العاصمة

ظاهرة التنمر عند الأطفال

0

إيمان العادلى
التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف (في
الغالب جسديا) وهو شكل من أشكال المضايقات التي يرتكبها المسيء الذي يمتلك قوة بدنية أو أجتماعية أو
أنها هيمنة أكثر من الضحية وهو من الأفعال المتكررة على مر الزمن والتي تنطوي على خلل (قد يكون حقيقيا أو
متصورا) في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقل منها في القوة ويختار المتنمرون أشخاص أكبر أو أصغر من
حجمهم ويؤذي المتنمرون الأشخاص لفظيا وجسديا
( أنواع التنمر)
1- التنمر اللفظي:
المضايقة اللفظية و أستخدام ألقاب مهينة عند النداء و السخرية والتهديد بتسبب الأذى الجسدى

 

2- التنمر الإجتماعي:
يتضمن تخريب علاقة الطفل الأجتماعية وسمعته ويشمل أستبعاده من المشاركات الأجتماعية عمداً ونشر الإشاعات
وإخبار الأخرين ألا يصادقوه وإحراجه علناً
3- التنمر الجسدي:
ضرب ودفع الطفل وإتلاف الممتلكات
( أسباب التنمر)
قد يعيش الطفل ظروفا أسرية أو مادية أو اجتماعية معينة أو يتأثر بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أو
قد يعاني من مرض عضوي ما أو عاهة أو ربما مجموعة من هذه العوامل كلها والتي تؤدي في النهاية إلى أن يعاني
من اضطرابات في الشخصية والإصابة ببعض الأمراض النفسية والتي ستكون بدورها مسببا لتحوله إلى شخص متنمر
(تأثير التنمر )
لا يقتصر تأثير التنمر على الصحة الجسدية بل يمتد ليؤثر على التنمر على الصحة الصحة النفسية ويسبب مشاكل
في التواصل الاجتماعي فالتأثير الجسدي للتنمر يكون كدمات والصداع وآلام المعدة وصعوبات في النوم لكن
التأثير الذي يدعونا للقلق هو التأثير النفسي وخاصة الاكتئاب والتفكير في الأنتحاربالرغم من أن التنمر يسبب
الميل للأنتحار إلا أنه لابد من وجود عوامل أخرى بجانبه مثل الاكتئاب ومشاكل عائلية وتاريخ صحي بوجود
صدمة نفسية فالعديد ممن تعرضوا للتنمر ليس لديهم أي أفكار أو تصرفات تدل على إمكانية حدوث الانتحار
(مخاطر التنمر )
لا تنتهي مخاطر التنمر عند توقفه فهناك دراسة جديدة أوضحت أن الأمراض الخطيرة والمعاناة في الحصول
على وظيفة دائمة وسوء العلاقات الاجتماعية والتدخين ناتجة عن تعرض الشخص في صغره للتنمر فالتنمر يدمر
قدرة الطفل على رؤية نفسه بإيجابية يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس فيبدأ بتصديق ما يقوله المتنمر وتراوده
أفكار عن أنه ضعيف قبيح و عديم الفائدة فيبدأ في الشعور بالعزلة والأنسحاب من حياته الاجتماعية بجانب
انخفاض مستواه الأكاديمي و تكرار تغيبه عن المدرسة
فهل التنمر يؤثر على الضحية فقط؟
قد نظن أن مخاطر التنمر تنطبق على الضحية فقط ولكن
هذا غير صحيح الشخص المتنمر يتعرض إلى مخاطر أيضاً
فقد أثبتت الدراسات أن المتنمر أكثر عرضة لإظهار سلوك
إجرامي و تعاطي المخدرات في الكبر ويسمى التنمر أيضاً في المدارس بالقرين المزعج
أزدادت مؤخراً بين الأطفال والمراهقين ظاهرة التنمر عبر الأنترنت وخاصة بعد أنتشار مواقع التواصل الإجتماعي
ويشمل إرسال رسائل مهينة أو بها تهديدات ونشر الإشاعات أو نشر صور محرجة وهذا النوع لا يقل خطورة
عن التنمر التقليدي أنتبه للتنمر عبر الأنترنت ووسائل التواصل الأجتماعى
