العاصمة

عاشقة وملكة الدم

0

إيمان العادلى

في موسوعة غينيس للأرقام القياسية مكتوب إسمها كأكثر “قاتلة” متسلسلة معروفة بالتاريخ

.. عدد ضحاياها وصل ل”٦٠٠” ضحية، بس الحدوتة بدأت زمان، لأ زمان أوي ..

روائح الدماء المُستشرية، تلك الرائحة المُزرية، وحيثُ كان العالم لا يزال مُعتمدًا على الدواب
كوسيلة للمواصلات، وفي أوقات انتشار الجهل وعصور الظلام التي عاشتها أوروبا في ذلك
الوقت، كانت الأساطير مُستمرة في صبغ عالمهم، يُصدقونها ويبتلعونها على الرغم من جنون
متنها، ولكن على ما يبدو وأن الوعي البشري يُصدق الحكاية، طالما هي حكاية.

ف عام ١٥٨٥ ومع قُرب نهاية القرن السادس عشر الميلادي، مملكة المجر ضمت أراضي ( المجر

حاليًا وسلوفاكيا حاليًا ورومانيا “ترانسلفانيا” آنذاك) وكانت مملكة قوية للغاية، يهابها الجميع،
وتخشى أوروبا بأسرها منها، كانت “المجر” قوى عُظمى لا يُستهان بها ولا يُمكن لعرشها أن يعتليه المُهرجون، فقط الأشداء الأقوياء .
“”إليزابيث باثوري”” ..

فتاة شقراء جميلة مُثقفة كفاية، تنحدر من أصول رومانية، حيث كانت أميرة “ترانسلفانيا” والدها

كان ملكًا للإقليم بمملكة المجر وذلك على الرغم من شهرته بالجنون والاختلال، ولكنه على أية
حال كان ملك إقليم ترانسلفانيا، والذي يُعد أحد أهم الأقاليم باوروبا، وأهم إقليم في مملكة المجر ..

جد اليزابيث باثوري، كان “الكونت دراكولا” أشهر حُكام “ترانسلفانيا” عبر التاريخ، تذكُر كتب التاريخ

أن عمها الأصغر قد عبد الشيطان، وأنه كان مثل اخيه حاكم الإقليم يُعاني من الجنون، كما أن عمتها “كلارا” تم وصفها بأنها كانت مثلية الجنس..

لسبب سياسي، ولضمان أن يسير خط الدماء الملكي في الأوردة، تزوجت “باثوري” من الكونت
“فرانسيس ناداستي” حاكم “المجر” في زواجُ تقليدي ولكن من وجهه نظري مكنش تقليدي خاااالث..

“فرانسيس ناداستي””


ملك المجر المُخيف، كان مشهورًا بطرق تعذيبه البشعة للأسرى، لا يرحم، لا يمل من التعذيب والتنكيل بالأسرى، خصوصًا المُسلمين العُثمانيين ..

كان حاجه خيالك ميستوعبهاش ف التعذيب المهم..

كان بيقوم بتقطيع أوصال، وقتل بطيء، جلد وذبح، تنكيل منغير رحمة، ارتكاب افظع جرائم الحرب بدمُ بارد ..

في بداية الأمر .. أثارت تلك الأمور دهشة “اليزابيث” والتي طفقت تُحاول أن تتعلم تلك الطُرق

وتُشارك زوجها لياليه في التعذيب والتنكيل، كان الأمر الدموي البشع مُثيرًا لها وقد تعلمته بكل متعه..

بعد كده قامت الحرب ..
قطرات ماءُ من صنبور تسقط ببطءُ شديد، تُحدِّث صوتًا مُنفر للغاية، يسحب الأنفاس، رحل الكونت
“ناداستي” ومعه جنوده للمُشاركة في حرب مع حليف مملكة المجر “المملكة النمساوية” ضد
“الدولة العثمانية” في حربُ سُميت بكُتب التاريخ “الحرب الطويلة” حيثُ كانت مُستمرة منذ العام
١٥٩١ ميلادية واستمرت على شكل حروبُ متقطعة، وبحلفاءُ مُتغيرون على الصفين، وحتى العام
١٦٠٦ ميلادية، وكان لها بالغ الأثر على الثقافة الأوروبية في الوقت ده، الحروب دي رحل إليها جيش “المجر” بالكامل برفقة الملك نفسه.

إليزابيث بقا وهي ف القصر..
نظرًا لطول فترة رحيل “ناداستي” عن زوجته، ونظرًا لجنونها وانحرافها الذهني، وجدت الملكة

مُتعة جنونية في التفاعل الجنسي “السُحاق” مع خادماتها، ولما كان ذلك فاضحًا ومُثيرًا للسخط وسط العامة، فبدأت الأمور تتخذ مُنحنى أكثر جنونًا ..

