بقلم / محمــــــد الدكـــــــرورى
عندما جاء عروه بن مسعود الثقفىومن بعده سهيل بن عمرو الى النبى ليتفاوض معه فى صلح
الحديبيه فرأى من الامور التى أذهلته من صحابة النبى الى النبى صلى الله عليه وسلم من
معامله وعندما عاد الى قومه وسألوه فقال إنى زورت كسرى وقيصر وزورت الملوك والامراء فلم
أجد احد يعظم احد مثلما يعظمون اصحاب محمد محمدا ومن من الأدب معه صلى الله عليه وسلم
توقيرُ حديثه؛ والتأدبُ عند سماعه وعند دراسته؛ كما كان يفعل سلفُ الأمة وعلماؤها في إجلال
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى؛ إن هو إلا
وحي يوحى؛ فمقام حديثه مقام عظيم، فالسنة قرينة القرآن في بيان دين الله؛ بل هي المبينة لما أجمل في القرآن،
قال صلى الله عليه وسلم 🙁 ألا إني أوتيت القرآنَ ومثلَه معه) رواه الإمام أحمد في مسنده.
ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه: تصديقُه صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به وعدمُ
الترددِ في ذلك، وهذا من أصول الإيمان وركائزه العظام، فهو عليه الصلاة والسلام يخبر بما أوحى الله إليه.
واتّباعُه صلى الله عليه وسلم وطاعتُه والاهتداءُ بهديه؛ فطاعة الرسول هي العلامة البارزة لمحبته صلى
الله عليه وسلم؛ بل ومحبة رب العالمين، ولهذا قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾
[آل عمران: 31]، إن الاقتداء به صلى الله عليه وسلم من أكبر العلامات على حبه: قال تعالى:
[الأحزاب: 21]؛ فالمؤمنُ الذي يحبُّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هو الذي يتأسى به في كل
شيء؛ في عبادته وفي أخلاقه وفي سلوكه وآدابه؛ وفي سائر تعاملاته مع الآخرين. ولذلك فنقول:
إنّ مَن يحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم أو بهجرته أو بإسرائه لم يبرهنوا على دعواهم محبةَ
النبي صلى الله عليه وسلم ، بل فعلُهم هذا يثبت ضعفَ محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم ،
لأنهم يخالفون سنته وهديه ويبتدعون في دين الله. وعلامة المحبة الصادقة له صلى الله عليه وسلم اتباع هديه وسنته وما جاء به.
ومن علامات محبته صلى الله عليه وسلم عدمُ الغلو؛ استجابةً لوصيته، قال صلى الله عليه وسلم : (لا تَطرُوني كما أطرت النصارى ابنَ مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبدُ الله ورسوله) أخرجه البخاري.
و الدفاع عنه صلى الله عليه وسلم ونصرتُه، وقد سطَّر الصحابةُ أروعَ الأمثلةِ وأصدقَ الأعمالِ في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفدائه بالأموال والأولاد والأنفس. والدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته أنواع؛ نذكر منها:
نصرة دعوتِه ورسالتِه بكل ما يملك المرء من مال ونفس وجهد ووقت….
بالدفاع عن سنته صلى الله عليه وسلم : بحفظها وتنقيحها وحمايتها ورد الشبهات عنها.
بنشر سنته صلى الله عليه وسلم وتبليغها. قال صلى الله عليه وسلم : (نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها)، وقال صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثلُ أجور من تبعه)؛ ولا شك أن خير الهدي هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم… فاللهم اجزه عنا خير الجزاء وخير ما جازيت نبيا عن امته ….