العاصمة

صحة الفرد و تأثيرها علي المجتمع

0

بقلم/مها دعدور

بداية نتعرف معا علي مفهوم الصحة
هناك تعريف لها علي انه حالة من التوازن النسبي لوظائف الجسم المختلفة تنتج من تكيف الإنسان مع العوامل الضارة التي يتعرض لها
ومن خلال هذا التعريف نجد ان صحة الفرد هي مسؤلية مشتركة بين الفرد و المجتمع حتي يتكيف الانسان
ليحدث له هذا التوازن النسبي
ويعتبر البعض أن الصحه حق مكتسب و البعض الآخر يتصارع و يتقاتل عليه
وهي في الحقيقه حق ملازم للإنسان من مولده و حتي و فاته و لذلك يجب علي الفرد و المجتمع عدم الإستهتار بالصحه لان الاستهتار يعني عدم المبالاة بعواقب الأمور
وقد عاصرنا و شاهدنا هذا الاستهتار في الأيام القليله الماضيه
استهتار بمرض فيروسي مستجد استشري و تفشي بسبب الاستهتار الفردي والمجتمعي في بداياته
ولم يستوعب الإنسان انه بدون صحته لن يلتفت إلي المقاصد الكبري التي خلق من أجلها للحفاظ علي نفسه و علي مجتمعه لتنميته و تطويره
أو أنه لا يريد أن يبذل جهدا للحفاظ علي صحته من خلال تهذيب نفسه و ضبط شهواته
أو لأنه لم ينتبه لمدي أهميتها التي لا يعيها إلا بعد أن تسلب منه و يفتقدها
وأما عن دور الدوله في هذا المجال فهو لا يقتصر فقط علي توفير الرعاية الصحية و العلاج بل هي ملزمه في المقام الأول علي إيجاد الطرق التي من خلالها تفادي حدوث المرض من خلال و سائل كثيره و متعدده
علي سبيل المثال و ليس الحصر المسح الصحي و الكشف و الفحص الدوري و التوعية المستمرة
و هناك من يتوكل و يتواكل علي دور المجتمع و الدوله متناسيا أن الدوران متوأمان
ولو أخذنا نظره سريعه من المنظور الديني نجد أن الإسلام ركز علي الجانب الوقائي للصحه
و تمثل ذلك في قول الرسول الكريم صل الله عليه وسلم ( نظفوا أفنيتكم و لا تشبهوا باليهود)
كما انه ركز علي الحفاظ علي الصحه النفسيه و الأخذ بالأسباب كما في قول رسولنا الكريم صل الله عليه و سلم
( وفر من المجذوم فرارك من الأسد)
الخلاصة تكاتف الجهود الفرديه مع الجهود المجتمعيه تعمل علي التفادي من الإصابه بالأمراض و سرعة إنتشارها و خاصة الأمراض الفيروسيه و الحد منها و التغلب عليها في اسرع وقت
فليس مقبول ان نتهاون بسبب فهم خاطئ للآيه الكريمه في قوله تعالي ( قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا و علي الله فليتوكل المؤمنون) فالآيه الكريمه لا تعني ألا نأخذ بالأسباب لأن الأخذ بالأسباب هو عين الإيمان و عين الحقيقه
مما سبق بينا دور الأفراد و المجتمع و الدوله و الدين في الحفاظ علي الإنسان الذي كرمه الله سبحانه و تعالي

اترك رد

آخر الأخبار