العاصمة

رسائل الحاضر للمستقبل (الجزء الأول 6/1/2020

0


بقلم / عمر أكرم يوسف أبو مغيث

_ مازلنا نعاني من أزمات فكرية في عصرناالحالي ، هذه الأزمات المعقدة والعقيمة بالعجز الشبه مكتمل والذي من هنا نبدأ طرح موضوعنا حوله من رسائل بات شباب الحاضر يوجهها لمجتمع لم يعد يكتب تاريخا ولا يصنع أمجادا كما صنع السابقون عبر العصور الماضية ، فكل عصر من العصور شهد تطورا جديدا حفظ لهم تاريخا ليكون شاهدا على ما قدموه .

_كيف نصنع رسائل تضاهي العصور السابقة ، ونكون جيلاً متطوراً بذاته ونقدم علوم جديدة نثبت بها أننا قادرين على صنع مستقبلٍ أكثر إشراقة من العصور السابقة ..
طالما أصبحت تتوفر لدينا الإمكانيات والأليات الحديثة التي صنعتها الأمم التي سبقتنا بعدة قرون مقارنة بما وصلنا نحن إليه الآن .

_كيف نجد حلول تخرجنا من عصورنا البائسة التي مضت ولم يتحقق فيها مفهوم التطوير لأنفسها من نجاحات وصناعات بشرية تجعلنا بالمقدمة ، ونحقق بها إنجازات في عالمنا الفعلي من خلال ممارسات أكثر تطويرا لتتماشى مع عصرنا الواقعي ، فبالرغم من توفر كافة الوسائل الأكثر توسعا وإنفتاحا على المجتمعات الناهضة والمتقدمة ، إلا أننا لم نستفيد منهم بل نظل ننتظر مدنا بطاقتهم الفكرية وما توصلوا إليه من انجازات ،فنحن أنفسنا لم تخطر على أذهاننا ولا حتى مجرد التفكير بصنع طاقات من الأفكار ننافسهم فيها .

_مسألة التحدي العلمي لا توجد من الأساس ،حتى في وقتنا هذا أصبحنا نحارب أفكارا وطموحات بعضنا البعض ، ونضرب مثال على ذلك ، هو أننا ما زلنا متمسكين بتعاليم ما عادت تصلح للإستخدام في الوقت الحالي وهذا من أسباب الفشل الذريع لإدراكنا المفهوم الذي لا تدركه كافة العقول الحالية ، هو مفهوم الثبات أو التمسك بالعلوم الموجودة التي انتهت صلاحيتها ولم تعد صالحة لتطويرها ،وخاصة أننا نشهد طفرة كبيرة من تغيرات متجددة كل يوم بعد الآخر .

_من هنا نحن نرى أن المسائل المطروحة الآن في ظل عصرنا الحالي أصبحت تحتاج إلى إجابات تناسبها وتحتويها ،لأن التاريخ السابق هو قواعد موروثة ولها أصالتها وجدآرتها ولكن لابدّمن تجديدها وتطويرها لتفعيل العقل حتى يصبح أكثر نضجا وتفتحا ،حتى نتمكن من الإنطلاقة الحقيقية وليس إنغلاق الفكر على موروثنا وتعاليم الصلابة الفكرية مما يجعل أفكارنا عقيمة وثابتة .

_علينا التوسع والاستكشاف والبحث الشامل من كل الفئات العمرية التي أصبحت تامة الإدراك وعلى استعداد للبناءوالتطوير ، والحداثة الفكرية هي من لها الحق في تحديد مستقبلها ومستقبل جيلها القادم الذي سيكون شاهدا علينا وعلى ما قدمنا
فأين نحن في ظل هذه التحديات الخطيرة والكبيرة…؟!
علينا أن نفكك الحاجز أو العائق بيننا وبين أجيالنا القادمة ، إذا ما سألنا أنفسنا ماذا سيكتب التاريخ عنا وعن ما قدمناه للجيل القادم .

