العاصمة

ظواهر مؤسفة! تلفيق الإذاعة للتلاوات!

0

كتب : محمد جلاب
يقول المستشار/ هشام فاروق العضو الشرفي لنقابة محفظي وقراء القرآن

الكريم ورئيس محكمة الاستئناف العالي بالإسكندرية راصدا الظواهر المؤسفة في

ساحة التلاوة والسماع:
كنت دائما – وما زلت – أعجب من صنيع

الإذاعة – حتى إذاعة القرآن الكريم مع كل الأسف – من زمان! يُلفقون التلاوات

لتتماشى مع الوقت! تكون مدة التلاوة مثلا 22 أو 28 أو 30 دقيقة فيجعلونها

45 دقيقة بتكرار الآيات من نفس التلاوة أو بإضافة جزء من تلاوة أخرى مختلفة

زمانا ومكانا عن الأولى! والعكس صحيح! تكون مدة التلاوة 51 دقيقة أو ساعة أو

أكثر فيجعلونها بضع دقائق أو على الأكثر 22 أو 23 دقيقة كما يحدث في الأمسيات

الدينية ؛ وذلك بحذف أجزاء كاملة من التلاوة ثم إضافة التصديق الذي بالطبع

لا يتماشى مع سياق القراءة بحيث يبدو لكل ذي سمع أن التلاوة مبتورة إما من أولها أو آخرها!

لماذا ينبغي دائما أن تكون مدة التلاوة خمس أو عشر أو ربع أو نصف أو ثلاثة

أرباع ساعة؟!
لماذا لا تذاع كما تليت:23 دقيقة مثلا أو 51 دقيقة؟! فهذا تراث! وهذا عبث مُنكر

بالتلاوات! بل وفي هذا إساءة إلى كتاب الله تعالى ذاته بإظهار تسجيلاته بشكل

مبتور وغير لائق! وأرجو أن لا يقول أحد:هذا لضبط مواد فترة الإرسال! فكلام

الله أولى بالاحترام والإجلال بحيث لا يتم بتر تسجيلاته لأجل الوقت! وباستطاعتهم

أن يضبطوا مواد الإرسال بالابتهالات كما يحدث عندما يكونون في انتظار الانتقال

لإذاعة خارجية!
ناهيك عن أن يقول المذيع بكل

بساطة:تليت هذه التلاوة في مسجد كذا في عام كذا! ولا يحسب أن هذا كذب

يُحاسب عليه رب العزة! لأن القارئ لم يتل 45 دقيقة وإنما تلا 22 دقيقة فقط مثلا!

فما بالك إن كانت التلاوة موصولة بجزء من تلاوة أخرى مختلفة مكانا وزمانا!

وفي أحوال أخرى يُذيعون تلاوة أخرى للقارئ غير التي قرأها في الأمسية تماما!

ربما تندهشون وتتساءلون:لماذا؟! أقول لكم:لأجل مجاملة القارئ! يكون قارئ

الأمسية غير راض عن قراءته فيها لأي سبب من الأسباب فيقوم بإعطاء تسجيل

آخر له مختلف مكانا وزمانا لكنه راض عنه إلى مقدم الأمسية ليُذاع بدلا من قراءته

فيها! هكذا بكل بساطة! فيظن الناس على غير الحقيقة أن تلك التلاوة الأخيرة هي

التي تليت في الأمسية! ويقوم مقدم الأمسية – بكل بساطة أيضا – بتبديل

التلاوتين! وكأن شيئا لم يكن!
وفي حالات أخرى تتم فبركة أمسية كاملة

لم تحدث في الحقيقة أبدا! بتلفيق تلاوة من قرآن جمعة مثلا للقارئ مع حديث

ديني من حفل مع ابتهالات من فجر أو حفل آخر! وهكذا تكون الأمسية جاهزة!

وفي حالات ثالثة يتم إدخال صوت جمهور على تلاوة استديو لتذاع في أمسية ظنا

بأن أحدا لن ينتبه!
هذا كله كذب صراح! يظنون أن الله ليس

بسائلهم عنه! وهيهات! ليس في الكذب صغير وكبير ولا أبيض ولا أسود! ولله

الأمر من قبل ومن بعد!

اترك رد

آخر الأخبار