علي درب من الخيال نلتقي عشقتني قطة 2
بقلم د/ نجلاء كثير
الشرقيه
و لم تستطع أم مصطفي من هول الصدمة أن ترفع عينيها من علي الباب إلا و هي ساقطة علي الأرض
الوعي ، و تعالت صرخات اخوه مصطفي و ركض احداهم و أحضر طبيب مقيم علي مقربة منهم و كشف
عليها و اسرع بإيقاظها و ما أن افاقت حتي بدأت تصرخ و تهلوس و كأن بها عارض او مس او رأت ما افزعها
و عندها علم الطبيب انها تعاني من صدمه عصبية فأعطاها حقنه مهدئه و ظل بجوارها حتي هدأت و نامت
،و حينها لفت نظره عدم وجود مصطفى فسأل عليه كونه صديقه القديم فرد عليه اخوه الصغير:” انه في
غرفته “
مما جعل الطبيب يندهش أنه لم يتنبه لأغماء والدته و نهض من فوره بأتجاه غرفه مصطفي و دق دقات
خفيفه علي الباب فلم يجيبه أحد ،فنادي عليه بصوت هادئ :” مصطفي هل انت نائم !؟” فلم يجيبه أحد
فأخذ حقيبته و انصرف علي وعد منه لأخوه مصطفي أن يعود في الصباح ليطمئن علي ام مصطفى .
و في اليوم التالي قصد الطبيب منزل مصطفي ليطمئن علي أمه و عندما وصل وجدها مازالت نائمه تحت
تأثير المهدئ ، فأيقظها و ما أن تنبهت حتي بدأت تصرخ و تبكي ولا تستطيع أن تتكلم بكلمه كأنها خرساء
ليس بها لسان لتنطق ،و عيونها حمراء شديده الاحمرار كأنها جمرات مشتعلة تنهمر منها دموع لا يستطيع
أن يحدد الطبيب تلك دموع حزن ام دموع ألم و في تلك اللحظه شعر الطبيب أن ام مصطفي تعرضت
لموقف عنيف يفوق تحملها و عاد فسأل اخوه مصطفي :” اين مصطفى؟!”
فرد اخوته ف أن واحد :” مصطفي خرج ولا ندري متي يخرج ولا متي يعود ولا يجلس معنا ولا نشعر به في المنزل”
و بدأوا يحكوا للطبيب كل ما حدث لمصطفي و لأمهم حتي هذه الحادثة.
و عندها علم الطبيب أن صديقه في خطر ما و أن عهد الصداقة بينهم يحتم عليه معرفة ما به و الوقوف بجانبه ، فنظر إلي أم مصطفي التي بدأت تصرخ و تهذي بأشارات غير مفهومه و هو يزداد حيرة حتي تذكر أنها تقرأ و تكتب ،فأتي بورقه و قلم و طلب منها أن تكتب ما حدث طالما أنها لا تستطيع الكلام و بالفعل كتبت ما حدث لها و ما تشك فيه أنه يحدث لأبنها و دب الرعب و الخوف في قلبه من هول الحديث و هداه تفكيره أن يذهب لشيخ يعرفه خبيرً بتلك الأمور أثناء نهوضه للتوجه لذلك الشيخ إذ به يجد أمامه مصطفي يدخل المنزل و لم يصدق عينيه من هول الصدمة لقد اصبح صديقه شبح جلد علي عظم فليس هذا مصطفي الذي يعرفه و حاول التحدث معه ليعرف ما به و لكن مصطفي كأنه لا يسمع ولا يري فتوجه نحو غرفته و اغلق الباب عليه و كأنه لم يري صديقه الطبيب .
و ذهب الطبيب و احضر الشيخ لمنزل مصطفي و ما أن بدأ يقرأ الشيخ القرآن بالمنزل حتي بدأت الجدران تصدر أصوات مرعبه و محتويات البيت تتطاير في الهواء و اصوات مواء قطط و صرخات عاليه مدوية من داخل البيت و من مصطفي و من أمه ،و من شده تلك الأصوات المرعبه و العاليه تجمع اهل البلدة امام المنزل مرتعبين ولا يجرأ احد أن يدخل او ينظر لذاك المنزل حيث بدأ منظره من الخارج كأنه الجحيم بعينه
فإذ بالشيخ يجد أمامه ثلاثه قطط سوداء صغيرة تصرخ بجنون و تضرب رأسها بالجدران بطريقة جنونية و بقوه و بعنف شديد حتي سقطت ميتة علي الأرض ،و حينها اصبحت الاصوات تعلو شئً فشئً و إذ بباب المنزل يطير من مكانه و أذ بدوامه من نار تظهر من داخلها أمراه عملاقه غاضبه عيونها سهام ناريه و صوتها كفحيح افعي عملاقة تنحني لتحمل القطط من علي الأرض و بصوت كالرعد تشهق شهقه مدويه و تقول للشيخ:” هكذا قتلت أولادي و اولاد مصطفي!؟ و تُريد قتلي أنا أيضا! لا لن يحدث هذا”
و قبل أن يتمالك الشيخ نفسه إذ بها تشعل النار بأرجاء المنزل بما فيه حتي لم يعد لمن بداخل المنزل مخرجاً ولا يوجد مدخلاً لمن بالخارج ، و في سرعه البرق تحتضن مصطفي و القطط حتي تموت و يموت بحضنها مصطفي و يموت جميع من بالمنزل و ما هي إلا لحظات حتي تساوي المنزل بالأرض تاركاً خلفه رماد أسود من أثر نار العشق و الانتقام .
و منذ هذه اللحظة حتي الآن و تلك البلد ليس لهم حديث غير مصطفي و القطه التي عشقته و ابنائه القطط و أرض المنزل الملعون لتظل قصه تُروي للأجيال ولا يستطيع اهل البلده حتي الآن أن يمروا بجوار هذا المكان ليلاً او نهاراً خوفاً من انتقام القطه .
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.