« رمسيس الثاني »
بقلم :أ/إيمان قمر
هو اشهر ملوك المصرين القدماء وهو ابن الملك سيتي الأول والملكة تويا وأشهر زوجاته الملكة نفرتاري والتي بني لها معبدا ومقبرة تعتبر اجمل مقابر وادي الملكات .
يمكن وصف رمسيس الثاني بالبنٌاء الأعظم حيث ملأت منشآته ارجاء البلاد بطولها وعرضها ؛ فقد شيد الجزء الأمامي من معبد الأقصر وأتم بناء بهو الأعمدة الكبري بالكرنك كما أقام معبده الكبير المعروف بالرمسيوم في البر الغربي من مدينة الاقصر وشيد الكثير من العمائر بمنف ولكن تهدم معظمها الآن لم يتبق سوي أجزاء منها مثل التماثيل الهائلة الباقية والدالة علي عظمة المباني التي كانت موجودة هناك ومن اشهر اثاره معبداه في منطقة ابوسمبل.
نقل العاصمة من طيبة الي مدينة شيدها في شرق الدلتا هي مدينة ” بر رع مسو” وتتميز بالموقع الاستراتيجي لإشرافها علي الفرع التانيسي للدلتا ، كما تتوسط مملكة رعامسة في مصر والشام
سمح بوجود إحتياطي عسكري كبير في المدينة يمكن ان يقدم العون السريع للحاميات الشمالية .
وارتبط اسم رمسيس الثاني بامر “فرعون الخروج ” الذي ربط الباحثون بين الجهود التي بذلها رمسيس في إنشاء عاصمته وبين ماذكرته قصص الخروج في التوراة من تسخير فرعون موسي للعبرانيين وهو فرض لم تتأكد صحته بعد حتي الآن .
اعتني بوادي الطميلات باعتباره الطريق العام الموصل بين مصر وسوريا “وكان مساره عبر القناة القديمة التي كانت تربط النيل بالبحر الاحمر .
«معركة قادش»
بعد ان انتهي من تنظيم امور دولته الداخلية بدأ في تأكيد النجاح الذي أحرزه والده شمال سوريا فاستعد للحرب مع الحيثين في العام الرابع من حكمه ووصل الي نهر الكلب وترك هناك نقشين علي جبل يشرف علي أعالي النهر تخليدا لحملته العسكرية هناك .
في العام الخامس من حكمه كانت حملته الكبري ضد الحيثين عند مدينة قادش ومسببات المعركة قيام تحالف بين أمير قادش بدعم الحيثيين باخراج النفوذ المصري من بلاد الشام .-وهي الحملة التي خلدتها التقوش والنصوص في أكثر من معبد حيث نقشت علي جدران معابد الكرنك والاقصر والرامسيوم وأبيدوس – وملخصها أن الملك قسم جيشه إلي أربعة فرق عسكرية أطلق عليها أسماء الأرباب الاربعة ( آمون – رع -ست -بتاح ) خرج رمسيس الثاني علي رأس الجيش يتبعه فرقة آمون ومن ورائه بقية الفرق الثلاثة علي مسافات محددة وبعد أن عبر رمسيس الثاني بفرقة آمون مخاضة نهر العاصي بلبنان تم السماح لاثنين من زعماء البدو لمقابلة رمسيس واخباره بأن ملك الحيثيين وحلفاءه علي مبعدة كبيرة من قادش ، عند مدينة حلب وعلي أثر هذه المعلومات كانت كاذبة وكان فخا وهذا ماتم التاكد منه عند القبض علي جاسوسين من قبل الاعداء ، وكانت الصدمة بان جيوش الاعداء بقيادة ملك الحيثيين تختبئ للجيش المصري خلف مدينة قادش وفي تلك الأثناء أرسل رمسيس أحد فرسانه للحاق بجيش رع لاخباره لكي يحتاط ولكن فات الاوان حيث هجم جيش الحيثيين علي فرقة رع من المنتصف وقطعوا الامداد عن جيش آمون بقيادة رمسيس والذي أصبح محاصرا ومهزوما لولا وصول فرقة الكوماندوز المصرية التي كانت متمركزة عند الساحل الفينيقي وكانت مهمتها اللحاق بجيش امون عند قادش وكانت تلك الفرقة هي مفتاح الخلاص لرمسيس الثاني وتحويل الهزيمة الي نصر لم يكن بالحاسم ولكن علي الاقل أنقذ رمسيس الثاني وجيشه من هزيمة محققه.
في العام الثامن من حكمه عاد الملك الي آسيا ليخمد ثورة اندلعت في فلسطين بتحريض من الحيثيين واستمرت حالات التوتر حتي العام ٢١ من حكمه والتي انتهت بإبرام معاهدة صلح بين المصريين والحيثيين في العام ال٢١ من حكمه وقد سجلت علي جدران معبدي الكرنك والرامسيوم وسجلها الحيثيين ايضا وهذا حدث تحول في تاريخ العلاقات المصرية الحيثية حيث قبل هذا العام كانت دولة الحيثيين قد بدأت تعاني من مشاكل داخلية حول ولاية العرش ، أما في الخارج ظهرت قوة آشور كقوة مهددة تتطلع الي نصيب السيادة ثم تدفق الهجرات الأرية التي عرفت باسم شعوب البحر وهذا ما أدي الي تقارب بين الحيثيين والمصريين وانتهي بالمعاهدة .
وبعد حالة من الانتعاش والازدهار التي عمت بالبلاد بحكمه الذي دام ٦٧ عاما انتهي حكمه بوفاة الملك العظيم رمسيس الثاني .
دفن الملك رمسيس الثاني في وادي الملوك ، في المقبرة kv7، إلا أن مومياؤه نُقلت إلى خبيئة المومياوات في الدير البحري، حيث اكتُشفت عام 1881م بواسطة جاستون ماسبيرو .