العاصمة

رؤوسهن كأسنمة البخت

0
بقلم / محمــــــد الدكــــــرورى
انها من علامات الساعه الصغرى التى تحدث عنها
النبى الكريم صلى الله عليه وسلم فى احاديثه
فانتشار التبرج والسُّفور علامة من علامات الساعة، حيث ظهرت هذه العلامة بوضوح في هذا
الزمان، فخرجت النساء إلى الشوارع والطرقات بملابس عارية تُظهر مفاتنهنَّ وأخرج الإمام مسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”صنفان من أهل النار لم
أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات،
رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا
وكذا”.
وقال النووي رحمه الله هذا الحديث من معجزات النُّبُوَّة، فقد وقع ما أخبر به النبي صلى الله عليه
وسلم، فأما “أصحاب السياط”: فهم غِلمان ولي الشرطة.
أما “الكاسيات”: ففيه أوجه:-
أحدها: معناه كاسيات من نعمة الله، عاريات من
شكرها.
والثاني: كاسيات من الثياب، عاريات من فعل
الخير، والاهتمام لآخرتهن، والاعتناء بالطاعات.
والثالث: تكشف شيئاً من بدنها إظهاراً لجمالها، فهن
كاسيات عاريات.
والرابع: يلبسن ثياباً رِقاقاً، تصف ما تحتها،
كاسيات عاريات في المعنى.
وأما قوله: “مائلات مميلات”: فقيل: زائغات عن
طاعة الله تعالى وما يلزمهن من حفظ الفروج وغيرها، و “مميلات”: يُعَلِّمْنَ غيرهن مثل فِعلهن.
وقيل: مائلات: متبخترات في مشيتهن، مميلات أكتافهن، وقيل: مائلات: يتمَشَّطْنَ المشطة الميلاء،
وهي مشطة البغايا معروفة لهن. مميلات: يُمشِّطْن غيرهن تلك المشطة. وقيل: مائلات إلى الرجال،
مميلات لهم بما يبدين من زينتهن وغيرها.
وأما قوله: “رؤوسهن كأسنمة البخت”: فمعناه:
يعظمن رؤوسهن بالخُمُر والعمائم وغيرها مما يُلف على الرأس حتى تشبه أسنمة الإبل البخت، هذا هو
المشهور في تفسيره.
قال المازري: ويجوز أن يكون معناه: يَطْمحن إلى
الرجال ولا يغضضن عينهن، ولا يُنَكِّسْن رؤوسهن.
واختار القاضي: أن المائلات تمشطن المشطة
الميلاء، قال: وهي ضفائر الغدائر، وشدها إلى فوق، وجمعها في وسط الرأس، فتصير كأسنمة البخت،
قال: وهذا يدل على أن المراد بالتشبيه بأسنمة البخت: إنما هو لارتفاع الغدائر فوق رؤوسهن
وجمع عقائصها هناك، وتكثرها بما يضفرنه حتى تميل إلى ناحية من جوانب الرأس كما يميل
السنام.
قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخلن الجنة”:
يتأوَّل التأويلين السابقين في نظائره:
أحدهما: أنه محمول على مَنْ استحلَّتْ حراماً من
ذلك مع علمها بتحريمه، فتكون كافرة مخلَّدة في النار، لا تدخل الجنة أبداً.
والثاني: يُحْمل على أنها لا تدخلها أول الأمر مع الفائزين، والله تعالى أعلم.
والإنسان منا لا يتصور كيف تسمع المرأةٌ المسلمةٌ هذا الكلام، ثم تصر على خلعها الحجاب، وخروجها
سافرةً متبرجةً. أفما آنَ للنساء أن يَرْجِعْن إلى الله، ويُعْلِن التوبة النصوحَ حتى لا يَدْخُلْنْ في هذا
الحديث وتحت هذا الوعيد.
وظهور الرواحل الجديدة.. كالسيارات مثلاً
لقد عَدَّ بعض أهل العلم أن ظهور مثل هذه السيارات – وغيرها من المركوبات – دلالة على
قرب انتهاء الزمان، وذلك للحديث الذي أخرجه الإمام أحمد وابن حبان في “صحيحه”عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
ابْنِ عَمْرٍو قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
“سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي رِجَالٌ يركبون عَلَى سُرُجٍ كَأَشْبَاهِ الرِّحالِ، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم
كَاسِيَاتٍ عَارِيَاتٍ”. (وضعَّف بعض أهل العلم هذا الحديث، وصححه الألباني في الصحيحة).
وهذا قد وقع، فتري أحدهم يضع السيارة عند باب المسجد ويدخل المسجد فيصلي، وزوجته داخل
السيارة كاسية عارية.
وقوله: “كأشباه الرحال”: (بالحاء المهملة) جمع:
رحل، وفيه إشارة إلى أنها مركوبات جديدة، لم يرها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد يكون المراد
أنها السيارات – والله أعلم.
وقد نَوَّهَ القرآن عن مثل هذا، فقال تعالى: ﴿
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ …فاللهم اصلح احوالنا يا رب العالمين

اترك رد

آخر الأخبار