العاصمة

على درب من الخيال نلتقي عشقتني قطة

0

بقلم / نجلاء كثير

الشرقية

عاد مصطفي إلي بيته كعادته مجهد بعد يوم شاق من العمل يريد أن يأكل طعامه و ينام يشعر أن قدماه لا تحمله من التعب ،فسلم علي أمه مبتسماً قائلاً :” يا تري يا ست الحبايب طابخه إيه انهارده!”
و قبل يدها لتبتسم بدورها و تجيب:” كل الأكل اللي بتحبه يا حبيبي”
رد:” ربنا يعطيكي الصحة يا امي هغير هدومي و اجي ”
و دخل غرفته و اغلق الباب خلفه من الداخل و بدأ بتغيير ملابسه حتي وجد قطه جميله ترقد علي سريره سوداء اللون بعيون زرقاء كماء البحر و مواء رقيق كالنسمه ، أخذ يلاعبها و هي تلاعبه و ترتمي بأحضانه و تلمس بيديها خديه حتي أنه نسي التعب من جمالها و نسي امه التي تعد الطعام له و غمره شعور بالراحه و الهدوء .
فمن منا لا يحب تلك المخلوقات الجميله التي منظرها وحده كفيل بالراحه و هنا سمع صوت امه من خلف الباب :” الغدا جاهز يا مصطفى ،انت نمت ولا إيه يابني!”
فرد مسرعاً :” لا يا امي جاي ”
و ترك القطه و اكمل خلع ملابسه و ارتدي ملابس المنزل و هم خارجاً و لكن القطة سبقته إلي الباب لتقف خلفه محاولة منعه من الخروج ،تنظر إليه كأنها تستعطفه و تقول لا تخرج و ابقي معي نلعب و نضحك سوياً .
و لكن حملها مصطفي و فتح الباب لتأكل معه فهو احبها و اكنها نزلت مسرعه من يده لتستلقي علي السرير و كأنها تقول له اذهب انت فأنا في انتظارك هنا ولا تتأخر .
خرج مصطفي و تناول طعامه و دخل غرفته لينام فوجدها في انتظاره فرحه لقدومه ،استلقي بجوارها و هي تلعق وجهه و تصعد فوق صدره لتنام و تلمسه بيدها حتي استغرق في النوم و عندما استيقظ في اليوم التالي لم يجدها فأرتدي ملابسه و ذهب إلي عمله ،و بعد العمل عاد ليجدها في انتظاره علي سريره متلهفه لعودته و ظل علي هذا الحال أيام بل اسابيع حتي انه اعتاد وجودها في حياته لا ينام إلا بجوارها حتي انه بدأ يخصص لها وقت خاص ليلعب معاها و الغريب أنها عندما كان يطرق احد باب الغرفه علي مصطفى كانت تسرع بالخروج من شباك الغرفه لكي لا يراها احد .
و مع الوقت تبدل حال مصطفي و لاحظت الأم تغير ابنها الذي لم يعد يخرج من غرفته ولا يجالسهم ولا يكلم احد حتي أنه لم يعد يأكل في المنزل حين يعود مكتفي بغلقه الباب علي نفسه لتسأل نفسها ” ماذا حدث لمصطفي!!؟”
و دب القلق في قلب ام مصطفي و بدأت تراقب مصطفي عن قرب و تحدث نفسها هل انحرف ! بدأ يتعاطي شئ ما؟ هل هناك ما اجبره علي التغيير! و لماذا يحبس نفسه في غرفته ولا يخرج منها حتي الصباح !!؟
و في محاوله بائسه منها وضعت اذنها علي باب غرفته محاوله معرفه هل نام! هل مستيقظ! هل مريض ! او اي شئ يريح قلبها .
و لكنها سمعته يحدث احدهم بصوت هامس و يضحك و ظنت الأم أن ابنها أصابه الجنون و قبل أن ترفع اذنها عن الباب سمعت صوت اخر غير صوت ابنها !! و ضحكات مختلفه عن ضحكات ابنها !!
لتسأل نفسها هل هذا صوت راديو مصطفي !؟ أم انه صوت الجيران ؟! و اسرعت لتضع عينها علي فتحه مفتاح الباب لتري تفسير هذا و لكن للأسف المفتاح في الباب من الداخل فلم تري شئ و هنا قررت أن تأخذ المفتاح من الباب بعد خروج مصطفي حتي تري ما بالداخل عند عودته فمصطفي لا يغلق الباب به بل ب( الترباس) الذي خلف الباب .
و بالفعل بمجرد خروج مصطفي من الغرفه في الصباح همت أمه بأخذ المفتاح من الباب و عندما عاد مصطفي من عمله و دخل غرفته و انتظرت فتره من الوقت و هي تراقب باب الغرفه و تضع اذنها لتسمع ما بالداخل حتي سمعت صوت همهمات و ضحك يصدر من الداخل فأسرعت نحو فتحه المفتاح و وضعت عينها عليها لتري ما يحدث ، و ما إن وضعتها حتي رأت عين تنظر إليها و كأنها كانت تنتظرها ،تشع كجمره من النار و صاعقه كهربائيه غير إنها مفزعه حقاً ،و لم تستطيع أم مصطفي من هول الصدمة أن ترفع عينيها من علي الباب إلا و هي ساقطة علي الأرض فاقده الوعي.

يتبع..

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading