فى تحد جديد و صعب لهواوي تطرح هاتفها الجديد في ظل العقوبات الأمريكية
إيمان العادلى
تطرح هواوي هاتفها الجديد اليوم في تحدٍ لا يخلو من المغامرة في السوق الألمانية ، حيث ستطرح شركة التكنولوجيا الصينية العملاقة هواوي أحدث هواتفها الذكية في ميونيخ الخميس ليكون الأول الذي قد يخلو من تطبيقات جوجل الواسعة الانتشار بسبب العقوبات الأمريكية عليها في زل الحرب التجارية بين أمريكا والصين ، ويتساءل المراقبون ما إذا كان أي هاتف يخلو نظام تشغيل أندرويد الخاص بشركة جوجل الأمريكية وتطبيقاتها الشهيرة يمكن أن ينجح ؟ أم إذا كانت هواوي قد وجدت طريقة أخرى يمكن لمشتري الهاتف من خلالها تحميل التطبيقات التي اعتاد عليها المستخدمون رغم العقوبات الأمريكية .
وقد فرضت الشركة العملاقة ستارًا من السرية على خططها التي ستعلنها في مؤتمر صحافي عند الساعة 12,00 ت ج عند كشفها عن هاتفيها الجديدين من طراز “مايت 30″ ومايت 30 برو”.
وفي مايو حيث كانت واشنطن قد أدرجت شركة هواوي على “القائمة السوداء” لاستهدافها مباشرة كجزء من نزاعها التجاري مع الصين ، ومنذ ذلك الحين أصبح محظورًا على الشركات الأمريكية التعامل مع الشركة الصينية التي يشتبه الرئيس دونالد ترامب وإدارته بأنها تتجسس لحساب بكين ، ونتيجة لذلك فإن هاتف “مايت” سيخلو من النسخة المتوفرة من اندرويد الذي يعتبر نظام التشغيل الأكثر استخدامها في العالم والمملوك لشركة جوجل الأمريكية العملاقة وبالتالي سيفتقد لكل تحديثات هذا النظام الأوسع انتشاراً في العالم.
_حرب نظم التشغيل:
ورغم أن مستخدمي هاتف “مايت 30” لن يجدوا الكثير من الاختلاف في استخدام النظام، إلا أن غياب متجر “بلاي ستور” الذي يوفر إمكانية تنزيل آلاف التطبيقات والألعاب والأفلام والكتب والموسيقى، يمكن أن يعيقهم ، ولن تتوفر لهؤلاء المستخدمين تطبيقات رائجة مثل واتساب وانستغرام وخرائط جوجل ، و تقول تقارير عالم التكنولوجيا إن هذه الثغرة في وظيفة الهاتف جعلت بعض التجار يترددون في طلب هذه الهواتف الجديدة خشية حدوث موجة من إعادة الهواتف من المستهلكين غير الراضين ، وصرح رئيس هواوي (ريتشارد يو) في معرض الالكترونيات في برلين هذا الشهر أن مهندسيه وجدوا طريقة “بسيطة للغاية”لتحميل أكثر التطبيقات رواجا بدون الحاجة إلى “بلاي ستور” الأمريكي.
كما يتوقع البعض أن توفر هواوي متجرها الخاص للتطبيقات في النسخة الأولية من الهواتف لتصبح منافسة لنظامي اندرويد من جوجل و”أو إس” من أبل الشهيرين على مستوى العالم ، من المتوقع وعلى المدى الطويل قد تلجأ الشركة إلى بناء “نظام شامل” لأجهزتها وتطبيقات وخدمات مشابهة لما توفره الشركات الأميركية بشكل سيجعل المستخدمين يميلون لها بشكل أكبر ، وعرضت هواوي التي تعتبر ثاني أكبر شركة لصناعة الهواتف الذكية بعد سامسونغ، في وقت سابق من هذا الشهر نظامها التشغيلي “هارموني أو إس” الذي يمكن أن يكون البديل لأندرويد ، إلا أن هاتف “مايت 30” لن يحتوي على “هارموني أو إس” ربما لعدم جهوزيته حتى الآن.
هذا وقد يدخل هذا النظام على خط المنافسة في “حروب أنظمة التشغيل” بين مايكروسوفت ويندوز وآبل “ماك أو إس” وكذلك بين أندرويد من جوجل و”آي أو إس” من آبل ، من ناحيته دعا (إريك هو) الرئيس التنفيذي الحالي للشركة، وهو المنصب الذي يتم توليه بالتناوب في أوروبا إلى إيجاد بديل لجوجل وآبل الأمريكيين ، وقد يوفر ذلك فرصة لهواوي لخلق سوق في أوروبا يعدّ 500 مليون مستخدم من ذوي الدخل الجيد يكون مركزًا تواجه فيه هواوي منافسيها الأميركيين بقوة ، وصرح لصحيفة “هاندلسبلات” الألمانية اليومية “إذا امتلك أوروبا نظامها الشامل الخاص للأجهزة الذكية، فستستخدمه هواوي .. وسيحل ذلك مشكلة اعتماد أوروبا الرقمي” على الولايات المتحدة ، وأضاف أن شركته ستكون مستعدة للاستثمار في تطوير مثل هذه المشاريع الأوروبية الصينية بعيدًا عن السيطرة والهيمنة الأمريكية .