شركات الحديد والسيراميك تتأثر بخفض سعر الغاز
إيمان العادلى
خفضت الحكومة أسعار الغاز من 7 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية إلى 5.5 دولار لصناعات الحديد والصلب والألومنيوم والنحاس والسيراميك والبورسلين، و6 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية لصناعة الأسمنت، مع موافقة مجلس الوزراء على إعادة دراسة ومراجعة تسعير الغاز للأنشطة الصناعية كل 3 أشهر.
وترى إدارة البحوث بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، أن التأثير الأكبر لهذا القرار سيكون من نصيب سهمى حديد عز وعز الدخيلة، حيث تستخدم الشركتان الغاز الطبيعى كمصدر للطاقة فى إنتاج الحديد المختزل (DRI)، والجدير بالذكر أن إنتاج طن من الحديد المختزل يتطلب حوالى 11 مليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعى.
وقال شادى عفيفى محلل القطاع بشركة برايم، إن تكلفة إنتاج الحديد المختزل ستنخفض بحوالى %21.4، مما سينعكس إيجابياً على هوامش شركتى حديد عز والعز الدخيلة وتقييمات أسهمهما الفترة المقبلة.
وقال نور الدين شريف محلل القطاع بشركة أرقام، إن كل انخفاض بقيمة 1 دولار فى سعر الغاز يزيد من هامش الربح لشركة حديد عز بمقدار 160 نقطة أساس، وتوقع أن يصل السعر السوقى المستهدف للسهم إلى 22.3 جنيه فى حالة احتساب الغاز بسعر 6 دولارات للمليون وحدة حرارية و31.5 جنيه فى حالة احتساب الغاز بسعر 5 دولارات للمليون وحدة حرارية بمتوسط سعر 26.9 جنيه باحتساب امداد الغاز الطبيعى بسعر 5.5 دولار للمليون وحده حرارية وفقاً للقرار.
وترى بحوث أرقام، أنه بإزالة تأثير رسوم الحماية البالغة %15 على واردات البيليت والمتوقعة تنفيذها فى منتصف أكتوبر الجارى، فإن ذلك ينتج عنه فجوة واسعة فى تقييم السعر العادل لسهم حديد عز ما بين 4.8 جنيه و24.1 جنيه للسهم.
وقال عبدالرحمن وهبة محلل القطاع بشركة شعاع، إن تخفيض أسعار الغاز الطبيعى سيساعد شركات صناعة الصلب على خفض تكاليف الإنتاج ومن المفترض أن تستفيد كل من شركة حديد عز والعز الدخيلة للصلب -الإسكندرية، وقيمت شعاع سهم حديد عز بزيادة 7.4 جنيه للسهم بارتفاع %72 أعلى من سعر السوق قبل اتخاذ القرار و%68 أعلى من إغلاق يوم الخميس، و439.7 جنيه لسهم عز الدخيلة بزيادة أعلى بنسبة %80 من سعر السوق قبل القرار و%73 أعلى من إغلاق يوم الخميس.
من جانبها، ضمت شركة شعاع سهم حديد عز إلى محفظتها النموذجية للأسهم المصرية مرة أخرى بعد تقييم الأثر الإيجابى لقرار تخفيض الغاز.
وترى شعاع، أن الأثر الإيجابى لقرار تخفيض الغاز يمكن أن يختفى فى حالة رفضت المحكمة فرض تدابير وقائية على واردات الصلب فى 12 أكتوبر الجارى، حيث تراجعت أسعار الصلب بداية من أكتوبر بحوالى 600 جنيه للطن، لكن موافقة المحكمة وتطبيق التدابير الوقائية لمدة 3 سنوات يساعد الشركتين فى الحفاظ على حصصهما السوقية.
وأكدت شركة حديد عز فى بيان لها، على أن القرار يخفض الفجوة القائمة جزئياً بين تكاليف الإنتاج وأسعار بيع المنتج النهائى.
من جانبها، أفصحت شركة عتاقة أن القرار ليس له أثر ملحوظ على تكلفة الإنتاج لعمل الشركة بالدرفلة وأن أثر الغاز الطبيعى عليها محدود وإنما الأثر الإيجابى يقتصر على المصانع المتكاملة فقط لاستخدام الغاز الطبيعى فى مرحلة DRI.
وقالت ريهان حمزة إن شركات الحديد مستفيدة من قرار التخفيض وتختلف الاستفادة من شركة إلى أخرى، إلا أن الاستفادة الأكبر تعود إلى مراجعة أسعار الوقود كل 3 أشهر، نظراً لارتباط صناعة الحديد بالمتغيرات العالمية، مشيرة إلى أن تراجع 1.5 دولار فى سعر الغاز يسهم فى تخفيض التكلفة الإنتاجية لشركة حديد عز بقيمة 18 دولاراً للطن.
