فى مدرسة الصحابه نلتقى ((قبح الله ارضا لست فيها وامثالك))
فى مدرسة الصحابه نلتقى
((قبح الله ارضا لست فيها وامثالك))
بقلم / نجلاء كثير
الشرقيه
((نقيب فى حزب الله ورجل يعدل الف رجل ))
ترى من هو هذا النقيب ؟!!!!
ولماذا سمى بذاك اللقب؟!!!!!
أنه ابن الصامت بن قيس الخزرجى وأمه قرة العين بنت عبادة وأخوه اوس بن الصامت الذى تزوج من خوله بنت ثعلبه .
(أنه رجل يعدل الف رجل ) كما ذكر عمر بن الخطاب .
أنه واحد من الأنصار قال فيهم رسول الله (ص): (( لوان الأنصار سلكوا واديا أو شعبا .لسلكت وأدى الأنصار وشعبهم ،ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار )).
أنه *( عبادة بن الصامت )* واحد من زعماء الأنصار الذين اتخذهم الرسول نقباء على اهليهم وعشائرهم .
لقد كان فى الاثنى عشر مؤمنا الذين سارعوا إلى الإسلام فى ( بيعة العقبه الاولى ) وكان من زعماء ونقباء الأنصار فى ( بيعة العقبه الثانيه ).
وكانت عائلة ( عبادة) مرتبطه بحلف قديم مع يهود بنى قينقاع بالمدينه .
ومنذ هاجر الرسول وأصحابه الى المدينه ويهودها يتظاهرون بمسالمته حتى كانت
الأيام التى تعقب غزوة بدر وتسبق غزوة أحد فشرع يهود المدينه يتنمرون…….
وافتعلت إحدى قبائلهم ” بنو قينقاع ” أسبابا للفتنه وللشغب على المسلمين ….
ولايكاد(( عبادة )) يرى موقفهم هذا حتى ينبد إليهم عهدهم ويفسخ خلفهم قائلا: (( انما أتولى الله ، ورسوله ، والمؤمنين ))
فيتنزل القران محييا موقفه وولاءه قائلا فى آياته : *( ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)*
وهنا أعلنت الايه الكريمه قيام حزب الله …
أجل لقد أصبح “” عبادة بن الصامت “” نقيب عشيرته من الخزرج، رائدا من رواد الاسلام واماما من أئمة المسلمين يخفق اسمه كالرايه فى معظم أقطار الأرض…لافى جيل أو فى جيلين اوثلاثه بل إلى ما شاء الله من أجيال ومن أزمان ومن اماد..!!!
* مبايعه على الموت *
_________________
عندما أرسل النبى(ص) عثمان بن عفان رضى الله عنه سفيرا الى قريش فى وقعة الحديبيه فاحتبسته قريش عندها ولعلهم أرادوا أن يتشاوروا معه فى الوضع الراهن فلما طال احتباسه عندهم وشاع بين المسلمين خبر مقتل عثمان قام الحبيب(ص) ودعا أصحابه الى البيعه فثاروا إليه يبايعونه على أن لايفروا وبايعته جماعة على الموت وكان بينهم ( عبادة بن الصامت ) رضى الله عنه فأنزل الله فى شأنهم قوله تعالى ( لقد رضى الله عنه المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجره فعلم مافى قلوبهم فأنزل السكينه عليهم واثابهم فتحا قريبا ومغانم كثيره ياخذونها وكان الله عزيزا حكيما).
فشهد الله لهم بالإيمان واسبغ عليهم نعمة الرضوان .
وظل عبادة ملازما للحبيب (ص) ملازمة العين لاختها يقيس من هديه وعلمه وأخلاقه العذبه الرقيقه حتى وفاة الحبيب (ص) .
وقد سمع رسول الله ( ص) يوما يتحدث عن مسئولية الأمراء والولاه …وعن المصير الذى ينتظر من يفرط منهم فى الحق وعندها اقسم بالله الا يكون أميرا على اثنين ابدا …ولقد بر بقسمه .
وفى خلافة امير المؤمنين ( عمر ) راضى الله عنه لم يستطع الفاروق أن يحمله على قبول منصب ما..اللهم الا تعليم الناس وتفقهيههم فى الدين .
وهكذا سافر إلى الشام ثالث ثلاثه : هو ومعاذ بن جبل ،وابو الدرداء …حيث ملأوا البلاد علما وفقها ونورا….
“”” قبح الله ارضا لست فيها وامثالك “””
____________________________
وسافر “” عباده “” الى فلسطين حيث ولى قضاءها بعض الوقت وكان يحكمها باسم الخليفه آنذاك “” معاويه “”ولم يعجبه أفعال وتصرفات معاويه وقال : ( بايعنا رسول الله على الا نخاف فى الله لومة لائم ) .
وعباده خير من يفى بالبيعه ولقد شهد اهل فلسطين يؤمئذ عجبا وترامت انباء المعارضه السوريه التى يشنها ( عبادة ) على معاويه الى أقطار كثيرة من بلاد الاسلام فكانت قدوة ونبراسا……ورأى ( عبادة ) من جانبه أن مسافة الخلاف بينه وبين معاوية تزداد وتتسع فقال لمعاويه (( والله لا اساكنك ارضا ابدا)) وغادر فلسطين إلى المدينه …
ولم يكد امير المؤمنين يبصر “” عبادة بن الصامت “” وقد عاد إلى المدينه حتى سأله :”” ما الذى جاء بك ياعبادة “”؟؟!!
ولما قص عليه ماكان بينه وبين معاويه قال له عمر : *( ارجع الى مكانك ..فقبح الله ارضا ليس فيها مثلك )…!!!
ثم أرسل عمر الى معاويه كتابا يقول فيه : ( لا امرة لك على عبادة )….!!
أجل …..أن عبادة امير نفسه ….
وحين يكرم عمر الفاروق رجلا مثل هذا التكريم فإنه يكون عظيما …
ولقد كان ( عبادة ) عظيما فى إيمانه وفى استقامة ضميره وحياته …
**””وجاءت لحظة الوداع “”**
_______________________
وبعد حياة طويله مليئه بالبذل والعطاء والتضحيه والجهاد فى سبيل الله نام عبادة على فراش الموت ليلحق بالحبيب (ص) وأصحابه رضى الله عنهم فى جنات النعيم اخوانا على سرر متقابلين
وكان ذلك فى العام الهجرى الرابع والثلاثين توفى بالرملة فى أرض فلسطين
فرضى الله عن ( عبادة ) وعن سائر الصحابه اجمعين