العاصمة

عزيزى الناخب : كيف تختار مرشحك

0
طارق سالم
إن قضية اختيار المرشح يجب ان تكون دقيقة ومستحقة للشخص المناسب الذي يستطيع دفع عجلة الاصلاح والتنمية الى الامام.
ان اكثر ما يستهويني في المرشح هو اسلوبه في الحديث وقدرته على الاقناع والفكر الذي يحمله ولهذا فأهم صفات المرشح المقبل
ان يكون اكاديميا ومتخصصا في مجال عمله ولا يكون يقرأ ويكتب فقط.
إن كثرة المرشحين وتعالي اصواتهم وتنوع برامجهم الانتخابية لن تؤثر على اختيار الاكثر كفاءة وقدرة على العمل فمن غير المعقول
ان يختار الناخب المتسلقين والساعين إلى المصلحة الشخصية ويطالبهم بالاصلاح لان الاصلاح لا ياتي الا من اصحاب الكفاءة والنزاهة.
هذا الأمر يقودنا لحقيقة جهل الناخب والمنتخب في عالمنا الثالث بالآليات الحقيقية للتعاطي مع الممارسات الديمقراطية لذلك
سنحاول في هذا المقال تسليط بقعة ضوء موجهة للناخب حيث سنجيب عن سؤال كيف أختار المرشح الصحيح؟ الهدف منها رفع
مستوى الإدراك في الممارسة الواعية للديمقراطية.
من خلال نظرة سريعة لواقع الكتل والأحزاب السياسية بشكل عام
سنشاهد عملية إفراز نفس الوجوه والمدخلات وتكرار عام لنفس الشعارات والمطالبات التي تكررت فحيث ما زال الناخب يختار
مرشحه في الانتخابات وفق نقاط محددة ولم يفارقه فهو يختار وفق أحد التقسيمات الفرعية فيما يغفل عن أهم ما تتميز به عملية
الاختيار للمرشح وهو “البرنامج الانتخابي”!
للأسف هذه حقيقة الديمقراطيات الجديدة في العالم الثالث التي
ما زالت لم تتشرب جوهر وفكرة الديمقراطيات العريقة التي تصوت على أساس وعود المرشح في حال الفوز وما خطته
لتحقيق ما وعد به وكيفية محاسبته في حال أخفق في ذلك.
أن الواجب على كل ناخب النظر الى مصلحة بلده واختيار الافضل
والابتعاد عن القبلية والطائفية لانها تهدم الاوطان وتفكك المجتمعات.
• الإطلاع على السيرة الذاتية للمرشح :
السيرة الذاتية للمرشح تكون المفتاح الأول فهي تعطيك نبذة
جيدة عن أداء الشخص في مهماته السابقة ومدى حقيقة إمكاناته العلمية والعملية في أداء الوظيفة المرشح لها.
1- لا يكفي أن يكون مرشحك حاملاً لشهادات علمية جيدة فالمنصب العام يحتاج لخبرة جيدة التحديد يرفع من إمكانية وجود خبرة عملية لا تقل عن 3 سنوات لأي مرشح وهذه السنوات كفيلة بأن تعطي انطباعًا عامًا عن سيرته وقدرته الحقيقية.
2- يتوجب أن يكون الناخب واعيًا لحدود المنصب وإمكاناته وأن تكون الوعود المطلقة من المرشح تتناسب مع صلاحيات ذلك المنصب .
3- من واقع السيرة الذاتية سيظهر لك مكان عمله السابق ودراسته والعائلة التي ينتمي لها هذا الأمر يمكنك من خلاله معرفة نزاهة المرشح واستقامته إلى آخره وهذه أمور تجعلك تتوقع كيف سيكون شكل الأداء المستقبلي لمرشحك.
• قراءة برنامج المرشح الانتخابي
لكل مرشح وعود انتخابية يقدمها لناخبيه ليقوموا بالتصويت له تحقيق هذه الوعود وهذا باختصار الشق الأول من البرنامج الانتخابي لكن الشق الأهم كيف سيقوم بتحقيق هذه الوعود وحقيقة إمكانية تحقيق ما ألزم المرشح نفسه به أمام الجمهور!
يتوجب أن يكون الناخب واعيًا لحدود المنصب وإمكاناته وأن تكون الوعود المطلقة من المرشح تتناسب مع صلاحيات ذلك المنصب فبعض المرشحين يوحون للناخب أنهم في حال فوزهم سيمتلكون عصا موسى تصنع المعجزات بينما الحقيقة مختلفة وهذا يقع على عاتق الناخب الذي عليه تمييز البرنامج الانتخابي الحقيقي من الشعارات الرنانة التي لا تتبعها خطة عمل حقيقية.
• متابعة مرشحك في أثناء حملته الانتخابية
خلال فترة الانتخابات غالبًا ما يحاول المرشح الظهور الإعلامي والاحتكاك مع الناخبين وهي فرصة جيدة لقياس أداء المرشح من ناحية متابعته في الحوارات واللقاءات التليفزيونية أو الجلسات العامة والزيارات الدورية وهذا الأمر يمكن أن يخلق لك انطباعًا عامًا عن قدرة المرشح على الأداء داخل قبة البرلمان وغيرها التي تحتاج الكثير من الكاريزما والأداء القوي في الحوارات والنقاشات وطرق عرض الآراء ومناقشة القوانين والمقترحات.
فإذا لم يفلح مرشحك في الأداء في جولاته الانتخابية وحوارته التليفزيونية وقدرته أن يكون قريبًا من ناخبيه وإدارة فريق عمله الصغير في مهمة الترشح للانتخابات فهو بكل تأكيد لن يكون المرشح الأفضل الذي يمثلك تحت قبة البرلمان وغيرها.
هذه أبرز النقاط التي يمكنها أن تحدد لك الاختيار بين العشرات من المرشحين المتنافسين على صوتك ولأن صوتك أمانة ومهم فإن عملية البحث الجيدة والاطلاع على المرشحين واختيار الأصلح منهم مهمة صعب لكنها ليست مستحيلة

اترك رد

آخر الأخبار