وأضافت أن قطاع الحديد حصل على عدد من المزايا خلال الفترة الماضية، منها تراجع سعر الفائدة على التمويلات البنكية وتخفيض سعر البيع وإلغاء رسوم الحماية على واردات البيليت، بجانب تراجع أسعار الغاز وأثرها المباشر على التكلفة الإنتاجية.
وساهم قرار الحكومة بتخفيض أسعار المازوت بنسبة %5.5، فى تحسن متوقع فى هوامش الربحية لشركات السيراميك الـ4 المدرجة فى البورصة، وهى العز للبورسلين «الجوهرة» والعربية للخزف سيراميكا «ريماس» والعامة لمنتجات الخزف الصينى «شينى» وليسيكو، إلا أن الأخيرة تعد الأقل تحسناً فى الهوامش، نظراً لإنتاجها الوحدات الصحية بجانب البلاط.
وقالت إيمان مرعى محللة القطاع بشركة العربى الأفريقى للسمسرة، إن تكلفة الغاز الطبيعى للشركات المنتجة للبلاط تمثل %35 من التكلفة الإجمالية ومع انخفاض سعر إمداد الغاز الطبيعى من 7 دولارات إلى 5.5 دولار للمليون وحدة حرارية بنسبة انخفاض تبلغ %21، فإن ذلك يؤدى إلى تحسن فى هامش مجمل الربح الإجمالى بنسبة %7.5 على أساس سنوى.
وتوقعت ارتفاع مجمل هامش الربحية لشركة العز للبورسلين «الجوهرة» 2019 إلى %23، مقارنة بـ %21 العام الماضى.
وبالنسبة لشركة ريماس، فإنه من المتوقع أن يرتفع هامش مجمل الربحية بنهاية العام الجارى إلى %17.62، مقارنة مع %16 بنهاية 2018، وتنتظر الشركة العامة لمنتجات الخزف والصينى ارتفاعاً فى هوامش ربحيتها من %3.9 فى 2018-2019 إلى %9.5 العام المقبل 2019-2020.
وبالنسبة لشركة ليسيكو، فإن تكلفة الغاز لديها تبلغ %16 من إجمالى التكلفة فى عام 2019، وبالتالى فإن التحسن فى هوامش الربحية سيكون %3.4 على أساس سنوى، ولذلك فإن هامش مجمل الربح الإجمالى لعام 2019 سيصبح %22، مقارنة بـ %21 فى عام 2018، ويعود ذلك إلى أن ليسيكو تنتج الوحدات الصحية بجانب البلاط السيراميك وتحصل الشركة على سعر الغاز المستخدم فى إنتاج الوحدات بسعر 5 دولارات للمليون وحدة حرارية ولم يشمله قرار تخفيض أسعار المحروقات الخاص بالاستخدام الصناعى.
وتؤكد إيمان مرعى على أن القرار يزيد من قوة قطاع السيراميك ويخلق فرص تصديرية فى ظل فقد العديد من الأسواق الخارجية، بالإضافة إلى انعاش الطلب، أضافت: قد نرى تخفيض فى أسعار البيع خلال الفترة المقبلة مدعوما بالقرار، خاصة أن صناعة السيراميك تحتاج إلى ارتفاع معدلات الطلب لتعود لمعدلات ربحيتها إلى ما قبل 2014.
من جانبه، قال هانى نبيل محلل القطاع الصناعى بشركة سيجما، إن القرار لا يؤثر على تقييم شركات الأسمنت، من جانبها قالت ريهان حمزة محللة القطاع الصناعى بشركة العربى الأفريقى، إن شركات الأسمنت مشكلتها أكبر من تخفيض سعر المازوت بقيمة 250 جنيهاً للطن، ﻷنه على الرغم من مساهمة القرار فى تخفيض التكلفة الإنتاجية، إلا أنه لن يسهم فى تحول الشركات إلى الربحية فى ظل معاناة المصانع من انخفاض الطلب.
وأشارت إلى أن أى تخفيض فى التكلفة الإنتاجية فى الوقت الحالى يجبر الشركات على تخفيض الأسعار، نتيجة انخفاض الطلب، والقطاع لا يمتلك رفاهية تثبيت الأسعار للحفاظ على الربحية والشركات حالياً لا يمكنها التحكم فى السوق فقطاع الأسمنت «فى أسوأ حالاته».
وبالنسبة لصناعة الألومنيوم، قال عاطف حسن مدير علاقات المستثمرين بشركة مصر للألومنيوم، إن الشركة تستهلك كمية من الغاز الطبيعى تتراوح بين 32 -34 مليون متر مكعب سنوياً بقيمة تصل إلى 145 مليون جنيه وذلك فى حالة سعر 7 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية.
وأصبحت تكلفة استهلاك الغاز سنوياً فى حالة سعر 5.5 دولار للمليون وحدة حرارية تصل لـ 114 مليون جنيه، بوفر حوالى 31 مليون جنيه تقريباً، مع تراجع سعر الدولار.