فهل عرفت أن التنمر يمكن أن يحدث لطفلك بينما هو في المنزل أيضآ
(علامات تعرض الطفل للتنمر)
هناك بعض العلامات التي تدل على تعرض الطفل للتنمر
وخاصة في المدرسة على الأهل التنبه لها لأجل إيجاد حل مناسب وعلاج سريع
إنسحاب الطفل بشكل متكرر من الأنشطة المفضلة لديه تراجع أهتمامه بالأنشطة المدرسية وإهمال واجباته
المدرسية ومتعلقاته الدراسية
إبتعاده عن أصدقائه أو أي تجمعات أو عائلته
إهمال شكله الخارجي ومظهره العام
يعاني الطفل المتعرض للتنمر من حالة مزاجية متقلبة
مابين عصبية وغضب وقلق دائم وخوف مع كثرة البكاء في صمت
قد يخفي الطفل أدوات حادة لحماية نفسه في المدرسة مثل السكاكين
ظهور الكدمات والجروح على جسده والخدوش الغير مبررة
فقدان أو زيادة الشهية
فقدان الممتلكات الخاصة أو جلبها تالفة إلى المنزل
(علاج التنمر)
لحماية أطفالنا من التنمر أو من التحول إلى متنمرين
سنعرض بعض النقاط التي ستساعد في القضاء على هذه الظاهرة وعلاجها
-تقوية الوازع الديني للأفراد وزرع الأخلاق الإنسانية في قلوبهم
– تربية الأبناء في ظروف صحية بعيدآ عن العنف والخلافات
-تعزيز عوامل الثقة بالنفس وقوة الشخصية لدى الأطفال
-بناء علاقة صداقة مع الأبناء منذ الصغر والتواصل الدائم
معهم وبناء علاقة ثقة وحب معهم
-الدفع بهم لتعلم رياضات الدفاع عن النفس مع التأكيد
بأن الهدف منها هو الدفاع عن النفس فقط وليس ممارسة القوة والعنف على الآخرين ولكن للدفاع عن أنفسنا ضد
أعتداء الأخرين
– الأنتباه إلى علامات التنمر المذكورة سابقا والتعامل فورآ عند ظهور إحداها
كيف يمكن التغلب على هذه الظاهرة؟
تغلب مع طفلك على مخاطر التنمر بمساعدته على
الأنخراط في وسط أجتماعي آخر مثل ممارسة لعبة رياضية أو حضور صف فني ويبقى الخطر الأكبر للتنمر هو
عدم القدرة على أكتشافه مبكراً لذلك كن صديقاً لطفلك وأنشأه في بيئة أسرية متحابة أنتشرت ظاهرة التنمر
بكثرة في الآونة الأخيرة وأصبحنا نراه في كل مكان في المدرسة والجامعة وفي الشارع والمنزل وحتى في مكان
العمل
فمعظم الاطفال لا يخبرون والديهم بأنهم يتعرضون للتنمر
لذلك يجب عليك أن تتواصل مع طفلك ويجب أن تنتبه لأي تغير في تصرفات الطفل حيث يؤثر على نومه
وطعامه وأدائه المدرسي ورغبته في الذهاب للمدرسة فإذا تأكدت من أن طفلك يتعرض للتنمر يجب عليك التحدث
معه بلطف وطمأنته بأن لا يوجد به شيء خاطئ وأن الشخص المتنمر يشعر بالنقص تجاه نفسه ولذلك يحاول
أن يجعل الأخرين يشعرون بشعور سيء تجاه أنفسهم ثم تواصل مع المدرسة وأهل الطفل المتنمر لإيجاد حل
للمشكلة وإيقاف التنمر وذلك
بدراسة نفسية الطفل والقيام بتربيته في كل مرحلة من
مراحل عمرة ومراقبته وتوجيهه وعدم مس كرامته أو اهانته أو السخرية منه والأبتعاد عن اللجوء إلى العقاب
البدني والتعاون الجاد بين العائله والمدرسة للوقوف على أسباب التنمر
وهناك حلول تقع على عاتق الحكومات من خلال تحسين الظروف المعيشيه للأسرة والأهتمام بالرعاية الصحية
والنفسية ومراعاة حقوق الطفل حسب المواثيق الدولية كون هذه الشريحة المهمة سوف تكون قادة لأوطانها في
المستقبل
حفظ الله أطفالنا من كل سؤ.

اترك رد

آخر الأخبار