_فكما نلاحظ جميعا أن الفكر العربي أصبح فكرا متزمتا ومتشبثا بأراء وافكار تجعله في مؤخرة العالم من حيث الواقعية ، و إيقاف العقل و البحث العلمي ومهاجمة كل الأفكار الحديثة هو دليل على ما أصبحنا عليه الآن من تخلف وإختلاف كاد أن يصل بين الأشخاص الأقرب فكرا لنا ولأفكارنا ، فالكثير يقول أن الإختلاف في حد ذاته هو دليل على الإجتهاد كما كان يفعل العلماء السابقون ، ولكن الأختلاف الآن كما نراه في جميع المواقف والمناقشات أصبح أختلافا تبدديا وعبثيا لأنه لا يناقش الأفكار والعقول إلا لإثبات أفضلية أحدهم على الآخر بالفكر المتزمجر إلى حد القتال والهجوم الغير مبرر مع الإدعاءات الكاذبة من المعلم والدارس ومن يحدد رغبات الآخرين .

_الكثير من نصب نفسه حاكما وعالما لمجرد أنه حافظ للتاريخ أو قارئا له دون أن يبحث فيه ويساعد الشباب للوصول إلى مدلوله السليم ، وإن كان يعمل على تشجيع الشباب وإعطائهم الفرص لكان ذلك مقبولا ودعوة التغير هي دعوة لا تدعو للإنحطاط الفكري ولا للجهل ولا للتخلف ، بل دعوى للإصلاح والمساعدة على التعلم بدون مقابل ،فالمقابل الوحيد هو نجاح المستقبل بسواعد الحاضرين من شباب ينتظر منا أن نمده بكل المعلومات التي يحتاجها لينافس الآخرين بنزاهة وقابلية ، الآن في وقتنا هذا نرى الكثير من المتعصبين ممن يدعون الحفظ والتقليد نجدهم يحملون في صدورهم الحقد على جيل الحداثة دون استجابة وإذا وجهنا إليهم رسالة نجد إجاباتهم مأخوذة من أقوال وأعمال السابقين وإنهم إذا لم يقرؤوا أو يحفظوا لهم فلا يستطيعوا الإجابة قط ، لأن العقول متوقفة على ما درسوا من علم كان يتناسب مع عصر السابقين .

_لماذا عندما نسأل الشباب في وقتنا الحالي أصبحوا لا يفهمون ولا يمكنهم الفهم ولا التفاهم مع جيل الأب الحالي أو الجد ،ولم يستطيع الشباب إدراك العقول التي تحمل الرجعية في كل شيء ، الحقيقة ليست في التعليم نفسه ، بل الحقيقة هي في فشل المعلمين والعلماء الحاليين في إجابة الشباب على ما يساعدهم في بناء شخصياتهم والإكتفاء بالشخصيات التاريخية لتكون حافزا لهم ،وليست صورا في المتاحف معلقة على الجدران وهم في خيبة كبيرة ، ينظرون لها وإلى سيرتها التي كانت سيرة حسنة قد حققوها على أرضهم وواقعهم دون النظر إلى المستقبل .

_المعلومات أصبحت الآن متداولة بين يدي الجميع ، والشباب هم من نقلوها وبمنتهى الذكاء والحرفية عبر الوسائل الحديثة هم من لهم الفضل في تعليم الكبار الذين بخلوا عليهم بعلمهم الذي درسوه واحتفظوا به ألا يستحق الشباب الإلتفاف حولهم وعدم إحباطهم والتعالي عليهم
فبدلا من الفخر المتبادل بينكم أنكم أصحاب علم وإن هذا الكنز يجب إخفاءهحتى لا يسرق ، (عذرا )فكان السابقون يجبون الأرض لإيصال العلم إلى كافة أصقاع الأرض ، المتكبرين بعلمهم لن يفهمون جيداً لأنهم حفظوا ليكسبوا من وراء علمهم ، الحقيقة أن هؤلاء هم لا أدبا ولا علماً .
وحق قول الله فيهم
(مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين ضرب مثلا)…

اترك رد

آخر الأخبار