العاصمة

طيارات ودماء وهيرويين

0
إيمان العادلى
سنحكى هنا حكاية غريبة حدثت أثناء الحرب الأمريكية على ڤيتنام والتي كانت أشبه بعض
الشيء بالغزو العراقي في حيثيات كثيرة المهم أن الجنود الأمريكيين كانوا يذهبون لهناك فى جولات كثيرة
بمعنى الجندي الأمريكى يذهب مرة لفيتنام ويمكث ٣ شهور ثم يعود إلى وحدته وبعدها بعده أشهر يذهب مرة أخرى إلى ڤيتنام وكان عدد الجنود
هناك يقدر بعدد ١٨٤ ألف جندي كل سنة وعلى فترات كان يكون العدد أكثر من ذلك وعلى مدى سنين لكن الوضع كان مختلف كانوا يواجهون فوق
الجيش الڤيتنامي الشعب نفسه أيضآ والوضع كان هناك مُخيف
أعضاء بشرية تتطاير أمام عينيك بعدما زميلك ينفجر أمامك أو دماغ آدمية مفصولة عن جسد وملقاة على الأرض الدم في كل مكان ذكريات
تعيسة لكل جندي امريكي ظلت خالدة في ذاكرة الشعب الأمريكي لسنين ودائمًا ما يروجوا الحكايات التي كانت تصف الجندي الڤيتنامي
بالهمجي الذي هو يقتل كل من أمامه بوحشية وبشاعة
الأمريكيين كانوا جيش نظامي مسلح لكن لم يستطيعوا أن يواجهوا الجموح والجنون عند
الڤيتناميين الغضب كان شديد و طبيعي أن يكون العنف الشديد هو رد الفعل
الجيش الفيتنامي الشمالي والجيش الفيتنامي الجنوبي أثناء هذه الحرب ومع نهايتها كان ترتيبهم أقوى رابع وخامس جيش في العالم
الوضع السياسي في أمريكا لم يكن مطمئن المعارضة صوتها عالي وفضحت الإدارة الأمريكية للحرب وكم كانت فاشلة تمامًا و خسائر الحرب
على ڤيتنام كانت شديدة ولم تجنى الحرب منها مكسب واحد غير الأرواح التي أزهقت والأسر التي ضحت بأولادها مُقابل لا شيء
و وسط كل هذا ظهرت أكبر وأغرب مشكلة يمكن أن تواجه جيش في التاريخ
أن تواجه جيش كطاعون يقتل رجالك هذا غير
الڤيتناميين الذين يقومون بالقتل للأمريكان أيضآ
أبشع كابوس يمكن أن يصيب چنرال أمريكي فى هذا الوقت والذي حدث كان أقوى من الطاعون
الطاعون هنا هو المُخدرات في واقعة غريبة للغاية
فلما تمركز الجنود الأمريكان ببعض المناطق بفيتنام ومع طول فترة الحرب وبطء الحركة
والتقدم وطول فترات الملل في بعض تلك المناطق والمشاهد البشعة والمشاعر المهتزة والإكتئاب الذي ساد القلوب كان هناك البديل
الهيروين النقي الذي كان يوجد جعل من الجنود تُقبل على إنها تدمنه هروبآ من الواقع الأليم الذي يشاهدوه كل يوم
باتريك إل مقاتل أمريكي سابق في السبعين من عمره الأن كل مشاكلي في الحياة أني خضت الحرب الڤيتنامية باتريك الذي ذهب ڤيتنام سنة
١٩٧٠م وذهب إلى هناك على أربع مراحل يقول أن الهروب من الواقع كان شيء سامي جدًا فأنت كل يوم لست فقط مضطر أن تحاول أن تبقى حيآ و لا
تموت فقط ولكن أنت مضطر أن تهرب من مشاهد قتل أصدقائك وأحبابك الذين تقوم بتودعيهم يوم وراء يوم
باتريك الذي يمشي حاليآ بعكاز يقول أن تقريبًا كل فصيلتة كان معها الكمية الخاصة بها من المخدر وكانت رخيصة جدًا يبيعوها لهم الڤيتناميين أنفسهم
الجنود الأمريكيين كفائتهم بدأت تقل والڤيتناميين نجحوا فى قتلهم يوم بعد يوم ومع الوقت شاعت المشكلة عندما بدأ كل جندي ينزل إجازة تظهر
عليه المشكلة أمام أهله ومع زيادة عدد الحالات فضحت المشكلة أنه لا يوجد فقط جرحى ومصابين وأنما يوجد نوع جديد من الخسائر .. مدمنين!
نسبة المُدمنين وصلت بين الجنود ل ٣٥ ٪ وبينما خمسين بالمائة من الجنود تعاطوا المُخدر وهذه نسب أعلى بكثير من نسب تعاطي أو ادمان .
الهيروين داخل الولايات المتحدة الأمريكية فبدأ الجيش الأمريكي يجري تحليلات دورية لجنوده ويحاول ينقذ ما يمكن إنقاذه ..
لقد أستطاع الڤيتناميين أن ينشروا المخدر في أوساط الجنود الأمريكان وهذا جعلهم يكسبوا ويتقدموا خطوة في الحرب بينما جعل من ثورة
المجتمع الأمريكي ضد الحرب تزيد وتزيد
الإدمان حطم أكثر من ثلث الجيش الأمريكي وجعل المُعدات والأسلحة الثقيلة بلا فائدة وكانت أزمة حقيقية للقيادة الأمريكية وسببت أحراج كبير
أمام الشعب للإدارة العسكرية هذا غير أن العذاب الذي كان يعيشه الجنود ويقوموا بإخباره لأهلهم
وزوجاتهم بالأضافة إلى مشكلة الإدمان التي أصابت الكثير منهم
فكر معى في فترات الحرب الباردة التي نعيشها الأن ماذا يستطيع أن يخلق لك عدوك شئ
يستطيع أن يسيطر به عليك ويدمرك بدون أستخدام أى أسلحة
تدمن أنترنت تدمن أباحية تدمن العاب تدمن مخدرات بمختلف أشكالها
لابد من جعلك تقبل على أدمان شئ ما يجعل كون أنك ُتدمنه في حد ذاته مدمر
الإدمان .. ليس مُهمًا ماذا تُدمن مادمت تُدمن
وهذه هى حروب الجيل الرابع

اترك رد

آخر الأخبار