العاصمة

سلسة ( ماذا تعلمت من الهجرة )

0

كتبت /ناهد عثمان

11- علمتني الهجرة: أن الوعظ والإرشاد لا يبني حضارات ولا أمجادا، وإنما تبنى

الحضارات والأمجاد بالعزم والتخطيط، ونبوة النبي صلى الله عليه لم تمنعه

من أن يخطط ويدبر، فالصديق للصحبة، وعلي للفداء، وأسماء للغذاء والتموين،

وأخوها للأخبار والتمويه، وابن أريقط لهداية الطريق….

12- علمتني الهجرة: أن الحياة أدوار، ولكل واحد دور يصلح به وفيه، وليس كل أحد

يصلح لكل شيء، فمن أجاد العمل جهرا فله في الفاروق قدوة، ومن رام العمل سرا فله

في بقية الصحب أسوة، ومن أتقن العمل الفدائي فراية ابن طالب له مرفوعة، ومن

حباه الله بالمال فعطاء الصديق يذكر ولا ينكر… فضع نفسك فيما تتقن وتحسن، لا

ما تحب وترغب.

13- علمتني الهجرة: أن القائد لا يستحق القيادة إذا انفرد بالأمر وحده، فمن قاد و

عاش وحده ومات وحده، فالصحبة للقائد ضرورة ولو استغنى عنها أحد لاستغنى

عنه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد خلد القرآن هذه الصحبة فقال: “إذْ يَقُولُ

لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا” (التوبة: 40).

14- علمتني الهجرة: أن الخيرة دائما فيما اختاره الله لا ما تمناه العبد، فقد يصرف

الله عنك ما تتمناه لأنه يريد لك أفضل مما تهواه، وقد أراد الصديق هجرة وحده، ف

الله له صحبة لا مثيل لها، وعند الطبراني: كَانَ أَبُو بَكْرٍ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ

عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْهِجْرَةِ فَقَالَ: «لَا تَعْجَلْ؛ لَعَلَّ اللهَ يَجْعَلُ لَكَ صَاحِبًا»، ولم يكن من

العجب أن يبكي الصديق فرحا بهذا تقول أمنا عائشة: فو الله مَا شَعُرْتُ قَطُّ قَبْلَ

ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ أَحَدًا يَبْكِي مِنْ الْفَرَحِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ يَبْكِي يَوْمئِذٍ….

15- علمتني الهجرة: أن بيت الداعي هو النصير الأول له، يؤمن بفكرته، ويدافع عن

قضيته، ويقوم بما تتطلبه دعوته، وما أروعه بيت الصديق، فالأب للصحبة،

والبنت للطعام، والولد للأخبار، بيت عظيم ما أروعه…

سلسة ( ماذا تعلمت من الهجرة )

اترك رد

آخر الأخبار