فمن هو ؟
أحمد عبود باشا (1889 ـ يناير 1964) هو اقتصادي ورجل أعمال مصري برز في فترة العشرينات والثلاثينيات من القرن
العشرين فهو رجل اقتصاد ومليونير عصامي بدأ من الصفر وتحول من مجرد فتى عادي ينتمي للطبقة المتوسطة يمتلك
والده حماما شعبيا في حي باب الشعرية حتى أصبح رجل أعمال يمتلك إمبراطورية ضخمة من لصناعات السكر والصناعات
الكيميائية والورق والشحن والقطن تبلغ قيمته 100 مليون دولار.
في يناير سنة 1944 النادي الأهلي كان يعد حفلة تكريم لعبود باشا وعبدالحميد عبدالحق وزير الشئون الاجتماعية السابق
لتبرعهم لإنشاء حمام سباحة للنادي وتبرع كل منهم بمبلغ 3 آلاف جنيه وكان أحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي هو
الرئيس الحالي للنادي الأهلي فقام بشكر عبود والوزير السابق على كرمهم وقال:
“إني بعد أن حنيت رأسي للراحل الكريم جعفر ولي باشا (رئيس النادي الأهلي سابقاً) أرفع رأسي بالشكر للرجلين
الكريمين الأستاذ عبد الحميد عبد الحق وزير الشؤون الاجتماعية السابق وأحمد عبود باشا”
سنة 1946م تقدم عبود باشا لرئاسة النادي الأهلي وفاز بالتزكية كرئيس للنادي لمدة 15 سنة كانت أزهى عصور النادي
الأهلى وحقق دوري 9 مرات متتالية غير البطولات الأخرى بفضل سخاء عبود في الإنفاق من أمواله الخاصة وبنفوذه وأمواله أقتطع جزء من نادي الفروسية وضمه للنادي الأهلى لأجل أن يطل على كورنيش النيل
في سنة من السنوات كان هناك مباراة مهمة للنادي الأهلي مع الفريق المصري في بورسعيد لكن نجم الأهلى صالح سليم كان عنده إمتحان في القاهرة ينتهى الساعة 1 ظهراً والمباراة سوف تبدأ في الساعة 3عصرآ فما كان من عبود باشا إلا إنه بعث بسيارة خاصة للجامعة لأجل أن تقل صالح سليم إلى المطار لأجل أن يسافر بطائرة عبود باشا الخاصة لبورسعيد ويشارك في المباراة.
أنشأ عبود باشا عمارته الشهيرة الإيموبيليا في وسط القاهرة وكان يسكن بها أسماء كثيرة من الفنانين مثل نجيب الريحاني وليلى مراد وأنور وجدي بعد زواجهما وأسمهان وأحمد سالم بعد زواجهما وكاميليا وعبد العزيز محمود وكمال الشيخ وهنري بركات ومحمود المليجي وماجدة الصباحي وماجدة الخطيب ومحمد فوزي وزوجته مديحة يسري وغيرهم
وكان يشترط على من يسكن العمارة أن يكون أهلاوي لكنه تغاضى عن هذا الشرط مع عبدالوهاب الذي كان زملكاوي صميم وكان لاعبى النادي الأهلي يجتمعوا مع عبود باشا في العمارة مرة كل أسبوع وكان يخصص شقتين فى العمارة للاعبى الفريق المغتربين في النادي الأهلي ووظف كثير من اللاعبين في شركاته.
سنة 1951م حيدر باشا وزير الحربية ورئيس نادي الزمالك في ذلك الوقت أرسل شكوى رسمية للملك فاروق يقول بها إن عبود باشا يستخدم أمواله ونفوذه لتحريض الاعبين عن التخلي عن أنديتهم الشعبية و الفقيرة بالضغط عليهم وإغراءهم بالأموال وبالتالي بيفرغ الأندية من اللاعبين ويستحوذ على البطولات بشكل غير عادل وهذا إفساد للحياة الرياضية لكن حسن يوسف رئيس الديوان الملكي وقتها أخبر الملك فاروق ان عبود باشا يقوم بإنشاءات كثيرة في النادي الأهلي وخارج النادي ويضع عليها إنها تمت في عهد جلالة الملك فاروق ولا يجوز خسارته لأنه سخى فى صرف الأموال فتجاهل الملك شكوى وزير حربيته.
قبل هذه الواقعة بعدة سنوات قام عبدالرحمن باشا لطفي رئيس نادي المصري البورسعيدى بأرسال تلغراف رسمي لجلالة الملك فاروق يشكو فيه من ألاعيب عبود باشا الذى طلب من النادي المصري إعارة ثلاثة من اللاعبين لبعثة النادي الأهلي التي ستسافر تركيا وتعهد إنه لن يحاول ضمهم للأهلى لكن يكمل عبدالرحمن باشا شكواه ويقول إن النادي الأهلي كالعادة نقض عهده وضم اللاعب محمد أبو حباجة نجم النادي المصري ويحاول الآن إغراء باقي اللاعبين لضمهم للأهلى ومع أستمرار هذا النهج وهذه الحالة سنكون مضطرين لغلق النادي المصري وحله ولذلك نلجأ إلى جلالتكم من توغل هذا الرجل الغنى الذي يريد أن يتحكم في كل شئ بأمواله ونفوذه وظل رئيسآ للنادى الأهلى إلى أن أقيل رئيس النادي الأهلي بعد عام من زيارة جمال عبد الناصر للنادي الأهلي في عام 1961م بسبب قوانين يوليو الاشتراكية التي صدرت في 1961م
وتوفي في بريطانيا في ديسمبر 1963م
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته