رقصة المولوية هل جلال الدين الرومى مبتكرها؟
إيمان العادلى
ولد جلال الدين الرومى فى بلاد فارس وانتقل فى الرابعة من عمره مع أبيه إلى بغداد ثم سافرا إلى بلاد كثيرة إلى أن استقرا فى مدينة قونية التركية
و تمر اليوم ذكرى رحيل مولانا جلال الدين الرومى، الذى رحل فى 17 ديسمبر عام 1273، عن عمر ناهز 66 عاما ودفن فى مدينة قونية التركية لكن آثاره لا تزال قائمة ومن ذلك رقصة المولوية وبعد مماته قام أتباعه وابنه سلطان ولد باتباع الطريقة المولوية ورقصة الدراويش التى أسسها فى مدينة قونية التركية فى القرن الثالث عشر ميلادى، حيث كان الشيخ يؤمن بأن الإصغاء إلى الموسيقى والدوران حول النفس هما رحلة روحية تأخذ الإنسان فى رحلة تصاعدية من خلال النفس والمحبة للوصول إلى الكمال، والرحلة تبدأ بالدوران التى تكبر المحبة فى الإنسان فتخفت أنانيته ليجد الحق وحين يعود إلى الواقع، يعود بنضوج أكبر وممتلئ بالمحبة ليكون خادما لغيره من البشر دون تمييز أو مصلحة ذاتية.وأتباع هذه الطريقة يسمون بـ”دراويش المولوية”، ويجب أن يصاحب أداءهم للرقص آيات وابتهالات وكانت حلقات الذكر المولوية تقام فى مساجد أنشأت خصيصاً لهذه الطريقة، ورقص المولوية ليس عملا أو مهنة يعمل بها وإنما هى إرث دينى واجتماعى، ويتدرج المشاركون بها فى ترتيب تفرضه الصفات والأعمار المختلفة للراقصين المولويين.
وعرف جلال الدين بالبراعة فى الفقه وغيره من العلوم الإسلامية، وعمل بالتدريس حتى تركه بعد وفاة أبيه واتجه إلى سماع الموسيقى وتنظيم الأشعار وإنشادها، وكان لمؤلفاته الصوفية و تأثير كبير فى الثقافة الإسلامية، ومن أشهر كتاباته؛ الرباعيات، ديوان الغزل، المجالس السبعة رسائل المنبر، وكتاب المثنوى والذى يعتبر من أهم الكتب الصوفية الشعرية ويسميه البعض بالكتاب المقدس الفارسى وهو مجموعة من القصائد الشعرية الفارسية.
وذاعت المولوية كطريقة صوفية فى عهد الدولة العثمانية، ومنها انتقلت إلى سوريا ومصر ومنطقة البلقان وبعض البلدان الأخرى. لكن جرى التضييق على أنصار هذه الطريقة فى تركيا بعد ثورة كمال أتاتورك العلمانية، ومن ثم عادت بعدها الدولة لتسمح بتقديم عروضها بعد أن أدركت أهميتها كعامل جذب سياحى.