العاصمة

“غدًا في تمام الواحدة وعشرين دقيقة”

0

أحمد السندوبي

ما هو شعورك عند سماعك أو قراءتك الآتي:

“سيتم إعلان نتيجة الاختبار بعد عشرة أيام”


“طبقًا للخطة الخمسية والبرنامج الانتخابي سيتم الانتهاء من المشروع بعد ستة أشهر”


“أريد أن أقابلك لأمر ضروري، نتقابل غدًا في نفس المكان بعد العشاء”


“سيحضر الطبيب للعيادة في تمام السابعة”


“سيتم تسليم الوحدات للحاجزين بعد عام من أول قسط”


“اترك لي السيارة وبعد ساعتين سوف أسلمها لك سليمة”


“يوم الأحد نكون انتهينا من تركيب السيراميك، يمكنك الاتفاق مع النقاشين أن يبدأوا يوم الاثنين”

ماذا أثارت فيك هذه الجمل؟
بالأصح ماذا توقعت مع كل جملة منها؟

هل أثارت فيك احساس بالثقة في دقة المواعيد؟

هذا ما أعنيه، الأمر فاق عدم إحساسنا بأهمية الدقة الزمنية، لم تعد المشكلة أننا لا نلتزم بمواعيدنا ولا نراعي العامل الزمني إطلاقًا.

الأمر وصل بنا أن يكون من الطبيعي ألا نصدق أي موعد.

أصبح من الطبيعي أن تتفق مع صديقك أن تقابله الساعة السابعة، ورغم أنه هو من حدد الموعد بدقة إلا أنك تكون على يقين تام أنه لن يأتي

إطلاقًا في موعده، وبالتالي لأنك ذكي تذهب إليه في الثامنة، ولأنه عبقري فإنه لا يحضر إلا في التاسعة ولأنكما نابغان

لايصدر منكما كلمة لوم واحدة على التأخير كأنكما التقيتما في الموعد بالضبط.

لقد أصبحت هذه هي القاعدة، الطالب لن يذهب ليستفسر عن النتيجة إلا بعد الموعد المحدد بأسبوع وغالبًا لن يجدها معلنة

ولن يندهش من ذلك.
ستعود للميكانيكي في اليوم التالي لتجده لم ينته بعد من السيارة، لن يشكو المرضى الجالسون لساعات في العيادة من

تأخر الطبيب عن موعده، ولن يسأل أحد عن تنفيذ المشروع الذي ربما كان في الخطة الخمسية الأولى في ثمانينات القرن الماضي.

لقد أصبحنا نتعامل مع الأمر ببساطة، ذلك البعد الرابع المسمى بالزمن لا يمثل لنا أي شيء، إن سألك أحد عن موعد انتهائك من شيء فقط ارتجل أي موعد “بعد يومين إن شاء الله تأتي لاستلام طلبك”.
غالبًا هو سيتذاكى ويأتي بعد أسبوع معتقدًا أنه سيجد طلبه جاهزًا ولكنه قطعًا لن يجد شيئًا، أما إن كان من محدودي الذكاء -مثلي للأسف- الذين لم يستطيعوا التكيف بعد مع هذه العادة السخيفة التي أصبحت قاعدة مجتمعية ثابتة، فعليك الاستعداد بقائمة من المبررات والأسباب ولا بأس من إلقاء الملام عليه لسبب أو لآخر باعتباره مشاركًا في تعطيل الأمر، بعدها عليك إعطائه موعد جديد، ولكن لا تنسَ لابد أن تكون دقيقًا وواثقًا على سبيل المثال: ” عد غدًا في تمام الواحدة وعشرين دقيقة بالضبط فتجد كل شيء جاهزًا”.

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

آخر الأخبار
تقديراً لجهود محافظة القاهره للدعم الاستثنائى والمساهمة القيمة كأحد المنظمين للدورة الثانية عشر للمن... محافظ القاهرة يتفقد سوق 15 مايو على مساحة 15 فدان تمهيذًا لطرحه للاستغلال التجارى ويضم السوق ٩٧٩ محل... أثناء تفقده أعمال تجهيز مجزر 15 مايو نصف الآلى بعد تطويره يشدد بسرعه الانتهاء ورفع كفاءة المنطقة الم... محافظ القاهرة يتفقد اصطفاف معدات شركة الصرف الصحى للتأكد من جاهزيتها للتعامل مع التغيرات المناخية اس... محافظ القاهرة يستقبل محافظ مقديشيو لبحث سبل تفعيل العلاقات بين القاهرة و مقديشيو ، ونقل خبرات محافظة... “بابل للتنمية العمرانية” تطلق أولى خطوات التنفيذ في مشروع “مجتمع بابل العمراني” بمدينة السادات الإحصاء: 10.1% معدل البطالة في الحضر.. و4% في الريف خلال الربع الثالث من 2024 الإحصاء: ارتفاع معدل البطالة لـ6.7% خلال الربع الثالث لعام 2024 تراجع حاد 95 جنيه في أسعار الذهب وعيار 21 يسجل 3560 جنيه «الأفضل عالميًا».. الأهلي يظهر مرتين في ترشيحات جلوب سوكر