العاصمة

رمضـــــــــان ” وتأثيــــــر القرآن الكريم في النفوس

0

كوثر أحمد عبد الرحيم

قال الله عز وجل : { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } [ق: ٤٥ ] .

فالقرآن الكريم يربطنا بالاخرة ويبقيها ماثلة امام أعيننا ، يذكّرنا بجزاء المتعدِّين لحدود الله تعالى ويصور لنا مشاهد الأمم التي كانت عاقبتها الهــلاك ، وكذلك يذكّرنا بأصحاب البُشريات العظيمة ويصب في قلوبنا ووعينا ما اعده الله تعالى لهم من عظيم إنعامه وإحسانه مما لا عين رأت ، ولا خطر علي قلب بشر من نعيم الجنة … وبالرغم من ذلك { الآخرة } ابعد ماتكون عن اذهاننا بسبب هجرنا لكتاب ربنا تعالى .

مع ان القرآن الكريم هو اهم وسائل وأسباب ترسيخ الإيمان في القلب ودوام يقظته .

ولقد كانت السورة الواحدة من سوره القِصار ، مع قلة عدد كلماتها ، كافية لإستقامة النفس والجوارح علي مايحبه الله تعالى ويرضاه . بل ملء القلب بالتعلق بالله تعالي .

 فعلي سبيل المثال لا الحصر ..

سورة الزلزلة . . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ عَمْرٍو قَالَ أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ -ﷺ- فَقَالَ أَقْرِئْنِى يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ « اقْرَأْ ثَلاَثًا مِنْ ذَوَاتِ الرَّاءِ ». فَقَالَ كَبِرَتْ سِنِّى وَاشْتَدَّ قَلْبِى وَغَلُظَ لِسَانِى. قَالَ : « فَاقْرَأْ ثَلاَثًا مِنْ ذَوَاتِ حم ». فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ. فَقَال : « اقْرَأْ ثَلاَثًا مِنَ الْمُسَبِّحَاتِ ». فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَقْرِئْنِى سُورَةً جَامِعَةً. فَأَقْرَأَهُ النَّبِىُّ -ﷺ- ( إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ ) حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا . فَقَالَ الرَّجُلُ وَالَّذِى بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لاَ أَزِيدُ عَلَيْهَا أَبَدًا ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ النَّبِىُّ -ﷺ- « أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ » « أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ ». صحيح سنن ابي داود .

فإذا كان هذا هو تأثير سورة الزلزلة المكونة من ثمانِ آيات وكلماتها لا تتعدي ال خمسة وثلاثون كلمة ، فما بال من تتوفر لهم الأداة لقراءة القرآن الكريم كاملاً ، ويتوفَّر لهم مِن النشاط والقوة ما يُمكنهم مِن إعادة قرائته مرةً تلْوَ المرة ؟ وسماعه في كل حين ، ولا تتأثر قلوبهم ولا تتحرك لمعانيه السامية .

وهذه سورة الكهف التي يصدح بها المسلون في المساجد كل جمعة .. كانت تهز قلب خيلاً يسمعها هزّاً من قارئ يتلوها بقلبه قبل قراءة لسانه وعينه ..

عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ كَانَ رَجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الْكَهْفِ وَإِلَى جَانِبِهِ حِصَانٌ مَرْبُوطٌ بِشَطَنَيْنِ فَتَغَشَّتْهُ سَحَابَةٌ فَجَعَلَتْ تَدْنُو وَتَدْنُو وَجَعَلَ فَرَسُهُ يَنْفِرُ فَلَمَّا أَصْبَحَ أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ. فَقَالَ : « تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ » صحيح البخاري .

نسأل الله عز وجل ان يجعل القرآن الكريم نورا لعقولنا وبصيرتنا وابصارنا ….. اللهم امين.

وصل الله تعالى وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله وصحبه “

كوثر احمد عبد الرحيم :

اترك رد

آخر الأخبار