ابتكرت “اليزابيث” طريقة لمُداواة ما اقترفته بدايةً، فبدأت وبمُساعدة خادم “أعرج” وثلاث

“خادمات” طاعنات في السن، كونوا الخمسة فريقُ دموي مُرعب مُثير للغثيان ..

اتخذت العملية طريقة مُوحدة تقريبًا، استدراج الفتيات للعمل بالقصر ومن ثم بأحد الليالي، تدلف

الفتاة حُجرة مُعينة، تجد ذلك الأعرج يقف خلف “اليزابيث” التي تجلس فوق كرسيها، بانتظار
خادماتها الثلاث بأن يُخلعون الفتاة ثيابها وتثبيتها، ومن ثم تنتهك “باثوري” عرضها، بينما يُشاهد
“الأعرج” في تلذذ، حتى بعد أن تفرُغ “باثوري” كان يتسنى للأعرج استكمال اغتصاب الفتيات المسكينة!. …

بعد ذلك يتم تعذيب تلك الفتيات من قبل “باثوري” وفريقها، من باب التلذذ والجنون، بتجويع
الفتيات أسبوعاً كاملاً ثم غرز الدبابيس في الشفتين وتحت الأظافر وحرق مناطق الخاصة!. …

بعد كده علاج الألم بالقتل، و تشرب باثوري دماء الضحايا، لإعتقادها ان شرب الدماء هو ما يطيل
العُمر، إستناداً لأسطورة قديمة تزعم أن اللي إستخدمه الفراعنة لتصنيع ما يسمى بالزئبق
الأحمر كان عبارة عن دماء الفتيات، فاستمرت في القتل وسًَفك الدماء ومن ثم شربها، وصولاً
بالإستحمام داخل حمامات دموية اعتقادًا بأن ذلك سبيلها للخلود والمُحافظة على شبابها لحين عودة الراجل بتاعها “ناداستي” من الحرب ..

حصلت ازمه بعد كده ..
بعد فترةُ طويلة مِن القتل وشرب الدماء المتناثرة، وكثيرًا من الصُراخ والتوسل من قبل الخادمات

الفُقراء، وبعد ليالي طويلة من التعذيب والاغتصاب والتنكيل ..

تكشف لها أن دم الخادمات ليس بالفاعلية الكافية ليكون مساعداً لها على “الخلود” فبدأ فريقُها

باستدراج فتيات من البلاط الملكي، أبناء الحاشية والوزراء، وصولاً
لفتيات العائلة الملكية، وهنا بدأت المشكلة ..

كان عدد قتلاها من فتيات مملكة “المجر” الفقيرات الطامحات للعمل كخادمات بالبلاط الملكي قد

وصل لرقمُ لم يسبقها أحدُ إليه، رقمُ جنوني يُماثل جنونها “٦٠٠” فتاة، نعم ستمائة فتاة فقيرة!.

ومع مطلع العام ١٦١٠ كان قد اختفى من بنات الملكيين “٢٥” فتاة فقط ولكن كان هذا كافيًا !.

الفضيحه بقا..
انتشرت الشائعات والأقاويل تنتشر عن الملكة اليزابيث، وأنشطتها السادية داخل قلعتها

المظلمة، ما استدعى أحد القساوسة لإبلاغ السلطات المجرية عن شكوكه بعدما اشتكى إليه كثيراً من أهالي المختفين، وهُنا اتغير كل شيء ..

انتهز ابن عمها الكونت “جورجي ثورزو” والذي كان يعتبر ندها وعدوها اللدود، فقام بالغارة على قلعتها وحبسها ومعها معاونيها، بديسمبر من ذات العام!.

وقد وصف ما وجده داخل حجيرات القصر الضخم ‘ وجدنا فتاة ميتة بإحدى الغرف وأخرى معلقة

عارية ويبدو عليها ٱثار التعذيب، وفتاة ثالثة يتم إعدامها بالضرب .مع مطلع العام التالي حُكم على
خادماتها الثلاث بالإعدام بعد تقطيع أطراف ايديهم، و حُكم على الأعرج بقطع رأسه، اما هي
“إليزابيث” فقد ظلت سجينة لثلاث سنوات، حتى أواخر عام ١٦١٤ حيث وُجدت ميتة بمحبسها عن عُمر ناهز بحسب المصادر ٥٤ عاماً !.

من وحي حكايتها انبثقت أفلاماً و رواياتً مرعبة، ومنها استكمل البعض حكايات مذهله ربطوها مع

حكاية الكونت “دراكولا”،وأفلام هوليوودية عديدة، أهمها فيلم “stay alive” الصادر بالعام ٢٠٠٦ للعلم بس..

وف الاخر لم يزدها شرب الدماء عُمرًا فوق عمرها وإنما تسبب في موتها

اترك رد

آخر الأخبار