابوه كان اول المؤمنين غير أنه تمسك بدين قومه و ليس هذا فقط بل خرج ف غزوه بدر مع جيش
المشركين و كان كذلك ع رأس الرماه ف غزوة “احد” و الأكثر من ذلك انه ف غزوة احد وقف يدعو إليه
المسلمين من يبارز و هذه عادة كانت تتم قبل أن يلتحم الجيشان و نهض ابوه” ابو بكر الصديق” مندفعاً
نحوه ليبارزه و لكن الرسول امسك به و حال بينه و بين مبارزة ولده .
نعم لم يغيره إسلام ابيه و ظل علي عقيدته يذود عن ألهه قريش!
إلي أن دقت ساعه الأقدار يوماً معلنة ميلاداً جديداً لعبد الرحمن بن ابي بكر الصديق و رأي الله الواحد الاحد
في كل ما حوله من كائنات و أشياء و غرست هداية الله ظلها في نفسه و روعه ف إذ هو من المسلمين.
و من فوره نهض مسافراً إلي رسول الله اواباً إلي دينه الحق.
و تألق وجه ابو بكر تحت ضوء الغبطه و هو يبصر ولده يبايع رسول الله (ص) و ظل يجاهد و يناضل منذ
إسلامه و كان جهاده منهج يدرس في التضحية ، و حمل اللواء بلا هواده و لقد كان له يوم اليمامه بلاءً
عظيم ،فهو الذي أجهز علي حياة ( محكم بن الطفيل) الذي كان العقل المدبر لمسيلمه و درع من دروعه.
و ظل علي هذا العهد الذي قطعه علي نفسه مع رسول الله حتي ذلك اليوم الرهيب يوم قرر معاويه أن
يأخذ البيعه ليزيد بحد السيف فكتب إلي مروان عامله علي المدينة كتاب البيعه و امره أن يقرأه علي
المسلمين في المسجد و فعل مروان ما امُر به ،و هنا نهض عبد الرحمن ليحول الوجوم الذي ساد المسجد
إلي احتجاج مسموع و مقاومه صادعه ،فقال:( و الله ما الخيار اردتم لأمه محمد و لكنكم تريدون أن تجعلوها
هرقلية كلما مات هرقل قام هرقل!!)
و لم يكد عبد الرحمن يصرخ في وجه مروان بهذه الكلمات حتي أيده فريق من المسلمين علي رأسهم
الحسين بن علي و عبد الله بن الزبير و عبد الله بن عمر و لقد طرأت فيما بعد ظروف قاهره اضطرت الحسين و ابن الزبير و ابن عمر رضي الله عنهم إلي الصمت تجاه هذه البيعه التي قرر معاويه أن يأخذها بالسيف و لكن عبد الرحمن بن ابي بكر ظل يجهر ببطلان هذه البيعه و بعث إليه معاويه من يحمل مئه الف درهم يريد أن يتألفه بها، فألقاها عبد الرحمن بعيداً و قال لرسول معاويه( ارجع إليه و قل له إن عبد الرحمن لا يبيع دينه بدنياه)
و لما علم أن معاويه قادم للمدينه غادرها من فوره إلي مكه و اراد الله أن يكفيه فتنه هذا الموقف فلم يكد يبلغ مشارف مكة و يستقر بها قليلاً حتي فاضت إلي الله روحه و دُفن في اعالي مكة تحت ثري الأرض التي شهدت جاهليته و شهدت إسلامه.