العاصمة

في ساحه العداله نلتقي الصفعه المميته

0

 

بقلم/نجلاء كثير
الشرقيه

قضيه اليوم ،قضيه قد اثارت الرأي العام كما اثارت الشارع المصري لما فيها من غرابة في الأحداث ،فكان هناك علامات استفهام بين الشعب و الرأي العام كيف أن صفعه تُميت( قلم علي الوجه يؤدي للوفاة) و الكل تسأل هل الجاني الذي صفع المجني عليه بقوة هرقل حتي يؤدي إلي وفاته في الحال ،و ظلت محل حديث الجميع حتي صدر الحكم النهائي من محكمه النقض ليُجيب علي هذه التسائلات ،فالنبدأ احداث القضية..
(قضيه شارع الشواربي)
خرج المجني عليه ليتسوق بعض احتياجاته و قصد شارع الشواربي و ظل يتجول في المحلات حتي يجد مطلبه و بعد أن دخل محلات عديده وجد طلبه في محلاً ما و تفحص البضاعه جيداً و بدأ يتحدث إلي البائع (الجاني) في تفاصيل الشراء و كان صاحب المحل (الجاني) شخص عصبي متعكر المزاج و كان يعامل الزبائن معامله سيئه ،و بدأ يتحدث إلي المجني عليه بصوت مرتفع و وجه يعلوه الغضب و احتد النقاش بينهم فما كان من الجاني غير انه صفع المجني عليه علي وجهه ( ضربه بالقلم علي وجهه)
و بمجرد ان صفعه حتي سقط المجني عليه علي الأرض صريعاً ،و تجمع حوله الناس محاولين إيقاظه دون جدوي و تم الإتصال بالاسعاف التي جائت من فورها لتجد أن المجني عليه قد توفي .
و تم الاتصال بقسم الشرطه علي الفور لمعاينه مسرح الجريمة و تم نقل الجثه إلي المعمل الجنائي لتحديد سبب الوفاة و ألقي القبض علي الجاني لسماع اقواله و اقوال شهود العيان ، و جائت اقوال الجاني في التحقيقات التي تمت امام النيابه انه لم يقتل المجني عليه ولا توجد بينهم عداوه حتي يقتله و كل ما حدث أنه كان خلاف علي الشراء و البيع و بطريقه ما تطور هذا الخلاف حتي صفعه علي وجهه و أن من المستحيل أن يكون سبب الوفاة هو تلك الصفعه و دفع بذلك أيضاً محاميه .
و بعد سماع اقوال الشهود الذين اجمعوا جميعاً علي أن الجاني لم يأتي فعل علي المجني عليه غير تلك الصفعه ،و ظل الجميع من رأي عام و صحف و جرائد و شعب مترقبين فك غموض هذه الجريمه لمعرفه سبب الوفاة
و جاء تقرر الطب الشرعي ليحسن الخلاف و يروي عطش الرأي العام و الوصول لحقيقه الأمر و كان كالآتي..
اثبت تقرير الصفه التشريحيه للمجني عليه أنه كان يعاني من عله مرضيه و هي تضخم بعضله القلب و تكلسات بالشرايين التاجيه و صمامات الاورطي و مثل هذه الحاله المزمنه تعرض الشخص المصاب بها لحصول نوبات الاورطي و مثل هذه الحاله المزمنه تعرض الشخص المصاب بها لحصول نوبات قلبيه قد تنتهي احداها بالوفاة ،اما بسبب الحاله المرضيه او بسبب مؤثر خارجي كالانفعال النفسي او المجهود الجسماني و أن ما صاحب واقعه الاعتداء من انفعال نفساني و مجهود جسماني قد ادي إلي تنبيه القلب عن طريق جهاز العصبي السمبتاوي مما القي عبئاً اضافياً علي القلب و الذي كانت حالته متأخرة اصلاً بالحاله المرضيه ،الامر الذي عجل بظهور النوبه القلبيه و التي أدت إلى الوفاة.
و إن ليس هناك ما يقطع علاقه السببيه بين فعل الجاني و النتيجه و أنه مسئولاً عن جميع النتائج المحتمل حصولها نتيجه سلوكه الإجرامي و لو كان عن طريق غير مباشر مالم تتدخل عوامل اجنبيه غير مألوفه تقطع رابطة السببيه ،و إن مرض المجني عليه من الامور الثانويه التي لا تقطعها .
و من هذا الحكم يتبين أن صفعه الجاني للمجني عليه أدت إلى وفاته ليس لقوه الجاني او قوة الصفعه و لكن لأحساس المجني عليه بأهانه و لوجود مرضً مسبق بقلبه أدي إلي انفجار القلب فوراً و أدي إلي وفاته ،و بناء عليه فإن هذه الصفعه ( الفعل ) أدت إلي النتيجه ( الوفاة) إذا فالفعل مرتبط ارتباط وثيقاً بالنتيجه ،مما يجعل الجاني مسئول عن وفاة المجني عليه عن طريق تلك الصفعه.

اترك رد

آخر الأخبار