قال الله عز وجل : { فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } [ق: ٤٥ ] .
فالقرآن الكريم يربطنا بالاخرة ويبقيها ماثلة امام أعيننا ، يذكّرنا بجزاء المتعدِّين لحدود الله تعالى ويصور لنا مشاهد الأمم التي كانت عاقبتها الهــلاك ، وكذلك يذكّرنا بأصحاب البُشريات العظيمة ويصب في قلوبنا ووعينا ما اعده الله تعالى لهم من عظيم إنعامه وإحسانه مما لا عين رأت ، ولا خطر علي قلب بشر من نعيم الجنة … وبالرغم من ذلك { الآخرة } ابعد ماتكون عن اذهاننا بسبب هجرنا لكتاب ربنا تعالى .
مع ان القرآن الكريم هو اهم وسائل وأسباب ترسيخ الإيمان في القلب ودوام يقظته .
ولقد كانت السورة الواحدة من سوره القِصار ، مع قلة عدد كلماتها ، كافية لإستقامة النفس والجوارح علي مايحبه الله تعالى ويرضاه . بل ملء القلب بالتعلق بالله تعالي .
فإذا كان هذا هو تأثير سورة الزلزلة المكونة من ثمانِ آيات وكلماتها لا تتعدي ال خمسة وثلاثون كلمة ، فما بال من تتوفر لهم الأداة لقراءة القرآن الكريم كاملاً ، ويتوفَّر لهم مِن النشاط والقوة ما يُمكنهم مِن إعادة قرائته مرةً تلْوَ المرة ؟ وسماعه في كل حين ، ولا تتأثر قلوبهم ولا تتحرك لمعانيه السامية .
وهذه سورة الكهف التي يصدح بها المسلون في المساجد كل جمعة .. كانت تهز قلب خيلاً يسمعها هزّاً من قارئ يتلوها بقلبه قبل قراءة لسانه وعينه ..