العاصمة

سهـرةٌ حافـلة! /قصة

0

***********
بقلم الأديب:أحمد عفيفي
مصر –
يالها من سهرةٍ , قرأ فيها كثيراً , قرأ حتى انبلاج الصبح , وخال نفسه سعيداً ومبسوطاً ,

فقد مرّ ردحٌ من الزمن لم يقرأ بهذه الأريحية,

غير أنه بعد بُرهةً قصيرةٍ , حاول استرجاع ما قرأه في رأسه , كما كان يفعلُ قبل عقدين فائتين , كانت دهشته فادحة , لم يتذكّر شيئاً

مما قرأه,فتح نافذة غرفته ليرطب جبهته المعروقة بفعل الدهشة والحُنق الشديد من

جرّاء إنفاق سهرةً طويلةً فى القراءة , دون طائلٍ وكأنه كان كابوساً مرّ بأضغاث أحلامه , ثم تلاشى تماماً بعد أن صحا!

*كانت بعض النجوم الكسلى مازالت عالقةً فى خيمة السماء, وبصيصٌ خافتٌ من ضوء الفجر

الوليد..شَرد طويلاً وهو ايحدِّقُ فى الأفق ويتساءل:هل يوجد مخلوقات تعيش و تقطن

بهذه السماء الشاسعة اللانهائية, ومن هؤلاء,وهل يعرفوننا وما هو سمتهم ,هل

يحدث لهم ما يحدث لنا من جرّاء الزلازل والسيول والكوارث؟,
لابدّ انهم يملكون مالا نملكه, ويعرفون ما

يستعصى على أذهاننا أن تستوعبه, ولابدّ أنهم حضاريون أكثر منّا ربما بمئات السنين

الضوئية,وبالقطع لا يوجد لديهم نفاق, أو تربُص ببعضهم البعض,ولا يوجد عندهم –

زبالة-, ولا تلوث, فماذا لديهم ليُميزهم عنّا رغم ما نشتهر به نحنُ ,فنحن واضحون تماماً,

ومرئيون, وعلى قدرٍ مهولٍ من الجهل , قياساً بالأكوان الأخرى -الأرضية- الموازية لنا,فما بالُنا بهؤلاء الفوقيين؟

*كان لا يزال شارداً بنافذة حجرته مُستنداً على ذراعه حين حاولت طيورُ النعاس الإغارة على عينيه , لم يروقه الإستسلام لها , أخرج عُلبة

تبغه وأشعل سيجارةً كى يهشُ بدُخانها طيور النُعاس, وفجأةً,بدأت تستعيد ما قرأه فى سهرته الطويلة , وباضطرادٍ سريعٍ

ومُدهش,.وما هى إلّا لحبظاتِِ , حتى راح يغُطُّ فى نومٍ عميق@
*************************
من محموعتى-طقوسٌ صارمة-

اترك رد

آخر الأخبار