العاصمة

زواج صحيح يجهله الأخرون

0

 

كتبت : أسماء فكري السعيد علي

( بحبك .. وأنا كمان .. هل تتزوجينني .. طبعا موافقة ) .. كلمات بسيطة أصبحت تتناقل

في وقتنا الحديث بين كل شاب وفتاة داخل الجامعات والمصالح بل ووصل الحال إلي المدارس للمرحلتين الإعدادية والثانوية ..

فتجد الشاب يعجب بفتاة أو يتوهم كلاهما أن كلا منهما معجب بالآخر أو قد يكون الشاب مستهترا بمشاعر الفتاة فيوهما بالحب لغرض ما بداخله لا تعلمه الفتاة .. وعندما

يتقاربوا من بعضهم البعض ويتصارحون بلهيب الحب بينهم فيعرض أحد الطرفين الزواج فيجيب الأخر بالقبول .. وتنتهي القصة ويظلا معا لفترة من الزمن حتي يترك الشاب

الفتاة لأنه قد نقل العطاء علي أخري أو الفتاة لم تعد تحبه أو … أو … أو …. وكلاهما لا

يعلمون أن كلامهم هذا نجم عنه مفاجأة كبري لكليهما أنهم بالفعل قد تزوجوا وأصبح كلا منهما زوجا للآخر ..

أري أمامي الآن عين كل من سيقرأ كلماتي وهو مندهشا مما أقوله ولكن أؤكد علي

كلامي ثانية .. كل من تبادل تلك الجمل هم بالفعل متزوجون أمام الله وسأقول لكم بالمنطق والعقل والشرع قبلهم الأسباب ..

من أهم شروط عقد النكاح ( الإيجاب والقبول — الإشهار ) هاذين هم أهم شروط الزواج بجانب الشهود علي ذلك .. فعندما يعرض الشاب الحب والزواج علي الفتاة فلقد تحقق

الإيجاب وعندما توافق الفتاة هنا قد تم القبول ليصبح ما بينهم أحد أشكال الزواج العرفي ولكن مع الأسف هم لا يعلمون ذلك .. نأتي ثانية لشرط الإشهار فنجده أيضا

شبه متحقق فجميع أصدقائهم يعلمون بهذا وبالطبع يتناولون الكلام فيما بينهم ليصبح الارتباط بينهم محل معرفة الأخرين وبالتالي هم شهود علي عهد كلا من الشاب والفتاة

وهنا قد تحقق جميع شروط الزواج فلا ينقصنا غير أن الأهل هم من سيعرفون ..

ثم تحدث الفاجعة ويقرر أحد الطرفين ترك الآخر ولكن انتظر قليلا فلدي بضع الكلمات يجب أن أخبركم بها ..

أيتها الفتاة هل تعلمين أنه لا يجوز الزواج من أخر حتي يطلقك الشاب الذي كنت

مرتبطة به في مراهقتك أو بلوغك ونضجك لوجه الله تعالي .. وإن لم يفعل وتزوجتي من أخر

فأنتي عند الله آثمة لأنك جمعتي بين رجلين والله أعلم بمن هو الحلال فيهما ..
أيتها الفتاة ما هو شعورك بعد أن تقرأين كلماتي .. طيب هل تعلمين أن الله سبحانه

وتعالي وضع شروطا وأحكام لعلاقتكم هذه فهل راعيتموها وهل عندما ارتبطتي بهذا الشاب كنت علي تأكيد من مشاعرك ..

أما أنت أيها الشاب .. كم من فتاة جمعتها علي ذمتك وأنت لا تعلم .. ففي زمننا هذا

من الممكن أن تكون قد تخطيت المثني والثلاث والربع بل وما ملكت يمينك .. هذا من جهة

من جهة أخري .. ما مصير كل فتاة قد لعبت بمشاعرها وتركتها بعد أن تعلقت بك .. تخيل لو أختك أمك أو حدث ذلك مع زوجتك قبل أن تتزوجها أو لا قدر الله حدث ذلك مع ابنتك

هل كنت ستقبل ذلك .. لماذا لا تضع محلك محل أهل الفتاة التي وهمتها بالحب ولم تصدق ..

لقد أصبحنا اليوم نخطئ في حق أنفسنا وفي حق الله تعالي ونخالف جميع الشرائع السماوية التي أحلها الله .. أصبحت النخوة والرجولة عند أبناؤنا وإن وجدت يقال عليها

شئ قديم وعقيم ويجب الإرتقاء والتحضر والتمدن ..
رقي .. تحضر .. تمدن .. هذه هي حججنا اليوم ليخالف كل منا شرع الله كما نريد .. كم

من أبناؤنا اليوم يتزوجون هذا الزواج الصحيح الخفي الغير معلوم لأسباب واضحة وخفية ..
هل البعد عن الدين فقط هو السبب أم تهاون رجال الدين أيضا سبب وإهتمامهم بمواضيع فرعية عن شرعية الخلوة بين الموظف وزميلته بالعمل وخلافه .. هل بعدنا

عن سنن نبينا الكريم ومخالفة وصيته عندما أمر بالإستوصاء خيرا بالنساء سببا ..
أسباب وأسباب مهما حاولت في حصرها فلن أستطيع كتابتها جميعا .. ولكن لابد من

التحرك سريعا لتوعية كل شاب وفتاة عن ما يدور بينهم في أيامنا هذه ونوضح لهم أن الله لا يتهاون في حقوقه أبدا …

اكتشاف المزيد من بوابة العاصمة

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading