العاصمة

سر تسمية تمثال أبو الهول

0

إيمان العادلى

يعده الكثيرون لغزًا من الألغاز في حين أن الدراسات الأثرية توصلت لـ 100 % من الحقائق حول هذا التمثال وسر تسميته بهذا الاسم الغريب قليلًا عن أسماء المعبودات المصرية القديمة..

من الغريب أن هذا التمثال لم يرد من مؤرخي اليونان عنه خبرًا فيبدو أنه كان مغمورًا بالرمال، فلم يظهر لهم، حيث نجد كل وصفهم منصبًا على الأهرامات الثلاثة.

أبو الهول منحوت من كتلة حجرية واحدة، قد لا تستوعب ذلك بمجرد النظر للتمثال لأن تم ترميمه عبر العصور المختلفة

طول التمثال 46 متر، وارتفاعه إلى قمته 21 متر، رأسه رأس إنسان وجسمه جسم أسد.

لدينا نقوش أثرية عدة تثبت نحت تمثال أبو الهول، بيد قدماء المصريين وليس أحد آخر، ولكنها نقوش متعددة، والمؤكد أنه صنع في عصر الملك خفرع وعلى صورة الملك خفرع، وهو يمثل إله الشمس عند الغروب، وكان يطلق عليه عند المصريين “آتوم”، وأكبر مركز لعبادة هذا الإله هو عين شمس، والتي أنشئ أبو الهول قريبًا منها.

وأبو الهول تم تقديسه من المصريين، وهو الإله المصري القديم آتوم، أعظم الآلهة المصرية القديمة وأقواها سلطانًا، وكان يتم تمثيله برأس إنسان رمزًا للعقل والحكمة، وجسد أسد رمز للقوة والبطش..

أي أن الأمر ليس لغزًا كما يدعي البعض، ولا توجد حضار قبل الحضارة المصرية القديمة عرفت آتوم، فيستحيل أن يكون منتسبًا لحضارة أخرى.

وللتأكيد، فنحت تمثال “آتوم” تحديدًا تم في عهد الملك خفرع طبقًا لكل الأبحاث الأثرية التي جرت خلال المائة سنة الأخيرة.

في عام 1937 اكتشف أثناء إزالة الرمال من حول أبو الهول ما يزيد عن 150 لوحة أثرية حجرية، أهمها لوحة أمنحتب الثاني والتي فيها اللقبين الذين حملهما أبو الهول عند قدماء المصريين فذكر ان أبو الهول هو الإله “حور أم آخت”، وهو الإله “آتوم”، وكشفت باقي اللوحات أن الملوك والأهالي كانوا يتقربون إلى أبي الهول ويعتبرون هذه البقة مكانًا مقدسًا.

وجرى ترميم أبو الهول عدة مرات تعد أشهرها التي قام بها تحتمس الرابع وسجل ذلك العمل في لوحة أطلق عليها لوحة الحلم حيث سجل فيها أن “حور أم آخت” أتاه في الحلم وطلب منه أن يزيل من حوله الرمال، والثانية في عهد رمسيس الثاني.

من أين جاءت التسمية “أبو الهول”

وفد على مصر قوم من الكنعانيين “سوريين”، في أواخر الأسرة الثامنة عشرة، وسكنوا إلى جوار أبو الهول، ودل على ذلك لوحة الملك “أي” أن جماعة من الحيثيين وفدوا على مصر واقتطع لهم ضيعة في هذا المكان.

ودلت اللوحات المكتشفة أن هؤلاء الكنعانيين أو السوريين، سكنوا هذه المنطقة في بلد سميت باسم إله كانوا يعبدوه في بلادهم يقال له “حورون” وكان عندهم يشبه الصقر،

وكان أبو الهول في هذا الوقت (أواخر الأسرة الـ 18) يسمى “حور أم آخت” أي حور في الأفق، ويمثل أيضًا بشكل صقر، فتقرب له هؤلاء الكنعانيين واطلقوا عليه اسم “حورانا” أو “حورون” أو “حول” وتوحد المصريون مع الكنعانيون في عبادة “حورانا” أو “حول” ويعتقد أن ذلك كان تقريب من الملوك المصريين بين الأهالي والسوريين.

ثم أطلق هؤلاء القوم على الحفرة الموجود فيها أبو الهول كلمة “بر حول” أي بيت حول، ومن ثم تحرفت الكلمة من الأزمنة والعصور إلى أبو الهول، ومن هنا لا معنى للقصة الشهيرة التي ادعت أن العرب لما دخلوا مصر ورأوا أبو الهول فقالو هذا أبو الفزع أي أبو الهول، ولا علاقة بين الحضارة المصرية ولا قوم عاد الذين هم في زمن وأرض مختلفة ولهم آثارهم التي لا زالت موجودة إلى الآن في حضرموت باليمن.

وبالمناسبة فإن القرية التي سكنها هؤلاء الكنعانيون على بعد كيلومترين من أبو الهول يقال لها الحارونية، ولا زالت تحمل نفس الاسم إلى الآن.

وكل الكشوفات واللوحات الأثرية والبرديات تدل على أن أبو الهول هو الاله الذي يحرس الموتى في الغرب، وأنه مظهر الشمس عند غيابها في الأفق،

فهو “آتوم” وهو “حور أم آخت” أي حور في الأفق، وهو “حورون” و “حول” و “بر حول” ثم “أبو الهول”

اترك رد

آخر الأخبار